طارق الزمر.. الإرهابى الهارب
ولد طارق عبدالموجود إبراهيم الزمر، في 15 مايو 1959، بناهيا في محافظة الجيزة، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1981.
بدأ "الزمر" حياته السياسية بالانضمام إلى الحركات الاشتراكية، وتعتبر "ناهيا" معقل الناصرية خلال حكم الرئيس جمال عبدالناصر، فضلاً عن ناصرية والده وولعه الشديد بزعامة "ناصر" رغم اصطدامه بالحركة الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف الستينيات.
تحولاته الجهادية، بدأت قبل منتصف السبعينيات، مشيدًا بتجربة الجماعة الإسلامية في جامعة المنيا، منشأ "الجماعة" هناك ومركزها الرئيسي.
حُكم عليه بالمؤبد في قضية اغتيال "السادات" عام 1981، وأطلق سراحه 2011، بعدما أمضى في السجن أكثر من 29 عامًا، وتربطه علاقة قوية مع ابن عمه "عبود الزمر"، الذي زامله بزنزانته في السجون التي انتقل إليها خلال محبسه، وهو أيضا ابن عمه وزوج أخته أم الهيثم.
رفضت وزارة الداخلية الإفراج عنه مع ابن عمه لإعلان تمسكهما بممارسة حقوقهما السياسية، رغم ما بدر منهما من مراجعات صدرت في العام 2005 في كتاب "مراجعات لا تراجعات"، بعد 7 سنوات من مراجعات الجماعة الإسلامية والتي أصدرتها في 1997.
يعد طارق الزمر مع ابن عمه "عبود "من المخططين لعملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، والمعروفة بحادث "المنصة" عام 1981، أثناء حضور السادات استعراضًا عسكريًا في ذكرى حرب أكتوبر وحكم عليهما بالسجن المؤبد.
وحصل طارق الزمر، على الدكتوراه في القانون الدستوري كأول سجين سياسي ينال هذه الدرجة وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، كما حصل أيضًا على دبلومة الدراسات العليا في القانون العام والشريعة الإسلامية والقانون الدولي والعلاقات الدولية، وأعلن الزمر عقب إطلاق سراحه، مواصلة العمل الدعوي، إلى جانب تكوين حزب سياسي هو "البناء والتنمية"، الذى لم يُرخص له إلا بناء على حكم قضائي صدر يوم 10 أكتوبر 2011 أي قبل يومين من فتح باب الترشيح لأول انتخابات برلمانية بعد الثورة، ورغم ذلك فقد حصل الحزب على 16 مقعدًا في البرلمان وقد انتُخب أول رئيس للحزب في موتمره العام الأول في 27 يونيو 2013.
عقد "طارق الزمر" عدة لقاءات صحفية بعد الإفراج عنه، كشف فيها عن رفضه للحكم المدني، متمنيًا الحكم الإسلامي "الخلافة" في الوقت الذي بدأ العمل السياسي داخل حزب "البناء والتنمية"، وهو الحزب الرسمي للجماعة الإسلامية المصرية، ليكون أول رئيس له من خارج كتلة الصعيد، والتي كانت سببًا مباشرًا فيما بعد في ظهور خلافات حادة بين قياداته، وكان الشيخ رفاعي طه، قائد الجناح العسكري المسلح للجماعة، على رأس الرافضين لتوليه "الرئاسة" لأنه لم يكن ابنًا للجماعة الإسلامية، كما رأي "رفاعي".
تقرب "الزمر" من الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان ضيفًا دائمًا على مقر "الرئاسة" وطالته اتهامات عدة، منها الحصول على امتيازات بعيدًا عن قادة الجماعة، وهو ما أحدث حالة من السخط بصفوف "البناء والتنمية"، استدعت قياداتها على المطالبة بانتخابات مبكرة على رئاسة الحزب.
رغم رفضه لفكر الإخوان المسلمين سواء قبل محبسه أو بعده، أسس تجمعًا لمناصري "مرسي" واتخذ، الساحة المحيطة بجامعة القاهرة، مقرًا لتجمعه الذي استمر نحو شهرين، قطع خلالها كل الطرق المؤدية لاعتصامه ليحول ساحته إلى جزيرة منعزلة.
هرب "الزمر" قبل فض النهضة متخذًا أماكن "سرية" لتكون بعيدة عن أعين السلطات الأمنية، والتي وضعته على قوائمها، لارتكابه عدة مخالفات خلال اعتصامه، ثم إعلانه عن تواجده بدولة قطر، والتي اتخذها دولة "مقر" لتحركاته بينها وبين تركيا.