حرب «الغوطة».. المنتصر المهزوم
حاولت الفصائل المسلحة، إسلامية وغيرها "السيطرة" علي الغوطة شرقية، كانت او غربية لكونها مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية، فهي "سلة" سوريا الغذائية.."أمان" تحاول في السطور التالية توضيح لماذا تتكالب عليها الفصائل والميلشيات المسلحة.
"الغوطة"مدينة تحيط بالعاصمة السورية "دمشق" من كل جوانبها، وتتمتع بوفرة المياه العذبة المنحدرة من الجبال العالية، التي تحيطها من جوانبها الأربعة، وتعتبر الأراضي بها من أجود الأراضي الزراعية في العالم، بها أفضل أنواع الأشجار المثمرة والتي يعتمد عليها الاقتصاد السوري في تنمية موارده.
بدأت المعارك في الغوطة، عندما منع "زهران علوش" والذي كان يعمل في المقاولات، قبل قيامه بتدشين، فصيل "جند الإسلام" والمكون ب14 رجلا فقط، والذي تحصن علي أبواب "الغوطة" اقتحام الجيش السوري لها، ونجح زهران في مهمته، التي جعلت انضمام فصائل إسلامية أخرى إليه أمرا سهلا، لتصبح قوات "جند الإسلام" تضم 40 فصيلا إسلاميا وميلشيا مسلحة.. لم تكشف جهات بعد، عن العدد الحقيقي لجيش الإسلام،غير أن المعلومات المتاحة، هي سقوط ما يزيد على ألفي قتيل.
قتل "عكوش" وتولي "أبو همام البيضاني " وبدأ في مواجهة عسكرية بين جيش الأسد من ناحية، وهيئة تحرير الشام"جبهة النصرة" و"أحرارالشام" من ناحية أخري.
وتم التوصل إلي هدنة جمعت "الجيوش الثلاثة" جند الإسلام وأحرار الشام وتحرير الشام.. واتفقوا على الخروج "الآمن" لمن يريد الخروج من الغوطة إلى خارجها من المدنيين، على أن تسجل أسماؤهم بكشوف يتولاها "جيش الإسلام".. وتضمن الاتفاق بين المتحاربين الثلاثة، على خروج المقاتلين العرب وغيرهم في مقابل تسليم أسلحتهم.. وقبل تنفيذ الاتفاق تسربت معلومات "مصورة" حول قتل "جيش الإسلام" "أسري" تحرير الشام وأحرار الشام، وفيلق الرحمن، الذين كانوا محتجزين بسجون جيش الإسلام.
وتجددت خلال الساعات الأخيرة، الأعمال المسلحة بين الفصائل المسلحة، في الوقت الذي بدأ فيه جيش الأسد الزحف نحو "الغوطة"الشرقية لإقتحامها من أيدي المسلحين مدعوما بالمروحيات الروسية، والذين أطلقوا عشرات القذائف ضد منازل المدنيين، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين، وشنت هيئة التحرير، هجوما على مواقع تسيطر عليها قوات حكومية، وهو ما مهد لخرق الاتفاق، والذي بدأ سريانه في يوليو الماضي، وهو "الخرق" الذي ساعد الفصائل الأخرى على نقضه وعودة المعارك وتجددها مرة أخرى.
وقد تعرضت مدينة "مدييرا" لصواريخ أرض أرض والمدفعية الثقيلة وغارات ليلية، أسفرت عن سقوط العشرات ما بين قتلي وجرحى، مما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات حاشدة، عقب صلاة الجمعة، تطالب كل الفصائل والميلشيات المسلحة بالخروج من الغوطة الشرقية، وعزل قادتها لفشلهم في الوصول لحلول سلمية وإصرارهم على مواصلة القتال، وعلي رأس "القادة" أبو النصر الشمير، قائد فيلق الرحمن، وأبو همام البيضاني قائد جيش الإسلام، الذي دفع بجنوده، المسيطر الفعلي علي أرض الغوطة الشرقية لضرب المتظاهرين، والتي أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين من المتظاهرين.
وفي المقابل شنت قوات الأسد، سلسلة هجمات جوية وأرضية، مستخدمة أسلحتها الثقيلة على مدن أخرى من بينها، عربيين وحرستا وزملكا ومسرابا، وبلدة عين ترما، وهو ما دفع "أحرار الشام" لبدء المرحلة الثانية من معاركها بمحيط مدينة "حرستا"، مستخدما "التفجيرات"على عدة نقاط على معابر حدودية، تقع تحت سيطرة "جيش الإسلام"، وهو ما دفع هيئة التحرير والجيش الإسلامي وفيلق الرحمن للرد على ضربات "الأسد" الذي استغل حالة "الانشقاق" التي تسيطر علي الفصائل.
بعد أن وصلت أنباء قوية خلال الأيام الأخيرة، أشارت لتعزيزات عسكرية، أرسلها الأسد لقواته في محيط الغوطة الشرقية تمهيدا لاقتحامها وتخليص المدنيين من إرهاب الجماعات والفصائل الإسلامية المسلحة.
في الوقت الذي قالت مصادر معارضة: إن "الروس" بدأوا جولة جديدة من المفاوضات، لخروج مسلحي هيئة التحرير من الغوطة، بعد الاتفاق مع جيش الإسلام وإفراجها عن المحتجزين بسجونها.