رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يعتمد «عناصر داعش» بسيناء على المخدرات لتمويل العمليات الإرهابية؟

عناصر سيناء- مزرعة
عناصر سيناء- مزرعة مخدرات

أصدر "مبايعو داعش" بسيناء سيلا من الإصدارات والصور على مدار العامين الماضيين، بعضها خرج لتوصيل رسالة أساسية، وهي محاربة المخدرات.

بعض اللقطات تضمنت محاولة "عناصر داعش" توقيف سيارات تستخدم لتهريب المخدرات، فضلا عن أخرى محملة بكميات كبيرة من السجائر.

ويحاول التنظيم الإرهابي فرض حظر على تداول وبيع السجائر في سيناء، وسط إطلاق تحذيرات شديدة اللهجة لكل من يتورط في عمليات تهريب السجائر والمخدرات بالاستهداف.
هذه الصورة التي يحاول عناصر "داعش سيناء" تصديرها، لا تعكس حقيقة ما يحدث داخل التنظيم، من الاعتماد على المخدرات سواء للتمويل أو للتداول بين عناصره. 

وتجدر الإشارة إلى أن الجيش المصري أعلن أكثر من مرة في سياق عملياته في سيناء، ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة على اختلاف أنواعها سواء الحشيش أو حبوب مخدرة، والتي ربما تعود إلى "مبايعي داعش" بسيناء.

هذا يتماشي مع ما يتردد في الأوساط السيناوية، أن بعض المنضمين لعناصر "داعش" كانوا في الأساس مهربين ويتاجرون في المخدرات قبل الانضمام للتنظيم الإرهابي.

ويعتقد أن تلك العناصر هي من تتولى تمويل العمليات الإرهابية بخلاف دعم "داعش" مركزيا، اعتمادا على عوائد تجارة المخدرات.

ويستند بعض المنتمين للتنظيم في الخارج إلى رأي المذهب الحنفي، بجواز حمل وبيع الخمور في غير "دار الإسلام"، مع توسيع الحكم ليشمل المواد المخدرة بكل أنواعها.

ورأي "الأحناف" في هذه المسألة شائع في أوساط الجماعات الإرهابية، في حين تحارب المخدرات وبيعها في المناطق التي تتواجد فيها، إلا أنها لا تجد غضاضة في بيعها لغير المسلمين، رغم أن جمهور الفقهاء يحرم ذلك.

الأزمة لدى تنظيم "داعش" ليست فقط السير على مذهب الأحناف في هذا الرأي، ولكن أيضا التوسع في تناول المخدرات بأنواعها بين عناصره من خلال عدة وقائع.

في نوفمبر الماضي، ضبطت السلطات الإيطالية شحنة مخدرات تحتوي على 24 مليون قرصا من "الترامادول"، تخص تنظيم "داعش"، كان يعتزم بيعها لتمويل عملياته الإرهابي.

وضبطت شرطة الأموال ومسئوليو الجمارك في إيطاليا الأقراص في ميناء غويا تورو للحاويات، وتعاونت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في التحقيق.

وقال بيان للشرطة الإيطالية، إن الكمية المضبوطة تساوي 50 مليون يورو.

وبخلاف تجارة "داعش" في المخدرات لتمويل أنشطته الإرهابية ودعم أفرعه، قبل الهزيمة الساحقة التي تعرض لها في مركز ثقله بالعراق وسوريا خلال العام الماضي على وجه الخصوص، فإن التنظيم عمد إلى استخدام المخدرات وتحديدا "الترامادول" وتوزيعه على عناصره من أجل مواصلة العمليات.

وقال الناطق باسم الشرطة العراقية، العقيد عبد الرحمن الخزعلي، إنه تم العثور على كميات كبيرة من الهيروين وحبوب الهلوسة في أوكار "داعش" خلال عمليات تحرير مدن بيجي والموصل وتلعفر.

وأضاف الخزعلي، في تصريحات صحفية نقلتها مواقع عراقية، "اكتشفنا حبوب تخدير في جيوب المسلحين المقتولين"، متابعا: "داعش استحوذ على العديد من المذاخر الطبية في تلك المناطق وسرق منها الأدوية المهدئة والمخدرة والمخففة للألم".

وشدد على اكتشاف أدوية مخدرة خلال المداهمات لمخابئ داعش، وسط ترجيحات أن يكون مصدرها سوريا وليس العراق.

وتحدثت صحيفة "ذي لوكال" مع عدد من الخبراء حول استخدام "داعش" للمواد المخدرة، ليرجح بعضهم أن التنظيم يستغلها في تخدير عناصره ومقاتليه على الأرض، وهم يشنون هجمات وتفجيرات ضد المدنيين الأبرياء للتغلب على مشاعر الخوف والإحساس بالألم والجوع. 

ورغم ضلوع "داعش" في الإتجار بالمخدرات وتعاطي عناصره لحبوب "الترامادول" ونوعيات أخرى، إلا أن هذا الأمر لم يثبت حدوثه في سيناء بشكل قطعي.