هل يصبح «عنان» طوق نجاة للإخوان؟.. الخبراء يجيبون
ثروت الخرباوي: هناك اتفاق من 4 نقاط بين الجماعة وعنان لتوصيله إلى السلطة
خالد الزعفراني: قواعد الإخوان فى الشارع غير قادرة على دعمه
أحمد بان: هناك مبالغات حول علاقة الإخوان بعنان
أثار إعلان الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، ترشحه لرئاسة الجمهورية، حالة من الجدل داخل جماعة الإخوان الإرهابية، واعتبرعدد منهم أن ترشح عنان بمثابة «حصان طروادة» الذي جاء في الوقت المناسب، لإعادة الجماعة إلى المشهد مرة أخرى، وحل جميع قضاياها الحالية، وأبرزها الإفراج عن القيادات من السجون، وبالطبع على رأسهم المعزول محمد مرسي، ورغم وجود مؤشرات على وجود اتفاقات بين عنان والجماعة حول ذلك، إلا أن هناك موقفا مناقضا لهذه الصورة الوردية، وتتبناه تلك الجبهة التي ترى أن عنان ليس إلا أحد قيادات المجلس العسكري الذى يتهمونه بإجهاض ثورة يناير.. السطور التالية تجيب عن السؤال الأبرز حول إماكانية أن يصبح عنان طوق نجاة للإخوان خلال الفترة المقبلة أم لا؟
في البداية، قال ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني المنشق، في تصريحات خاصة لـ«أمان»، إن لديه معلومات مؤكدة حول وجود اتفاق بالفعل بين الإخوان وسامي عنان، وإن الاتفاق تضمن أربع نقاط رئيسية، هي:
أولا: أن يتولى أعضاء الإخوان جمع التوكيلات المطلوبة لترشحه.
ثانيا: الوقوف بجواره في مرحلة الدعاية، وأن تتولى الجماعة تمويل تكاليف الدعاية، ولكن دون الإعلان عن نفسها بشكل صريح، وفي سبيل ذلك، عملت الجماعة على أن تكون حلقة وصل بين عنان وقطر، التي وافقت على دعمه بالفعل في مقابل تحقيق بعض المكاسب للإخوان.
ثالثا: أن تكون هناك خطة زمنية لإعادة الجماعة إلى المشهد مرة أخرى، وتبدأ بالإفراج عن قيادات الإخوان من السجون، وعلى رأسهم بالطبع الإفراج عن المعزول محمد مرسي، وتصفية كل قضايا الإخوان العالقة في المحاكم.
رابعا: السماح لحزب «الحرية والعدالة» بإعادة نشاطه مرة أخرى.
في حين قال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إنه لا يظن أن يفلح عنان في جمع التوكيلات اللازمة للترشح، وإن الاعتماد على قواعد الإخوان لن يحقق له ذلك.
وأضاف: إن نشاط الإخوان في الشارع حاليا بات محدودا، ومن الصعوبة عليهم أن يكونوا مؤثرين بشكل حقيقي في دعم أي من المرشحين للرئاسة في الفترة الحالية.
وأكد أن إعلان عدد من قيادة الجماعة تأييد ترشيح الفريق عنان ليس إلا من قبيل المكايدة السياسية، فأي شخص يعلن ترشحه ضد الرئيس السيسي سوف يؤيدونه بغض النظر عن خلفيته.
وأوضح أن العلاقة بين الإخوان والجماعة لا يمكن أن تسمح بوجود نوع من التحالف، وإن حدث فسيكون من قبيل المصالح المتبادلة فقط، لأن موقف الإخوان من المجلس العسكري وعنان تحديدا معروف، لأن عنان هو الذي كان يتولى الحوار مع شباب ثورة يناير، والجماعة اتهمته بأنه أجهض الثورة، كما اتهمته بالضلوع في أحداث محمد محمود وماسبيرو، وهذه الأشياء كلها ستظل حاضرة في ذهن الإخوان وإن أخفوها.
واتفق أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، مع رؤية الزعفراني، قائلًا: إن اعتبار الفريق سامي عنان طوق نجاة للإخوان في المرحلة المقبلة، ينطوي على كثير من المبالغات، فالجماعة تعتبر عنان من أعضاء المجلس العسكري الذي تناصبه العداء.
وأضاف، في تصريح خاص لـ«أمان»، أن عنان أيضا لن ينسي أن محمد مرسي هو الذي أطاح به في 12 أغسطس 2012 م، مشيرا إلى أن عنان أحد أبناء المؤسسة العسكرية، ومن المستبعد أن يسمح بمخالفة مبادئها.
وأوضح أن الفريق سامي عنان ليس من السذاجة بأن يوافق على أن يكون بمثابة «حصان طروادة» لعودة الإخوان مرة أخرى إلى المشهد.
وعن دعم الكثير من أعضاء الجماعة لعنان، قال إن ذلك ليس إلا نوعا من المكايدة السياسية، فالإخوان هدفهم الأول هو الإطاحة بالرئيس السيسي من المشهد، وهناك من يرى أن أي بديل غيره سيكون في صالح الجماعة، وبذلك يكون عنان بالنسبة لهم هو الاختيار المر، لإقصاء الرئيس السيسي من قيادة البلاد.