إسرائيل تدق «طبول الحرب» بعد إسقاط الـ«إف 16» بسوريا
بعد تحذيراتها التي أطلقتها قبل أيام، إلي"لبنان" بأنها سوف تدفع ثمن المغامرات الإيرانية فوق أراضيها، التي تحتضن عناصر"حزب الله"وهي الكلمات التي جاءت علي لسان وزير الدفاع الإسرائيلي.
فقد شهدت الساعات الأولي من فجراليوم "السبت"، إسقاط الدفاعات السورية، طائرة إسرائيلية "إف 16"، أثناء استهدافها عدة مواقع سورية وإيرانية داخل الأراضي السورية.
الجيش الإسرائيلي، اعترف في بيانه الصادر فجراليوم "السبت" بسقوط طائرته المقاتلة بسوريا ومقتل قائدها وإصابة الآخر خلال هبوطهما الاضطراري، معلنا في الوقت نفسه، إسقاطه طائرة إيرانية بدون طيار، كانت تجري عملية استكشافية فوق أراضيه، وأن مروحية "أباتشي" الإسرائيلية أسقطتها، أثناء رصد تمركزات للجيش الإسرائيلي، الذي كان الدافع لسلاح الطيران الإسرائيلي للرد بغارات انتقامية على مواقع إيرانية وسورية، وفق بيان الجيش الإسرائيلي، وهو ما نفاه بيان للجيش السوري في رده على البيان الإسرائيلي.
سوريا تنجح في وقف الغطرسة الإسرائيلية
أخيرا نجحت سوريا في التصدي للطيران الإسرائيلي فوق أراضيها خلال السنوات الماضية، مستهدفا عددا من مواقعها العسكرية طوال تلك المدة، آخرها إسقاط المقاتلة الإسرايلية "إف 16" والتي ستمتد أثاره من تل أبيب صاحبة المقاتلة، إلي "واشنطن" المصنعة للمقاتلة، فالحليف الأمريكي لن يقبل بسقوط مقاتلته، في الوقت الذي تؤكد المعلومات الواردة من "تل أبيب" أن قادة الحرب هناك، يضعون في خطتهم المستقبلية "هدم" حائط الصواريخ السوري الجديد، الذي أقيم بتكنولوجيا "روسية" وخبرة إيرانية سورية مشتركة، فضلا عن معرفة نوعية بطاريات الصواريخ "روسية الصنع"، وهي مهمة الاستخبارات "الموساد"الإسرائيلية.
جنون "الحرب" الإسرائيلية، الممتد لعدة دول عربية وإقليمية أخري _بحسب خطة قادتها وتصريحاتهم _ خلال الساعات الأخيرة، وهو تفسير لحالة الغضب، التي انتابت "قادتها" جراء سقوط أولى طائراتها المقاتلة منذ ثلاثة عقود مضت، أثناء تنفيذها لعملية عسكرية، خاصة أن إسقاطها جاء على يد"جيش عربي"، فضلا عن نجاح المدفعية وسلاح الدفاع الجوي السوري من خلال حائط الصواريخ السوري "الجديد"، والذي أقامته"موسكو" مؤخر لدمشق كدرع لوقف الغطرسة الإسرائيلية فوق الأراضي السورية المستمرة منذ عدة سنوات، بعد أن اعتاد الطيران الإسرائيلي قصف أهدافه العسكرية السورية بشكل دائم، منذ احتلال الجولان قبل 50 عاما.
والتهديد الإسرائيلي الذي شمل عدة دول عربية وإقليمية.. يعود لرغبة "تل أبيب" في توسيع رقعة الحرب"، لانشغال جيوش المنطقة في محاربة الإرهاب من جانب ومحاولتها بسط نفوذها على كل أطراف الشرق الأوسط من جانب آخر، خاصة بعد سقوط التنظيمات المسلحة الإسلامية، في سوريا والعراق.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي"أفجيدور ليبرمان"، استبق الأحداث حينما أطلق تحذيراته ضد إيران "حزب الله" وزعمه وجود مصانع لتصنيع "صواريخ" حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، وأن "لبنان" سوف يدفع الثمن، حال اندلاع تلك الحرب _على حد وصفه_، وواصل وزير الدفاع تهديداته بقوله أمام معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، قبل عدة أسابيع مضت، إن لبنان هدف الحرب المستقبلية، وإذا أجبر أي مواطن من تل أبيب على الاحتماء في ملاجئ، فستكون بيروت عرضة لذلك أيضا".
تهديدات ليبرمان بتوسيع مساحة الحرب
وشمل تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي سوريا، قائلا: "عندما نتحدث عن الجبهة الشمالية، فنحن بالطبع نتحدث عن الجبهة السورية أيضا، وآمل أن يكون السوريون أذكياء بما فيه الكفاية كي لا يتدخلوا، وآمل أن تكون لديهم القدرة لوقف طموحات "حزب الله".
وسيناريو الحرب الذي تعده إسرائيل للمنطقة سوف يرفع "لهيب" نيران المنطقة الملتهبة أصلا، ويتزامن سيناريو"الحرب"الإسرائيلي مع سيناريو آخر، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا بعد قصفها لمواقع عسكرية لعناصر موالية لجيش "الأسد" قبل أيام، أثناء فرض حصارها تنظيم"داعش" وعناصر إسلامية اخري تابعة لها.. وهدفت الضربات الجوية الأمريكية، توفير ملاذ آمنا لهروب العناصر والميلشيات المسلحة التي تلقت ضربات "قاتلة" من الجيش السوري في الأيام الماضية، إلى جانب وقف الانتصارات التي حققها الجيش السوري على الأرض ضد الإرهاب الذي يواجهه جيشها منذ سبع سنوات والذي أصبح صاحب اليد العليا على أراضيه منذ اندلاع معاركة ضد الجماعات الإسلامية والجيش الحر"قسد" والذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وقيام إسرائيل بدعم وتسليح، عناصر إسلامية أخرى منها جيش"خالد بن الواليد"الذي يتخذ من "الجولان" مقرا رئيسيا لقواته، بالقرب من "الجولان" المحتلة من قبل الجيش الإسرائيلي، وحتي يكون جيش"خالد بن الوليد" خطا دفاعيا أماميا لإسرائيل، حال قيام الجيش السوري، بمد عملياته العسكرية ضد الإرهابيين بالقرب من "الجولان".
وهو السيناريو الذي أشارت إليه "أمان" في تقرير سابق، حينما تساءلت أن هناك حربا بالوكالة متوقعة بين جيوش غربية بقيادة "أمريكا" وأخرى شرقية بقيادة "روسيا"، ليأتي إسقاط الطائرة الإسرائيلية على أيدي الجيش السوري، بتعجيل معركة الشرق الأوسط "الكبرى" التي بدأت خيوطها في الخروج إلى حيز التنفيذ.