هل تتحول الساحة السورية لحرب بـ«الوكالة» بين الروس والأمريكان؟
ماذا بعد إسقاط الطائرة "المقاتلة"الروسية فوق الأراضي السورية، بأيدي الجماعات المسلحة هناك، باستخدام "صاروخ" محمول "كتفا"؟.. وهل دخلت الحرب السورية بين جيشها الوطني بقياد "الأسد" الابن، المدعوم من "الروس" من جانب.. والجماعات المسلحة والإرهابية من جانب آخر؟ ربما كان ذلك بداية لمرحلة جديدة من الحرب "بالوكالة" بين الروس والأمريكان، حيث تدعم كل من روسيا وأمريكا طرفي "الحرب" المؤثرين فوق الأراضي السورية.
فالمساندة الروسية لجيش "الأسد" تهدف لمنع انهيار جيشه العربي، ولعدم تكرار سيناريو ليبيا والعراق.. فضلا عن عدم تقسيم الأراضي السورية، وهو الهدف الأمريكي لصالح الحليف الاستراتيجي"إسرائيل".
أدى ذلك لتطور تكتيكي ونوعي بين الدولتين الكبيرتين "روسيا وأمريكا"، خاصة بعد دخول السلاح الأمريكي أرض المعارك، ليكون "الفاصل" في المرحلة المقبلة للحرب التي تشهدها الأراضي السورية منذ ثماني سنوات، حيث تدعم الولايات المتحدة، عددا من الفصائل المسلحة، بتقديم كل الأسلحة المتطورة والخرائط اللازمة لخوض معاركها وإدارتها بنجاح، كما هو الحال في معارك "إدلب"الراهنة.
ثم تحاول الولايات المتحدة، تحجيم الدور الروسي، وتكبيده أكبر الخسائر الممكنة، وهو ما كشفه، تعرض قاعدة "حميميم" الروسية للتدميرعلي أيدي الجماعات الاسلامية، ليأتي إسقاط "سوخوي 25 " الروسية الصنع، ليشعل أرض المعارك من جديد بين القوى الكبرى.
وتسابق الفصائل المسلحة الإسلامية هناك، في "تبني" إسقاطها عن طريق صاروخ محمول على "الكتف" حسب بيان وزارة الدفاع الروسية.. يضع منطقة الشرق الأوسط علي حافة البركان.
المقاتلة "سوخوي 25 "
هي من الطائرات المدرعة "النفاثة".. التي تحلق على مسافة 10 آلاف متر كحد أقصى فوق سطح الأرض وذات محركين، ودخلت خدمة الجيش السوفيتي.. في منتصف سبعينيات القرن الماضي.
وتسابق الجماعات المسلحة مثل "جبهة النصر"المدعومة أمريكيا، والجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا، والذي يحصل علي الأسلحة الأمريكية المتطورة من "أنقرة"، وتبني كل فصيل، عملية إسقاط "المقاتلة"، من خلال البيانات الصادرة عن كل منهما حول الحادث.. وإن كانت الرواية التي بثها "الجيش الحر" عبر الفيديو المصور، وانفراده بتصوير اشتعال النيران في الطائرة خلال تحليقها جوا وقبل سقوطها "أرضا"، فضلا عن تصوير لحظة هبوط الطيار بمظلة "القفز"، هي الرواية الأقرب للتصديق، وأنه فعليا وراء عمليه الإسقاط، لأن ما بثته "هيئة التحرير" من خلال فيديو مصور أيضا، كان بعد سقوط الطائرة علي الأرض وليس خلال التحليق الجوي.
فإذا كان "الجيش الحر" صاحب عملية الإسقاط.. يبقي السؤال.. كيف تم إسقاط طائرة "نفاثة".. تطير علي ارتفاعات كبيرة من سطح الأرض.
"أمان" يستعرض بعض التقاريرعن أنظمة الصواريخ المحمولة في السطور التالية.."صواريخ سام"المحمولة من الكتف تشكل تهديدا للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وخاصة طائرات الهليكوبتر.. وقد استخدمت هذه الصواريخ، نظرا لأسعارها المعقولة والمتاحة على مدى العقود الثلاثة الماضية، جعلها تدخل في الصراعات العسكرية، وتمتلكها بعض المنظمات الإرهابية.
وهناك خمسة وعشرون بلدا، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تنتج كل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف.. ورغم سيطرة" الأمريكان"على حيازة وتصدير والاتجار بهذه الأسلحة رسميا، لخضوعها لسيطرة محكمة من الدول المنتجة، نظرا للخطر الذي تشكله على الطيران المدني تحديدا.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية، زودت بعض الجماعات الإسلامية بها خلال السنوات الماضية بها، كما حدث في حرب أفغانستان الأولى ضد القوات السوفيتية، في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وهذه المنظومة الصاروخية، تستهدف المدني، المروحيات"الهليكوبتر"مع صعوبة استخدامها ضد الطائرات المقاتلة "النفاثة".. وما حدث من إسقاط الطائرة "المقاتلة سوخوي 25، يتطلب ذلك أن تكون الطائرة تحلق بارتفاع منخفض، فضلا عن انخفاض سرعتها حتى يتمكن"صاروخ" سام أو غيره من اصطياد المقاتلات، إلى جانب ضرورة تزويد"الرامي" بصور دقيقة خلال تواجده في سماء المعركة.