«من مداخل التجديد».. كتاب يواجه التطرف ويحمل العلماء مسؤولية انتشاره
حملت مؤسسة الأزهر الشريف، لواء تجديد الخطاب الديني، منذ أن دعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ اكثر من عامين في العديد من المؤتمرات والندوات التي كان يحضرها وإلى جواره الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، واللقاءات العامة منها والخاصة، إلا أن قررت المشيخة مطلع العام الماضي وضع خطة لمحاربة الإرهاب والتطرف، وكان أولى هذه الخطوات فكرة تجديد الخطاب الديني، لهذا تم أصدار كتاب "من مداخل التجديد" للدكتور محمد محمد أبو موسى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.
ويستعرض الكتاب بداخله، مناقشة كاملة لفكرة تجديد الخطاب الديني، من جميع الزوايا، أولها المعنى الحقيقي للتجديد، وكيف يصبح التجديد صحيح، كما أن الكنتاب يشمل أربع فصول يحمل جميعهم نفس اسم الكتاب وهو "من مداخل التجديد".
ويستعرض أبو موسى، في طليعة كتابه، المعنى الحقيقي لتجديد الخطاب وهل يتعارض مع الدين الإسلامي أم أنه في صالحه؟، وأهيمة التجديد، الذي قال فيها: "إن حاجة الأمة اليوم إلى التجديد أشد من حاجتها إليه في أي وقت مضى، وذلك لقوة وسعة وجود أحوال وقيم وسلوكيات غريبة ليست من دين الله، وهي تتغلغلها في حياة الأمة يوما بعد يوم، ثم لغفلتنا التي طاليت عن تمكين أصول العقيدة والقيم الإسلامية في مناهج التعليم، مع أن هذا لا يزاحم مناهج، ولا يأخذ وقت الطالب، ويكون حفظَا وصيانة وحصانة لأجيالنا من تخطف الشياطين الذين يخطفون أبناءنا، ويضعون السلاح في أيديهم ويستغلون فراغ عقولهم من أصول دينهم، ويقنعونهم بأنهم إذا قتلونا وخربوا بلادنا دخلوا الجنة، وكانت هذه المصيبة وحدها كافية لمزيد العناية بمناهج التعليم في إعداد وتربية أجيالنا".
أما عن اتهام البعض بأن من يتحدثون عن أن التجديد غير مسلمون، يقول أبو موسى: "دين الله متجدد أبدًا لا يخلق على مر الدهور، وهذا التجديد فيه هو قوته، وهو صلاحيته للزمان والمكان كله، والمطلوب حسن الفهم، وأكرر المطلوب الفهم الفهم، وأن تجدد به قلوبنا وبصائرنا. وما دام الدين جديدًا في نفسه أبدًا، فالمطلوب أن نجدد فهمنا نحن، وأن ندقق بعقول حية في أمره كله ونهيه كله، ولا شك أن كل ما تحتاجه الأمة في حياتها هو من الدين، وأن القول بأن هناك علوم دين وعلوم دنيا ينبغي أن يفهم على وجهه، فإذا كان علم الطب ضرورة لحياة الأمة، فهو من علوم الدين".
وخلال دفاعه عن تجديد الخطاب الديني، يقول: ولا فرق بين عالم انقطع لدراسة الفقه وبيام الحلال والحرام، وعالم انقطع في معمله يبحث عن شئ تقوم عليه صناعة جديدة تزيد فق قوة الأمة -في إشارة منه إلى ان تجديد الخطاب الديني يزيد من قوة الأمة الإسلامية-، وتدفع بها عن أرضها وأعراضها، والمهم توفر النيات الصالحة".
بينما انتقل في فصله الأولى بالكتاب، إلى ما قاله العلماء والسلف الصالح حول فكرة تجديد الخطاب الديني وأهميته في جميع العصور، لمواكبة التطورات والأحداث التي ترتبط بكل زمان مختلف مع غيره من الأزمان الأخر، كما أكد الكتاب على أن الدين جعل جديد في كل العصور، ولكن القصور تكون دائمًا في العقول البشرية التي تحاول الحياد عن الحق بتأويل الأيات والأحاديث في غير موضعها.
وخلال الفصل الثاني يضع أبو موسى، أهم البنود التي يؤسس عليها تجديد الخطاب، "الفهم الواعي لمادة الخطاب ثم إبلاغها إلى قلوب الناس في أحست صورة من اللفظ والفهم الواعي لمادة البلاغ يلاحظ فيه ما قاله الشافعي من بلوغ أقصى الجهد في أهل العلم، أولًا لان بلوغ أقصى الجهد لا يأتي إلا بخير. والثاني قوله نصًا وهو الذي يعني الفهم المستوعب الواعي"، كما تابع في عرض للبنود لأقاويل عنعلماء أزهريين سابقين، وعلماء دين.
أما في الفصل الثالث، أعاب عضو هيئة كبار العلماء، الدراسات والأبحاث التي صدرت من قبل، واتهمها بأنها تشارك المعالجة من خلال دراسة ليست على الواقع "كأنها معلقة في الهواء، أما الجراسة المشتبمة مع الواقع والمتداخلة معه والمتغلغلة فيه فهي الجراسة الأنفع والأنجع والأقدر على أن تريك الأمر الإلهي في الكتاب والسنة".
وفي ختام الكتاب، استعرض الدكتور محمد أبو موسى، إلى أن التدبر ومراجعة كلام العلماء المتفوقين والمؤسسين، لمعرفة حقائق الأمور، كما طالب بأن يتم ميزان الأفعال والتصرفات بعقول نيرة بعيدة عن التشدد والغلو.
ويختتم في فصله مطالبة المسلمين، بالإهتمام بالعلماء الصادقين "صفر اليدين"، ويقول: "والصدق في طلب العلم من أقرب القربات، ولهذا تجد كتبًا كثيرة تعالج موضوعات واحدة، ولهذا تجد كتبًا كثيرة تعالج موضوعات واحدة، ولانها كتبت بأقلام صادقة تجد لكل كتاب منها مذاقًا".
كما يحمل الدكتور محمد أبو موسى، علماء الأمة الإسلامية مسؤولية انتشار الفكر المتطرف في مصر والعالم العربي والإسلامي، وذلك لأنهم لم يقوموا بدورهم الصحيح منذ أن حصلوا على العلم، وتركوا الجميع فريسة لبعض الشعارات والتاؤيلات غير الحقيقية.