فضائيات الفتنة.. العلاقة الخفية بين الإخوان وقناة «صفا»
المكر والدهاء والتخفي، أحد السمات الرئيسية لجماعة الإخوان، فأتباع الجماعة لديهم قدرة فائقة على التلون، وخداع المسلمين عن طريق اللعب بمشاعرهم الدينية وعقيدتهم التي تطوق إلى حب أهل البيت، فلا أحد من المسلمين يقبل أن تهان أمهات المؤمنين، أو يُسب صحابة رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم, وتحت عنوان الزود عن الصحابة وأمهات المؤمنين ومواجهة الشيعة ومحاربة التشيع، ظهرت القنوات التابعة للجماعة في رداء المدافع عن السُنة، وبين السطور يكمن المستور.
هذه المرة مع قناة صفا الفضائية، وهي إحدى القنوات الشهيرة بالدفاع عن السُنة، ومواجهة التشيع، وهو العنوان الأكثر إغراء،للبسطاء، فهو يحمل شقين، أحدهما الدعوة إلى الله، الآخر الدفاع عن السُنة، خاصة في ظل الهجمة الإيرانية الملالية التي تكبل العالم الإسلامي وزيادة خطورتها التي باتت بحصار عدد من الدول العربية والإسلامية، لكن الخفي الذي لا يدركه الكثيرون هو أن هذا العنوان العريض يخفي خلفه خطرا أكبر بكثير من المعلن، فقد تحولت أو تأسست قناة صفا لتكون بوابة خلفية لجماعة الإخوان والمؤيدين لهم، خاصة أولئك الذين يصعب كشف انتمائهم تنظيميا للجماعة، وهم مجموعة من الدعاة تشكل خط الدفاع الخفي عن الإخوان الذي يظهر في ثوب غير الثوب المعتاد والمعلن للإخوان.
مُنعت القناة من البث في عهد مبارك بحجة تبنيها خطابا تحريضيا، وعادت للبث مرة أخرى بعد ثورة يناير، ولم يتم حجبها مع القنوات الدينية التي أوقفت بعد سقوط نظام الإخوان!!
غموض التمويل
يكتنف الغموض تمويل قناة صفا سري، غير أن المعلن أن هناك مجموعة صغيرة من المانحين توفر السيولة المالية للقناة, رغم أن القناة دائما ما تحث متابعيها على الدعم المالي لها عن طريق التبرعات بشكل علنين بينما أوضحت مصادر أن الممول الرئيسي للقناة التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي بـ 6 أكتوبر، هو الكويتي خالد العصيمي.
اعترافات عثمان الخميس
كان اسمها قناة طيبة ومالكها السابق أو رئيس مجلس إدارتها الكويتي عثمان الخميس، الذي تركها في إبريل عام 2009، وقال في مقابلة تليفزيونية على قناة الرسالة، أن سبب تركه للقناة، هو أنه رسم لها مع مجموعة من الشيوخ منهجا دعويا معينا، على أن تكون قناة علمية دعوية، توجه ثلاثة أرباع مادتها العلمية للسُنة و25% تتحدث عن الشيعة، تدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، بالحسنى والكلمة الطيبة، وأضاف:"ولما وجدت خط القناة بدأ يتغير تركتها وآثرت الابتعاد ودعوت لهم بالتوفيق".
الممول الرئيسي
يعترف عثمان الخميس أن خالد العصيمي أحد رجال الأعمال الكويتيين البارزين، هو صاحب قناة صفا، وأكد الخميس أن العصيمي يمتلك أموالا ضخمة، وأنه الممول الرئيسي للقناة مشيرا إلى أنه يملك أن يدفع 100 ألف دينار في الشهر.
غير أن مصادر خاصة لـ "أمان" أكدت أن تمويل القناة يقف وراءه جهات أخرى، وأوضح المصدر الذي لم يرغب في ذكر اسمه أن له تجربة شخصية مع هذه القنوات، خاصة قناة صفا، مشيرا إلى أنها مثل قنوات الشيعة تماما هناك من يستفيد من وجودها ويمدها بالمال، وتعد هذه القنوات الأكثر ربحا لأصحابها بين القنوات الدينية الأخرى، فالجهات الممولة تغدق على أصحابها الأموال، وإن ظهروا بمظهر الفقراء".
وأكد هذه الاعترافات أحد التقارير الإعلامية حول ورود اسم الممول الرئيسي للقناة خالد العصيمي في تسريبات وكيلكس وعلاقته بإحدى الجماعات المشبوهة في أوروبا".
المنهج الإخواني القطبي
هاجم أحد شيوخ السلفية القناة واتهمها بأنها مأوى لجماعة الإخوان، خاصة التيار القطبي، وأنها تتستر خلف محاربة التشيع، لهدم الدول الإسلامية، ومنها تبني القناة للثورة السورية، وأنها كانت منطلقا لشيوخ الفتنة الذين استغلوا فكرة محاربة التشيع، للهجوم على النظام السوري، وأن القناة تبنت الدعوة للجهاد في سوريا، وكانت منطلقا لظهور كل الفصائل الإرهابية هناك، وكان من نتيجة ذلك دمار وسقوط سوريا بالكامل، وانتشار الجماعات المسلحة التي تصدر الإرهابيين لكل الدول الإسلامية.
وفي رد للمذيع الأبرز بالقناة محمد صابر على هذه الاتهامات، كانت سقطته الكبرى، حينما أراد أن يظهر في موقف المحايد، فعاير الداعية السلفي بأنه يدعم النظام المصري الحالي وأن القناة تقف في موقف معاكس له وللنظام، فقال:" نحن نقدم إعلاما لا يعمل لصالح النظام الذي تدعمه".
شيوخ القناة
تعتبر القناة منبرا إعلاميا لأخطر شيوخ جماعة الإخوان، الذين لا يعلنون عن انتمائهم الحقيقي للجماعة، فالقناة تضم برامج لشيوخ القطبية الذين يمثلون الجناح الأخطر في الإخوان، وهو جناح التكفير.
القطبي عدنان العرعور
يعتبر السوري عدنان العرور من أبرز شيوخ القناة، وهو أحد شيوخ القطبية، ويتبنى أفكار سيد قطب ويعدها النموذج الأمثل للدفاع عن السنة والرد على الطوائف المبتدعة والفرق الضالة- على حد قوله- ولا يخفي ذلك في كل حلقاته على قناة صفا، وقال عن مؤلفات سيد قطب:" يعرف بها الحق من الباطل، وأهل السنة من البدعة، وأهل الجماعة من أصحاب الشقاق، وبها النجاة والفلاح والاستقامة والسداد" ومنها كتاب "معالم على الطريق" و"في ظلال القرآن"، و"لماذا أعدموني"، و"خصائص التصوير الفني "، وكذلك كتب شقيقه محمد قطب، ومنها: "معركة التقليد".
من أقواله: " أقول: المسلمون هؤلاء ما نكفرهم أعياناً، لكن هذه مجتمعاتهم ليست مجتمعات مسلمة بدليل رفضهم لحكم الشريعة، الإسلامية".
ويعتبر العرور الحكومات الإسلامية عدوا صائلا فيقول: "كان يجب على المسلمين أن يقوموا قومة رجل واحد لدفع هذا العدو الصائل، ثم لما خرج الاستعمار عيّن بعض الحكومات الكافرة، كان الواجب على المسلمين، أن يقوموا قومة رجل واحد ولا يصبروا ولا يوم واحد علماء وأمراء وشعب، يقوموا ويطيحوا بهذا النظام لكن لما لم يفعلوا ذلك عاقبهم الله بحكامهم".
كما زعم أن أعلام الدول مثل أصنام المشركين!!
عمر الزيد
ومن شيوخ القطبية أيضا الذين تعتبرهم القناة ضيوفا دائمين عليها القطبي الإخواني "عمر الزيد".
في إحدي حلقات برنامج "كسر الصنم" على القناة قال الزيد: " الذين يحاربون الإخوان هم فلول الديكتاتور النظام السابق، النظام الفاسد ، المافيا التي تحكم مصر، في مافيا، وهذا فيه تحالف بين مراكز قوى، مراكز القوى هذه في الجيش، وفي الشرطة، والداخلية والأمن، ورجال الأعمال الفاسدين اللي بنوا ثرواتهم في وقت مبارك، يؤيدهم هؤلاء نصارى مصر ويؤيدهم الصوفية الخرافيين".
وبعد فوز مرسي بالرئاسة قال إن من معارضة الإخوان تعد معارضة للإسلام: "الخندق المعارض للإسلام ، أخبرك من يقف فيه، من هُزم في هذه المعركة، معركة الانتخابات الرئاسية".
محمد الزغبي
الإخواني الغامض محمد عبدالملك الزغبي، أحد أبرز شيوخ القناة، وهو واحد من أكثر الشيوخ تلونا، ومعروف عنه مرجعيته الإخوانية القطبية التي يعلن عنها أحيانا بكل وضوح، وتجده يتنصل منها إذا اقتضى الأمر، فهو أحد المدافعين عن سيد قطب وعن زعماء تنظيم القاعدة، وله كتاب بعنوان " أقوال علماء هذا الزمان في سيد قطب رحمه الله"، كما يشهد أرشيفه بأنه أكثر المادحين للإخوان، وله مقاطع يتراجع فيها عن ذلك، كما يتمتع بقدرة هائلة على التلون بحسب الحال فله صور ومقاطع فيديو يزور فيها القذافي، ويمتدحه، وبعدها مباشرة يصب عليه اللعنات ويكفره، وكذلك فعل مع مبارك، لكن يظل مرجعه الرئيسي الفكر القطبي الإخواني ودفاعه المستميت عنه.
محمد القدوسي
من أبرز الاعلاميين المدافعين عن جماعة الإخوان، وهو أحد ابرز من استعانت بهم قناة صفا الفضائية، وقد هرب إلى قطر بعد ثورة 30 يونيه، وله الكثير من الحلقات والمداخلات التي تعرضها القناة حتى الآن.
وحيد عبدالسلام بالي
الإخواني المتخفي عبدالسلام بالي أحد نجوم
منصة رابعة، يعتبر ضيفا دائما على قناة صفا ولها سلسلة دروس علمية يبث خلالها فكر
جماعة الإخوان، كما يشتهر وحيد بالي بكتبه حول السحر، وله كتاب عن أسماء الله الحسنى متهم بسرقته من بحث شهير.
الشيخ مصطفي العدوي
يقدم الشيخ مصطفى العدوى برنامجا على قناة صفا الفضائية، ويتلقى فيه رسائل واتصالات المشاهدين للإجابة على تساؤلاتهم وفتاواهم، والشيخ مصطفى العدوي يظهر دائما بشكل الداعية السلفي المحايد رغم تأييده الكبير ودعمه الشديد لفكر جماعة الإخوان، رغم محاولاته المتكررة للتنصل منها.
الهجوم على الإخوان
خصصت قناة صفا عددا من الحلقات للهجوم على جماعة الإخوان، وكان أبرز ومنها حلقات لعدنان العرور وغيره اتهم فيها الجماعة بالتخاذل والدنية، لابتعادهم عن العمل الإيجابي واكتفائهم بالمظاهرات.