«الإرهابيون» يرتعشون.. التنظيمات خرجت ولن تعود
الجيش يعلنها: لن نعود إلا بالنصر
والجماعات عمل إعلامي وهروب على أرض الواقع وتهديدات باستهداف المدنيين في المحافظات المختلفة
وخبراء يكشفون: الخوف والهرولة من القادم وراء هذه التهديدات
على يمينه شاشة تليفزيونية تستعرض عدد من اللقطات للقوات المسلحة المصرية، التي كانت قد نفذتها القوات قبل ظهوره بدقائق معدودة، وبنبرة حازمة، خرج العقيد تامر الرفاعي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، ليلقي البيان الأول للجيش، الخاص باطلاق صافرة بداية عمليات تطهير جميع أنحاء الجمهورية من الإرهاب وخاصة مناطق «دلتا مصر والصحراء الغربية وسيناء».
وهو ما أثر حزن التنظيمات الإرهابية، والذي خرجت على الفور بتهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية في عدة مناطق حيوية داخل المحافظات المختلفة، لافتة إلى أن عمليات الاستهداف ستكون ضد المدنيين والمؤسسات العامة والخاصة.
وبحسب الرسالة التي حصلت "أمان" على نسخة منها، والتي أرسلت على موقع الرسائل المشفر التليجرام، بتوقيع من أحد المزمع قيادته للتنظيم في مصر، محرضًا عناصره على الاختباء في بعض المناطق العامة في المحافظات المختلفة ووقف العمل ظهورهم بالزي الخاص بهم، وذلك للهروب من العمليات التي يقوم بها الجيش المصري، داعيهم بالاستعداد لاطلاق سلسلة من العمليات الإرهابية والتي تعتمد على الذئاب المنفردة كما يقوم بها التنظيم في دول أوروبا، ضد المؤسسات العامة والخاصة والمدنيين وذلك لزعم أنهم مازال موجودين.
أما عن التنظيمات التابعة لـ"القاعدة" والتي كانت تتخذ من منطقة الصحراء الغربية لها موطنًا، فكانت تستخدم موقع الرسائل المشفر "التلجيرام"، لنقل أخبار وبيانات تصدر عن القوات المسلحة، بالإضافة إلى نشر بعض الأكاذيب ضد القوات، وهي استهداف المدنيين بالطائرات، وهروب عناصر التنظيم في أماكن أمنة، كما كانت تزعم في حادثة الواحات بعدما تمكنت قوات الداخلية المدعومة من الجيش، من تحرير الضابط محمد الحايس وقتل قائد التنظيم عماد عبد الحميد.
وقادة قناة "حراس الشريعة" على "التليجرام"، التابعة لتنظيم القاعدة، حملة لنشر أماكن تجمعات الجيش وذلك لفت انتباه عناصرها المتواجدين في هذه المناطق، وشملت هذه الخريطة التي كانت تحدثها على الفور مناطق في الصحراء الغربية وأخرى في سيناء.
أما عن اللجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي لقت ضربات عدة في الماضي أدت إلى اختفائها من أرض الواقع، فلم يسمع لها أي صوت منذ أكتوبر الماضي أي من حوالي 4 أشهر، حتى جاءت هذه الحرب الذي أطلقها الجيش المصري صباح الجمعة الماضية، حيث خرجت حركتي "لواء الثورة وحسم"، ببيانات تهاجم فيه هذه الجيش والنظام المصري وتتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية ردًا على هذه الحرب، وساندتها في ذلك جماعة الإخوان الإرهابية والتي خرجت ببيان هي الأخري، تدلس فيه الحقائق، وتزعم أن هذه الحرب الغرض منها "نقل الفلسطينين إلى سيناء" -متناسية ما كان سيفعله الرئيس المعزول محمد مرسي-.
كما قامت القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والمواقع الإخبارية، بحرب شاملة على الدولة المصرية، داعمين لموقف استمرار التنظيمات الإرهابية على أرض الواقع، مهاجمين لما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي والنظام، واصفين ذلك بأن الغرض منه "تمرير صفقة القرن".
ويقول الباحث في شؤون الجماعات المسلحة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد جمعة، إن ذروة نشاط هذه التنظيمات كانت في عام 2015، ووجِهت له ضربات ليست هينة، فخمد نشاطه بعد ذلك حتى حصوله على دعم في بداية 2017، تنوع ما بين مجيء عناصر خارجية، وحاليًا وجود عناصر شيشانية.
وأوضح جمعة أن التنظيم له بعض الخبرات العسكرية والقتالية، ويحاول ألا يستسلم لفكرة سقوط دولة الخلافة، والترويج لنفسه باعتباره الساحة الجهادية البديلة لأنصار داعش، من خلال عملية الروضة لإحداث نوع من الدعاية، مضيفًا أن التنظيم لا يعاني نقصًا حادًا في التمويل يؤثر فيه بشكل يحجمه عن أداء عمليات إرهابية.
وذكر الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، وجود نزاعات وخلافات حتى داخل تنظيم داعش في المركز، وهناك تقارير مراكز أبحاث أكدت هذا، لافتًا إلى أن شدة العداء بين ولاية سيناء وحركة حماس ستلقي بظلالها سلبيًا على ولاء المكون الفلسطيني داخل التنظيم، ليتحول لجند الإسلام، المعسكر الآخر للسلفية الجهادية. وضرب جمعة، مثالًا بمبايعة أنصار بيت المقدس "ولاية سيناء"، لتنظيم داعش، فانفصل "هشام عشماوي" بمجموعته من التنظيم، وأصر على ولائه لتنظيم القاعدة وأيمن الظواهري.
فيما اتفق معه على بكر الباحث في شؤون الحركات المسلحة، والذي قال إن التنظيمات الإرهابية بكل تأكيد ستسقط خلال الأيام القليلة الماضية خاصة في ظل الحرب الشرسة التي يقودها الجيش المصري، والتي أسقطت أجزاء كبيرة من التنظيم، حيث أن الخطة الموضوعة من قبل الدولة من خلال وضع الحصار الكامل على التنظيم وتوجيه ضربات له بالداخل بكل تأكيد ستنهي التنظيم بالكامل ويبقى بعض العناصر التي هربت إلى بعض المناطق السكنية وهذا سيتم القبض عليهم من خلال عمليات الاستطلاع التي تقوم بها قوات الشرطة.
ويضيف بكر في تصريح خاص، أن العملية تعمل على إضعاف وإنهاك التنظيم، لكن لن تقضي عليه نهائيًا، ومن يفر منهم لن يستطيعوا الهرب للخارج في ظل العملية الجارية، وسيلجأون للاختباء في أنفاق تحت الأرض، سبق إعدادها.
واستطرد الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أن عمليات التنظيم انخفضت بشكل ملحوظ، بعد القبض على عدد كبير من أعضائه، وكذلك عناصر قيادية، مشيرًا إلى أنه يعاني بسبب ذلك، إضافة إلى خمولهم في الفترة الحالية بناءً على تعليمات من تنظيم الإخوان، ظنًا منهم أن النظام الحالي سينهار اقتصاديًا في مرحلة ما.
أما عن استعدادات الدولة لهذه الحرب الشاملة، يقول أحمد كامل البحيري الباحث بمركز الأهرام للدراسات: إن الأسلحة المشاركة فى العملية الشاملة سيناء 2018 أول مرة تظهر فى المشاركة بالحرب على الإرهاب، وأكد أن الأجهزة الأمنية لديها خطة تأمين للمواطنين المدنيين فى حربها على الإرهاب.
وأضاف البحيري، في تصريحاته، أن فكرة القضاء على الإرهاب بشكل كامل ونهائى قد تكون مستحيلة، مشيرا إلى أن البرلمان أصدر 5 تشريعات متعلقة بمكافحة الإرهاب لكنها أضعف من تحقيق الردع المراد تحقيقه للعناصر الإرهابية.