رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس بيت الحكمة الموريتانى لـ«أمان»: عالجنا الإرهاب بمقاربتين.. الأولى: عسكرية فى الصحراء والثانية: فكرية فى السجون

رئيس منتدي بيت الحكمة
رئيس منتدي بيت الحكمة الموريتاني


الجيش الموريتاني حارب الإرهاب بلا هوادة 
تم القضاء على العشرات وطرد البقية وملاحقة مَنْ تورط في عمليات خارج البلاد 
لا يوجد إرهابي واحد على الأراضي الموريتانية ومن عاد بعد التوبة تم القبض عليه
موريتانيا حافظت على انتمائها العربى ولم يكن ذلك على حساب انتمائها الإفريقى
الاضطرابات بين موريتانيا والسنغال عابرة وتم تجاوزها بسرعة
المذهب المالكى فى موريتانيا الضامن لسماحة الإسلام وتقبله الآخر
الثقافة الشنقيطية الموريتانية سفيرنا إلى العالم العربى
الشعوب العربية عليها وزر عدم السعى لنقل الخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية 
تواجد المرأة فى الحكومة الموريتانية وفى البرلمان كبير.. ونعيش تطورًا سياسيًا 

زار الإرهاب موريتانيا في الأعوام القليلة الماضية، وكان لها معه وقفات ومقاربات، سواء عسكرية أو فكرية، أى عن طريق المواجهة العسكرية الشاملة، أو عن طريق المواجهة الفكرية والثقافية، مما أدى إلى حسم المعركة لصالح الدولة والنظام الاجتماعي الموريتاني.

وعبر التاريخ الموريتاني، شكّلت مركزية الدولة نقطة وصل حضاري وجسرًا ربط ما بين الشمال والغرب الإفريقيين، عبر التجارة تارة وعبر مرونة المذهب المالكي تارة أخرى.

حول تحجيم التطرف والإرهاب في موريتانيا، وصناعة المؤسسات الفكرية والثقافية هناك، التقى «أمان» مع الباحث إبراهيم عمر الحيمر، مدير منتدى «بيت الحكمة» للثقافة والحوار، وكان هذا الحوار:

الرباط العربي والإفريقي ظاهر جدا في دولة موريتانيا، لكن المواطن العربي دائما ما يشعر بأن الرابطة الإفريقية أقوى من الرابطة العربية عندكم. 

موريتانيا حافظت دائما على انتمائها العربي، وحرصت على أن تستمر هويتها العربية في التعزز، لكن بالطبع لم يكن هذا على حساب انتمائها إلى القارة الإفريقية، إذ كانت دائما ملتزمة تجاه المنظومة الإفريقية بعقد اجتماعي، وساهمت في حل الكثير من النزاعات إبان رئاستها الاتحاد الإفريقي. 

هل الصراع بيين السنغال وموريتانيا هو الذي جعلها تحاول الانسحاب من علاقتها الإفريقية إلى علاقتها العربية؟ 

ليس هناك صراع بين موريتانيا والسنغال، فالدولتان شقيقتان، علاقتهما لم تشهد أي شرخ طيلة الفترة الماضية، وظلت أواصر القربة والجيرة أكبر داعم لترابط وتكافل الشعبين؛ الموريتاني والسنغالي، ناهيك عما قد يحدث من عمليات خرق للقانون من قبل أفراد البلدين داخل تراب أحدهما، وهي أمور عابرة يتم تجاوزها بسرعة.. موريتانيا لم تبدِ أي استعداد للتفريط في انتمائها الإفريقي لأجل انتمائها العربي، بل حافظت عليهما وعززتهما.

كيف ترى التعايش بين المذهب المالكي ومذاهب الإسلام الأخرى المتجذرة في العالم العربي؟
 
أنا أرى أن المذهب المالكي، بسعته وانفتاحه، ظل دائما الضامن لسماحة الإسلام وتقبله للآخر، وهو ما جعله مذهبا ساهم في التعايش والتآخي بين الشعوب التي تتخذ هذا المذهب مرجعية فقهية لها، وهذا المذهب يحترم خصوصية الشعوب الإسلامية الثقافية والمذهبية، الأمر الذي ساعد على تقبل المذاهب الإسلامية الأخرى واعتبارها من المنظومة الفقهية التي تعتمد عليها الشريعة الإسلامية. 

كيف تنقلون فكر وثقافة المجتمع الموريتاني إلى المجتمعات العربية، خاصة مصر؟ 

كان الموريتانيون عبر التاريخ مصدر إلهام للعرب في مجال العلوم الشرعية، من خلال علماء كانوا أكبر سفراء لهذا البلد، كمحمد محمود ولد اتلاميد، الذي كان في مصر وتوفي بها، ومحمد الأمين الشنقيطي، الذي كان في المملكة العربية السعودية، وهو من أكبر المفسرين في العصر الحديث، وغيرهم من العلماء الكبار نحاول نحن أن نسير على دربهم بنقل الثقافة الشنقيطية الموريتانية إلى العالم العربي والإسلامي خاصة، والعالم أجمع، ونتخذ لهذا سبلا منها الترويج للمؤلفات الموريتانية والحث على اقتنائها وحث المثقفين على السعي دائما للعالمية. 

كيف ترى العلاقة بين المجتمعات العربية في الشمال مثل مصر والجزائر والمغرب، والمجتمع في موريتانيا، مَنْ المقصّر في الوصول للآخر؟ 

أنا أرى أن العلاقة بين المجتمعات العربية كانت دائما قوية ومعززة بعامل الوحدة والأخوة والترابط الثقافي والاجتماعي، لكن المتتبع لطبيعة هذه العلاقة مؤخرا يلحظ نوعا من الهوة التي قد ترجع لعدم عمل الحكومات على التلاقي بين هذه الشعوب وتعريف بعضها على بعض، وأيضا الشعوب العربية لها وزر يتجسد في عدم السعي لنقل الخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية الأخرى.

أعطِنا فكرة عن كيف تعاملت الدولة مع قضايا التجديد الديني وقضايا التراث والمعاصرة في موريتانيا؟

في موريتانيا ما زالت المنظومة التقليدية تحكم المنظومة الفقهية بشكل كبير، لكن المحاولات التجديدية تجد صدى من وقت إلى آخر، وأظن أنه في فترة معينة سيكون لزاما على الفقهاء التقليديين التخلي عن الخطاب التقليدي والنظر في خلق خطاب تجديدي يتلاءم مع العصر.

هناك تقاير إعلامية تؤكد هروب كثير من الجماعات الإرهابية عبر الصحراء إلى موريتانيا لتكوينات عسكرية وفكرية على أرضها.. كيف ترى هذا الأمر؟

هذه تقارير عارية عن الصحة، إذ أستطيع أن أجزم لكم أنه لا يوجد إرهابي واحد على الأراضي الموريتانية، وليس هناك أي إطار فكري ولا فقهي يمكن أن يحتضن هكذا نوع من الجماعات.


 حدّثنا عن كيف عالجت الدولة في موريتانيا ظواهر العنف والتشدد والتطرف والإرهاب؟

عالجت موريتانيا مشاكل العنف والتطرف والتشدد من خلال مقاربتين؛ الأولى: مقاربة أمنية عسكرية، حيث حارب الجيش الموريتاني الجماعات الإرهابية داخل موريتانيا بحرب لا هوادة فيها، قتل فيها وأسر عشرات الإرهابيين، وتم طرد وملاحقة هذه الجماعات خارج موريتانيا.

أما المقاربة الثانية فهي الحوار الذي قام به علماء من هذا البلد مع السجناء، وقد أدى هذا الحوار إلى رجوع أغلب السجناء عن الفكر الظلامي المتشدد، وقد تم الإفراج عن الذين رجعوا عن ذلك الفكر، ليعودوا إلى حياتهم الاجتماعية الطبيعية، إذ لم يعد إلا شخص واحد فقط إلى الإرهاب من مجموع الذين تم الإفراج عنهم، وقد اعتقل ذلك الشخص في عملية أمنية لاحقة.

منتدى بيت الحكمة للثقافة والفكر والحوار‏ ظاهرة جديدة على المجتمع الموريتاني.. مَنْ صاحب الفكرة ومَنْ وراء دعمها؟

منتدى بيت الحكمة للثقافة والفكر والحوار صاحب فكرته هو المتحدث معكم، حيث رأيتُ ضرورة العمل والحاجة الماسة في مجتمع يعيش قطيعة كبيرة مع الثقافة والفكر والحوار، ليس له دعم من أي جهة، بل يقوم بأنشطته من خلال مساهمات أعضائه.

باعتبارك شابًا وفي مجال الفكر.. لماذا أسست منتدى بيت الحكمة، وما الذي تنتظره من هذا الصرح الثقافي؟

أسست منتدى بيت الحكمة للرقي بالعقول الموريتانية إلى عالم المعرفة والتعود على كسب المعارف، وزرع ثقافة الحوار في هذا المجتمع، وأنتظر أن يكون هذا الصرح صرحا عالميا في ميدان البحث والدراسات العلمية.

يغلب على محاورات منتدى بيت الحكمة الطابع الإسلامي.. ما هي انتماءاته؟ 

منتدى بيت الحكمة يناقش ويتناول جميع القضايا والمواضيع، وليس له أي انتماء سياسي أو أيديولوجي، بل هو صرح يستوعب جميع الأفكار والآراء.

ألحظ فى المكتب التنفيذي للمنتدى عناصر نسائية وبعض الندوات تحمل قضايا فكرية خاصة بالمرأة.. حدثنا عن دور المرأة في المجتمع الموريتاني ثقافة وفكرًا وحوارًا؟

تمثل المرأة النسبة الأكبر من المجتمع الموريتاني، ولها أدوار كبيرة وجليلة على مر تاريخ فى هذا المجتمع، حيث اضطلعت بأدوار ثقافية وفكرية كبيرة فنرى شاعرات ومؤرخات وإداريات على مر التاريخ الموريتاني، ونلحظ التواجد الكبير للمرأة في الحكومة الموريتانية، وفي البرلمان الموريتاني، ناهيك عن تواجدها في المناصب الإدارية الأخرى.