خلافات بين شيوخ المسجد النبوى حول موضع وقوف الإمام فى الصلاة
أثار قرار الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية، حول نقل موضع وقوف الإمام في صلاة الفروض والجمعة من مقدم الزيارة القبلية إلى مقدم الروضة الشريفة، موجة من الخلاف بين علماء وأئمة الحرمين الشريفين.
واعتبرها الشيخ عبدالمحسن العباد البدر، مخالفة صريحة لنصوص السنة، وأقوال أهل العلم، ونشر العباد مقالا على موقعه الرسمي تحت عنوان "ليس سائغا تعطيل الزيادة القبلية في المسجد النبوي من الصلاة فيها".
وقال: "فقد حصل في أواخر شهر ربيع الآخر من هذا العام 1439هـ، تحويل موقف الإمام في المسجد النبوي في الصلوات الخمس من مقدّم الزيادة القبلية فيه إلى مقدّم الروضة في المسجد الأول، ومن المعلوم أن الزيادة القبلية في المسجد النبوي حصلت من عمر وعثمان رضي الله عنهما، وهي من سنن الخلفاء الراشدين، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ» رواه أصحاب السنن إلا النسائي، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»، ومن المعلوم أيضا أن بناء المساجد والزيادة فيها من جملة الأوقاف والصدقات الجارية، وفي تحويل الإمام والصفوف التي تليه عن الزيادة القبلية إضاعة لهذه السُنة وتعطيل لهذا الوقف، وهو الذي عليه عمل المسلمين كلهم".
وأكد: "أما زيارة القبر الشريف فيبقى الأمر فيها على ما كان عليه قبل ذلك، ولا تترك الصلاة في الزيادة القبلية من أجلها، والحل الأمثل الذي تحصل به المنفعة وتنتفي المضرة أن يوضع حاجز ساتر رفيع بين الزيادة التي أمام الروضة والزيادة التي أمام القبر، ويفتح باب واسع مقابل القبر الشريف يدخل منه الزائرون للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم والصاحبين الكريمين ويخرجون من باب البقيع".
في حين رد الشيخ صالح المغماسي إمام وخطيب مسجد قباء على مقال العباد، وقال: " ليس كل تغيير فيه عدول عن السنة، وأنّ الأمر محكوم بحاجة الناس والتوسعة عليهم ورفع الحرج؛ إذْ إنّه يمكن أن يتصور من هذا التقديم أنّ وقوف الإمام في موقف أمير المؤمنين عثمان في زمن يقل فيه عدد المصلين في أزمنة مضتْ، ربما نجم عنه خلوّ المحراب النبوي والروضة من المصلين، ومع ذلك لا يمكن عَدّ ذلك تعطيلًا لهما، لأنه غير مقصود لذاته.
وأشار إلى أن موقف الإمام في مقدم الروضة ليس فيه عدولٌ عن سنة الراشدين، ولا مصادمة لنصوص الكتاب أو هدي سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، بل ينجم عنه مصلحة أكبر، وهو أنه يتحقق لمن صلى في الصف الأول بعد هذا التوجيه، الجمع بين فضيلة الصلاة في الصف الأول والصلاة في الروضة، وهذا الفضل يحصل تبعًا للقرار لا مقصودًا أوليًّا له.
وكانت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي أصدرت قرارًا في يناير الماضي بجعل موضع صلاة الإمام في محراب الروضة لجميع صلوات الفروض والجمع لإفساح المجال للراغبين بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.