«الصحراء الغربية».. عرين التنظيمات الإرهابية الذي قررت «قوات إنفاذ القانون» هدمه
شهدت تأسيس «المرابطون» و«جنوب الجيزة» و«خلية عمرو سعد»
وقع بها 9 عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة
على مدى سنوات أعلنت القوات المسلحة، مواجهتها القوية ضد التنظيمات الإرهابية التي اخترقت الحدود في أعقاب ثورة 25 يناير، وبالفعل ترجمت ذلك في عمليات، أخرها ما أعلن عنه المتحدث العسكرى العقيد تامر الرفاعي، في بيان مصور، عن تنفيذ القوات المسلحة لعملية شاملة بمختلف الإتجاهات الاستراتيجية للقضاء على العناصر الإرهابية.
وبنرة حازمة، استكمل المتحدث العسكرى البيان الذي بلغ مدته أكثر من دقيقتين ونصف، قوله: إن العملية تهدف إلى تطهير المناطق التي يتواجد بها عناصر إرهابية، لاقتلاع الإرهاب وجذوره.
وحدد العقيد الرفاعي، بعض المناطق بعينها الذي ستشمل الحرب الشرسة من قبل قوات الجيش، من بينهم الصحراء الغربية، التي شهدت العديد من العمليات الإرهابية وأصبحت في بعض الأحيان مسرح للعمليات ومولد تنظيمات جديدة، وذلك نظرا لكونها منطقة جبلية وعرة ومساحات كبيرة لا تقل عن الصحراء الشرقية التي يتواجد بها فى سيناء، ففي هذه المنطقة الواقعة ما بين الوادي والدلتا من الجهة الشرقية، وحدود مصر مع ليبيا من الجهة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى حدود مصر مع السودان جنوبًا.
ففي 4 سنوات الماضية، ووبحسب البيانات الصادرة عن المتحدث العسكري للقوات المسلحة والجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية، شهدت هذه المنطقة 9 عمليات إرهابية كبرى راح ضحيتها أكثر من 65 جنديًا وضابط.
منذ عام 2014، بدأت المنطقة في الصعود نحو المشهد الإرهابي، وذلك حيث شهدت ميلاد خلية إرهابية أُطلق عليها اسم "جنوب الجيزة"، تتبع تنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء، يقودها هشام علي عشماوي، ضابط الصاعقة المفصول، على خلفية تنفيذها في 19 يوليو 2014، باستهداف "كمين الفرافرة"، بمحافظة الوادي الجديد. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 21 من ضباط القوات المسلحة وجنودها.
إلا أنه وبعد شهور قليلة، ومع إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي وحمل اسم "ولاية سيناء"، لينشق بعدها هشام عشماوي، عن التنظيم ويعلن تأسيس تنظيم جديد يُدعى "المرابطون"، وخلال هذه الفترة أعلن عن حرب ضد قوات الجيش والشرطة وقام بعمليات إرهابية عدة.
كما شهدت هذه المنطقة العديد من العمليات الإرهابية، منها في ديسمبر 2014، أعلن التنظيم المكنى بـ"ولاية سيناء"، مسؤوليته عن مقتل وليم هندرسون خبير البترول الأمريكي، بعد اختفائه بالصحراء الغربية أثناء تأدية عمله.
كما أعلن تنظيم نفسه، في أغسطس 2015، ذبح الرهينة الكرواتي يًدعى توميسلاف سلوبك، بعد اختطافه من مدينة 6 أكتوبر.
كما بدأ العام الماضي، بعملية إرهابية روعة الأمنين في هذه المنطقة، حيث استهدف كمين النقب الواقع على طريق الوادي الجديد - أسيوط السياحي، وقتل فيه ثمانية من عناصر الشرطة وأصيب اثنان.
وفي نهاية مايو 2017، وقع الهجوم الأكثر دموية، حين استهدف مسلحون ينتمون لتنظيم داعش حافلة تقل مواطنين مسيحيين في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل، أثناء مرور الحافلة بإحدى الطرق الفرعية الصحراوية، قرب الطريق الصحراوي الغربي الواقع بدائرة مركز شرطة العدوة. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل 28 مواطنا مسيحيا. أسندته تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا إلى تنظيم جديد أطلق عليه "جنود الخلافة"، يقوده متهم هارب يدعى عزت محمد، قالت التحقيقات إنه خطط ونفذ العملية، وإن التنظيم تلقى تدريبات على العملية في الصحراء الغربية، وكان يقيم معسكرًا داخل نطاق قريب من المنطقة.
كذلك كشفت التحقيقات عن أن عزت محمد تواصل مع صاحبه المقرّب إليه المتهم الهارب عمرو سعد، لإنشاء خلية تابعة للتنظيم الجديد تعمل على تنفيذ عمليات في قلب المحافظات المصرية، وأن عمرو سعد تولى تجنيد عشرات الشباب من محافظة المنيا على وجه التحديد، من بينهم الانتحاريان ممدوح أمين ومحمود حسن مبارك اللذان نفذا تفجير كنيستين بمحافظتي الإسكندرية والغربية فيما بعد.
ونسب عن خلية "عمرو سعد"، أنها تخصصت في تفجير الكنائس، وكانت تتخذ من الصحراء الغربية، معسكرًا للتدريب، وذلك حسبما كشفت أوراق تحقيقات أوراق قضية الكنائس، والمنشورة في أكتوبر 2017.
وفي 20 أكتوبر 2017، أقدم مجموعة من العناصر الإرهابية، الذي قادهم عماد عبد الحميد (الشيخ حاتم)، الضابط المفصول من القوات المسلحة، والصديق المقرب لهشام عشماوي، والذي سقط على إثرها 16 شهيد من قوات الأمن، وقتل أيضًا "عماد".