«مؤرخ القاعدة».. الحائر بين ضروب الشيعة وبقايا طالبان والقاعدة
يعيش مؤرخ القاعدة "المتقاعد" أبو الوليد المصري فى منفى اختياري منذ عامين في إيران بعد خروجه من مصر، وكان قد تم تسليمه لمصر في سبتمبر 2011م هو وشقيق قاتل الرئيس الراحل أنور السادات محمد شوقي الإسلامبولي، فتسلل بعض من اسرته إلى قطر وانتقل منها إلي طهران.
وحين تحدثت الصحف عن خروجه الـ"غير الشرعي" رد سريعا علي هذا أن الهروب تسأل عنه الصحف المصرية، وأنا حيث أريد أن أكون، وأشار لتوقفه عن التدوين في الفترة الأخيرة بموقعه "مافيا سياسي" ( أدب المطاريد ) والذي لا يعرف حتي الان من ورائه والجهة التي تموله، ولم يكشف ابو الوليد سر اختياره الهروب لإيران رغم خلاف القاعدة الحاد معها طوال العشر سنوات الماضية، بل وسجنه هو ورفاقه فيها ما يقرب من عشر سنوات متتالية أعقاب الحادي عشر من سبتمبر !
بل ومن خلال مصادر جهادية معروف أن زوج أبنة مصطفي حامد هو سيف العدل (محمد بن صلاح الدين بن عبد الحليم زيدان ) هو أحد أهم قيادات قاعدة بن لادن والذين كانوا مقرب منه، بل وتشير معلومات أن أبنه الكبير (وليد) محبوسا فى سجن إفين شمال غرب طهران - يشتهر باحتجازه للسجناء السياسيين - قسم الاجانب - بالقطاع الثامن- لتنفيذ حكم نهائى صادر ضدة بالحبس لمدة 5 سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بالإضافة إلي حمله لجواز سفر إسرائيلى وجد بحوزته اثناء القبض عليه واثناء عرضه لبعض الأثار الافغانية التى لا تقدر بثمن فى أحد شوارع طهران، اما الابن الأصغر "محمد" فكان مخطوفًا من جهه غير معروفة وتم فديته بمبلغ مالي كبير جدا ايضا من جهة غير معلومة.
مؤخرا شن موقع (العربيه نت) التابع لقناة العربية، وصحيفة الشرق الأوسط حملة على مؤرخ القاعدة ، فى مقال بعنوان "عودة القاعدة بعمامة إيرانية " ليوسف الديني الكاتب السعودي، والذي وصف فيه مؤرخ القاعدة مصطفى حامد بأنه: “منظر الأفغان العرب والمدرج من قبل الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب الدولى”، والذى قرر (فتح خزانة رقمية كبيرة) يقصد موقع "مافا سياسي" الذي يشرف عليه ابو الوليد المصري ولكن هذه المرة بعمامة إيرانية (!!).
من صحفي.. لمؤرخ القاعدة
عمل مصطفي حامد في الصحافة خلال فترة السبعينيات في عدد من الصحف الأهلية بأبو ظبي، ثم تطوع مع المقاومة الفلسطينية (حركة فتح) لفترة قصيرة أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978، وشارك في الجهاد الأفغاني منذ عام 1979 أثناء الغزو السوفيتي.
يرى بعض الجهاديين أن أبا الوليد لم يكن من منظري القاعدة من الاساس وليس كل ما يكتبه صحيحا؛ فهو صحفي وتورط في الارتباط بتنظيم القاعدة منذ تأسيسها نظرا للبحث عن دور وشهرة لكتاباته، وأن لقب "مؤرخ القاعدة" فضفاض عليه.
في حين أن محمد عاطف (أبو حفص المصري) كان يرى أن الظواهري والسيد إمام الشريف وأسامة بن لادن كانوا يخشون من "مصطفى" وتأثيراته علي الشباب لأن عقليته كانت مرتبة للغاية وهو شديد الاطلاع والثقافة وله علاقات بدوائر الصحافة الغربية وهذا لا يتناسب مع الطبيعة العسكرية التي كانوا يدربون الشباب عليها.
أما محمد مدحت نجل مدحت مرسي المُكنى "أبو خباب المصري"، "كيماوي القاعدة" والذي عاش فترة كبيرة في إيران فقد أكد أن بعض قيادات القاعدة كانوا يخشون من مصطفى حامد لقدراته في التأثير علي الشباب وضغطوا عليه كثيراَ رغم أنه الوحيد الذي قدم تضحيات فى أفغانستان حيث قتل ابنه الكبير في بدايات الجهاد الأفغاني بسبب "الفتاوى الضالة" التي كان يعطيها له نائب الظواهري عبد العزيز الجمل وكثير من ملابسات مقتل نجله خافية حتي الآن.
الحصاد المر للإخوان
خرج مؤرخ القاعدة منذ أيام للرأي العام بسلسلة مقالات بعنوان "تأملات في الأمن القومي المصري" حمل خلالها "أبو الوليد" على الإخوان المسلمين -عدو القاعدة القديم - متأثرا ببدايات القاعدة وموقفها من الإخوان والذي سطرته القاعدة في مصنف مستقل أطلقت عليه "الحصاد المر " ولاقى رواجا تنظيميا بالغا حينها، وهو تطور لكتاب القيادي محمد عبد الرحيم الشرقاوي في بدايات الثمانينيات والذي كان يطلق عليه "ماسونية الفرق".
يقول: "الإخوان المسلمون تحديدا توصلوا إلى منافسة هؤلاء العلمانيين في العلاقات الأوروبية والأمريكية، إلى درجة أقنعت قطاعًا من السياسيين فى تلك البلدان بأن الإخوان في خدمة الغرب ومصالحهم الجيوسياسية، وبحسبه، يأتي ذلك على الرغم من "تحالف الإخوان مع (الوهابية القتالية ) ".
ولا يخفى على القارئ الحصيف استخدام هذا المصطلح الذي تستخدمه بعض النخب العربية أيضا والتي تحمّل المملكة العربية السعودية منهج التطرف الإسلامي عامة ودعم الإخوان المسلمين خاصة من وراء ستار بدعمهم المتناهي للعقيدة الوهابية نسبة لمحمد بن عبد الوهاب والذي يمكنهم من لعب دور فعال فى المنطقة العربية وأحيانا الإسلامية.
القاعدة الحل هو" الحل"
تحول مؤرخ القاعدة الشهير صاحب اهم الكتب التنظيرة الكبيرة في تاريخ تنظيم القاعدة والتي ترجمت إلي عدد من اللغات الاوبية إلي حرب شرسة علي تنظيم القاعدة أيضا متهما إيها بالتخلف وانها لم تحقق عمليا أى نجاح يذكر أو تقدم فى أى قضية إسلامية فى أى مكان. والفوائد التى جناها العدو من القاعدة هائلة بكل المقاييس بحيث يمكن إعتبارها أحد الأدوات الأساسية فى استراتيجيته الدولية، بل وفى تثبيت نظامه الداخلى فى الولايات المتحدة وأوروبا بدعوى أن القاعدة تمثل (الإرهاب الإسلامى) الذى تهول به الولايات المتحدة على شعوب الغرب وتجرجر حكوماته خلفها لشن الحروب.
بل وطالب بحل القاعدة فقال " أن فكرة حل القاعدة لا يسمعها بن لادن للمرة الأولى. فقد سبق وأن ذكرتها له مرتين المرة الأولى كانت فى معرض إستشارته لى حول مشروع بيانه الأول حول إعلان الجهاد لإخراج الأمريكيين المحتلين لجزيرة العرب. تناولنا فى الحديث أوضاع المقدسات الإسلامية فى فلسطين وجزيرة العرب، وأن تحرير المقدسات الإسلامية كلها فريضة دينية وضرورة حياة للأمة الإسلامية حتى لا تتمزق وتضيع هباء وتسقط فى قبضة أعدائها الصهاينة الأمريكيين والأوربيين.
ذكرت لابن لادن أن هذا مشروع بالغ الضخامة لا يمكن أن يقوم به شعب واحد بل هو مشروع الأمة الإسلامية كلها، وأنه إذا كان سيتصدر لحمل لواء تلك الدعوة فمن الأفضل أن لا تظهر الدعوة على أنها دعوة لتنظيم يسعى لأهداف حزبية ضيقة، لذا من الأفضل أن يحل تنظيم القاعدة أو أن يتركه لأحد كوادره القدماء، وأن يقف هو (بن لادن ) على مسافة واحدة من جميع القوى الإسلامية وتنظيماتها، بما فيها تنظيم القاعدة، كى تساهم فى المشروع قدر طاقتها وظروفها الخاصة، وأن يكتفى هو بالتوجيه الاستراتيجى العام مع القيام بدور بيت المال الموثوق الذى يجمع مساهمات الأمة المالية وينفقها على المنفذين حسب حاجاتهم ومسئولياتهم فى مشروع التحرير.
إيران سابقًا وإيران حاليًا
مكث مصطفي حامد ابو الوليد عدة سنوات في إيران تحت الإقامة الجبرية ويقال أنه تم تعذيبة لكن لماذا بعد ترحيلة إلي مصر بعدة سنوات اقتربت عشر سنوات، سافر إلي هناك مرة أخري.
يقول الفرق بين إقامتى الحالية فى إيران وإقامتى السابقة (فترة السجن أو الإقامة الجبرية )، هى الفرق بين الإقامة القانونية وبين الإقامة الجبرية، عملى فى موقع مافا السياسي فى المرة السابقة كان أشبه بعمليات تهريب الممنوعات، والآن أعمل علنا، ولم أصادف ـ حتى الآن ـ حظرا أو حدودا، ولكن لا صلة لى بالإعلام المحلى كما كان حالى فى مصر. أكتب الآن بمقدار هذا الحيز المتاح، وهو كاف تماما لما أريد قوله، وهو أكثر إتساعا بكثير مما كان متاحا أو ممكننا فى مصر.
الفارق يين الحالتين، سابقا والآن، هو التقدم فى السن وتبعات ذلك على الصحة والأسرة، والشعور بأن سكان العالم يتزايدون، بينما محيطى أصبح خاليا، أو كما اقول: (ولقد مضت تلك السنون وأهلها.. وكأنها وكأنهم أحلام).
وعندما سؤل عن سبب تلك الحرية الممنوحة له من قبل السلطات الإيرانية قال " أظن أن سبب حريتى فى الكتابة من طهران واضح الآن ـ وهو أن هناك حالة من التنوع الفكرى والسياسى يسمح بذلك ( رغم انه نفس النظام ونفس العقلية هي التي تحكم ايران حتي الان )فما أقوله له أنصار وله أيضا أعداء أقوياء، وربما لاحظت أن الإختراقات التى تعرض لها موقع (مافا السياسى) مقدار منها جاء من داخل إيران نفسها وبعضة من خارجها.
"لم امنع في مصر" ومع ذلك سافر
يقول عن الفترة التي قضها في مصر قبل سفره إلي طهران " نعم كتبت فى مصر العديد من الأشياء الهامة، ولكن الإعلام كان موصدا فى وجهى، ما عدا فلتة تلفزيونية مع قناة فضائية خارجية، وجزء من مقال نشرته إحدى الصحف الأهلية ثم تابت وأنابت وتوقفت عن نشر باقى المقال.
وهنا ينقل كاتب هذه السطور شهادة هامة علي مؤرخ القاعدة أبو الوليد المصري والذي عرض عليه عمل حوار معه يقول فيه كل نا يريد، وكتابة مقالات في بعض المواقع التي يشرف عليها لنصيحة الشباب من الوقوع في تجارب مماثلة فرفض وقال " أما عن الحوار فلا أظن أن عندى ما يفيد الناس الحديث عنه، ورحلتى الشخصية يمكن تلخيصها فى جملة واحدة وهى: شخص إغترب عن بلده إربعين عاما، ثم عاد مرة أخرى.
ويستكمل ابو الوليد حديثة عن الفترة التي قضها في مصر بعد عودته من سجنة في طهران أكتب في موقع (مافا السياسى) والي كان محظورا فى مصر بشكل مؤكد، وتم إبلاغى بذلك حتى قبل وصولى إلى أرض الكنانة بعد غياب زاد عن أربعة عقود من الزمن، ولكننى نشرت كتابات لى فى موقع بإسمى (مصطفى حامد) عبارة عن مقالات كتبتها لمجلة "الصمود الأفغانية" الموالية لطالبان، أو كتبتها لنفسى كالعادة لعدم وجود ناشر، وربما أيضا لعدم وجود قارئ فى مصر لأمثال تلك المواد الغريبة.
ويستكمل " إنتهيت فى الإسكندرية من كتاب (العرب فى حرب أفغانستان) بالاشتراك مع الدكتورة الأسترالية (ليا فارال)، ثم ترجمته إلى العربية ونشرته فى موقع (مصطفى حامد). ونشرت فى نفس الموقع كتابا تحت إسم ( أفغانستان فى صباح اليوم التالى) كتبته فى الإسكندريه أيضا.
لقد كتبت فى مصر خلال العهود المختلفة التى عاصرتها خلال السنوات الخمس التى قضيتها هناك (2011 ـ 2016)، وبدون أى تدخل أو إزعاج أمنى، ربما لأن ما أكتبه لا يهم أحدا فى مصر ولا يعنيه فى شئ، وذلك من حسن الحظ. وكما دخلت مصر بلا تدخل أو إزعاج أمنى خرجت منها بنفس الطريقة.
الثورة التالفة
تتناول مقالات أبو الوليد حاليا في موقع "مافا سياسي" من طهران جملة من الموضوعات التي يخدم بها علي نظام ايران وطهران،ويهاجم بها النظام المصري ليل نهار فيزعم أن " النظام الإداري في مصر يتلف وكذلك محاولة الثورة عليه أيضا تتلف وأن الفقراء أميل إلى العنف الأعمى لحرق كل شئ وارتكاب الجريمة تعبيرًا عن الغضب وسعيًا للحصول على أبسط حقوق العيش."
وقيادات الطبقة الوسطى تتحرك من أجل تحسين موضعها النسبى فى خريطة تقاسم الثروة والسلطة السياسية، وفى سبيل ذلك تمتطى ظهر الفقراء وتمنيهم عبر أحلام الإصلاح أو الثورة بالفردوس الذى لن يتحقق سوى لقطاع من الطبقة الوسطى التى ستزحف نحو الأعلى وتتبنى نفس منهاج الولاء للإمبراطورية المسيطرة، لتصبح هى نفسها جزء من منظومة حماية مصالح الخارج وتدمير مقومات الداخل واستنزافه فى مقابل عمولات ونفوذ سياسى يقرر مداه الإمبراطور من بيته الأبيض.
وبعيدا عن كلمات الرجل، فالواقع يشهد بجهود أجهزة الرقابة الإدارية خلال العامين الماضيين ففي عام 2016، تم ضبطت 687 جريمة فساد شملت 3 آلاف متهم أحيلوا للنيابات وكشف تورط "الكبار" بالرشوة ومنهم مستشار مجلس الدولة "المنتحر" ومساعد وزير المالية الحالي، والتي أصبحت قضايا رأي عام من الدرجة الأولى.
تبعية اليوم وتبعية الامس
ولو القينا الضواء علي مسارات مؤرخ القاعدة وانتقالاته فقط عبر الخمسة وعشرون عاما الماضية لنجد انه حط رحالة في ابو ظبي ثم بيشاور ثم كابل ثم أوزباكستان ومنها إلي طاجكستان ثم ايران ثم مصر لفترة قصيرة ثم مرة أخري لمجاورة أولاده وليد ومحمد واحمد في ايران وهي تعبر عن تبعية بقد كبير لمعظم هذه الانظمة ، ربما تكون خبراته عن هذا التنظيم الإرهابي (القاعدة ) كبيرة فسنحق ان يلقب بخبير بها وبأسرارها لكنه بلا شك لا يعرف عن مصر واهلها الذي فارقهم الكير والكثير .
يزعم مؤرخ
القاعدة انه لم ينضم إلى أى تنظيم جهادى
أو سياسي كما يعرف نفسه الان لكن كيف نفهم
علاقاته بابن لادن والظواهري والقاعدة طوال هذه الفترة والتي اخرج خلالها أكثر من أربعة عشر كتاب بعضها باللغة
الإنجليزية وتم ترجمته ، وكيف نفهم انضمامه
إلى أشبال الإخوان المسلمين فى بلدته بلبيس وهو في بدايات شبابه وتكوينه.
تقريبا ابو الوليد
الوحيد الذي التقي وتعرف علي القيادي
الإخواني كمال السنانيرى الذي ذهب من مصر خصيصا لتوحيد الفصائل
الأفغانية أثناء زيارته لبيشاور عام 1979
وربطتهما صداقة به وهو الوحيد في جماعات الأغسلام السيسي الذي كان يحمل سر
افغانستان وقيادات الجهاد وفي نفس الوقت
سر الإخوان المسلمين .
بل وكيف نفهم علاقته المتشابكة مع نظام طهران عبر هذه العقود ، والذي سجن
فيها عدة سنوات بل واحد نجلية محكوم عليه في قضية تجسس هناك ومع ذلك يتواجد الان
علي ارضها رغم انه لم تقيد حريته الصحفية
عير تواجده في مصر منذ ان تسلمته السلطات المصرية في عهد المجلس العسكري عام
2011والتحقيق معه في سري النيابة العامة
وصرفه بدون اي اتهام او اي كفالة مالية .
كيف نصدق مؤرخ القاعدة المتقاعد من انه يهاجم التبعية لأمريكا ، ويدية ملوثة بالتبعية هو الأخر لأيران وما خفي كان اعظم ، تلك التبعية التي يتهم بها الجميع حتي رفاق الأمس .