من جوار «أبو الفتوح» إلى «البغدادي».. قصة حارس رئيس «مصر القوية»
في الأونة الأخيرة، كشفت الأجهزة الأمنية عن المخطط الذي وضعه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والقيادي السابق بجماعة الإخوان، لعورة الجماعة مرة أخرى، كما أكدت على أنه كون موجودة بالفعل لتهديد الأمن القومي.
وفي الساعات القليلة التي مضت، ألقت أجهزة الأمن على ٦ من شباب تابعين لجماعة الإخوان، داخل مزرعة تتبع في الأساس لأبو الفتوح، حسبما أوضح وزارة الداخلية في بيانها.
ويبقى السؤال هل "أبو الفتوح" له علاقة سابقة بأشخاص وكيانات على علاقة بالتنظيمات الإرهابية، وكانت الإجابة في صورة حصلت "الدستور"، عليها، والذي تجمع بين "أبو الفتوح" وأحد الشباب الذي انضم فيما بعض لتنظيم داعش الإرهابي ويدعى أحمد الدروي.
فهو ضابط سابق من مواليد عام 1976 وتخرج في كلية الشرطة دفعة 1998. وفصل من الشرطة بسبب حصوله على 55 قرار جزاء نظرًا لغيابه المتكرر وعدم الانضباط، وأنه خرج من الخدمة برتبة نقيب وكان يعمل في مديريات الأمن وأنهى خدمته من مديرية أمن الجيزة.
وبعد انهاء عمله بالشرطة، ألتحق بالعمل فى شركة إتصالات، وخلال ما سبق من ثورة يناير سافر إلى قطر 3 مرات منذ عام 2007 حتى 2009، وبعد نجاح الثورة ترشح في الانتخابات البرلمانية عام 2012 عن دائرة حلوان والمعادي و15 مايو والتبين.
وبعدما فشل أبو الفتوح في الاستحواذ على الانتخابات الرئاسية، ترك "الدروي" هذا المحال، وتحول إلى اتجاه جماعة الإخوان، حيث قرر في عام ٢٠١٣ ومع ازتفات الوتيرة الشرسة بين الشعب المصري والاخوان، انضم إلى اعتصام رابعة العدوية، وكان على علاقة قوية بأغلب قادة الإخوان، مستخدما علاقته ب"أبو الفتوح"، حسبما حكى شقيقة هيثم في جلسة سابقة، حيث شارك لأيام معدودة فالاعتصام.
وبعدها ارتفعت وتيرة التحريض من قبل مشايخ السلفية في مصر بضرورة الجهاد المسلح في سوريا ضد الرئيس الروسي بسار الأسد، رافعين شعار "الجهاد فرض عين"، استجاب الشاب الثلاثيني لهذه النداءات، وفي صبيح أحد أيام أغسطس ٢٠١٣، ودع "الدوري" والديه وأشقائه، وذلك لسفره إلى تركيا بحجة العمل، إلا أن الحقيقة التي كشفت فيما بعد تحول الهدف من السفر إلى سوريا، حيث قرر الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وحسبما نقلت وكالات إعلامية سورية، عن مصادر أمنية نجحت في الحصول على معلومات حول حياته داخل التنظيم، والذي كشفت عن أنه كان يتولى تدريب عناصر التنظيم على السلاح، وذلك لخلفية العسكرية، لكونه ضمن أفراد الشرطة في مصر، وبالفعل نجح تدريب العشرات من عناصر التنظيم الذين أصبحوا فيما قادة لبعض الخلايا.
إلا أنه في أكتوبر ٢٠١٤، نشرت وسائل إعلامية سوريا، مقتل الدوري خلال تنفيذه لعملية إرهابية كانت تستهدف تجمعات من الأجهزة الأمنية السورية، وفشل في تنفيذها وتم مواجهته وتفجيره بالعبوات التي كان يحملها.
وعن حقيقة وفاته حتى الأن من عدمه، يقول شقيقه هيثم في تصريحات صحفية حيانها: "حاولت التواصل مع أحد عناصر داعش الذى قام بنشر صور شقيقى وأكد لى خبر وفاته وعندما طلبت الحصول على جثمانه أبلغونى أن جثمانه ليس متوفرا لديهم نظرا لان العملية كانت انتحارية فطلبت منهم الحصول على شهادة الوفاة او اى شئ يثبت وفاته فابلغونى أنه لا توجد اى اوراق تخصه لديهم".
وحتى هذه اللحظة وفي محولات بحث كبيرة على محركات البحث، لم ينفي "أبو الفتوح"، العلاقة التي تناقلتها المواقع الإخبارية في عام ٢٠١٤، بينه وبين "الدروي"، واكتفى بالصمت وهو ما يؤكد على أنه كانت ومازالت هناك علاقة شخصية حتى مقتل "الدروي".