باحثة جزائرية تكشف تجربة بلادها فى مواجهة الإرهاب
قالت الدكتورة فتيحة شفيري ، أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة بومرداس الجزائرية، إن الأمة الإسلامية مؤخرا شهدت تطرفا دينيا متشددا أثر في تفكير الناس وسلوكياتهم، لتكون النتيجة تفريقهم إلى جماعات متناحرة، وفرق متكالبة على بعضها البعض، مضيفة أن الجزائر قررت محاربة هذا التطرف، من خلال تفعيل أكثر لدور الأئمة في المساجد، الذين يُلقى على عاتقهم إرشاد الشعب لتبني المفاهيم الصحيحة للدين بعيدا عن الغلو والتشدد، وهي مفاهيم مستقاة من صورة الإسلام السمحة القائمة على التسامح والرحمة والخير.
وأشارت في تصريحات خاصة لـ«أمان» إلى أن فترة العشرية السوداء التي عرفت فيها الجزائر تطرفا دينيا رهيبا مارسته أطراف أساءت للدين وغررت بالشباب خاصة لتكفير من يخالفهم فكريا وإيديولوجية، ليصل بهم الأمر إلى ممارسة القتل المادي بكل برودة أعصاب، ولحقن الدماء تبنت الجزائر سياسة«الوئام المدني» و«المصالحة الوطنية».
وأكدت أن علماء الجزائر وعلماء دول الساحل الإفريقي سعوا من خلال العديد من المؤتمرات التي جمعت الأئمة، إلى تأسيس «رابطة علماء وأئمة دول الساحل الإفريقي» تجمع أئمة هذه البلدان، وانتهاج هذه الخطوة أتت بعد العمليات الإرهابية اللاإنسانية التي تمارسها فرق تشكل خطرا على الدين الإسلامي وعلى شعائره السمحة ومنها فرقة «بوكو حرام»، فكان هدف الرابطة إبعاد الشباب خاصة عن مفهوم الغلو والتطرف والدعوة في المقابل للاعتدال والوسطية، وتجنبهم الفتاوى الخاطئة التي تأتي من الخارج.
وأوضحت شفيري، أن الرابطة ركزت على نزلاء السجون من خلال ربطهم بمفهوم التسامح والتعايش السلمي مع من يخالفهم إيديولوجيا، والاهتمام بهؤلاء يعني وعي العلماء بدورهم في المحافظة على المجتمع وتماسك أفراده.
ولفتت أستاذ اللغة العربية إلي أن الحرب ضد هذا التطرف قائمة ولاتزال الجزائر حريصة كل الحرص على القيام بذلك على أكمل وجه.
ونوهت شفيري إلى وجود عدة بروتوكولات تعاونية بين الجزائر ودول أوروبية عديدة لتدريب الأئمة وإرسالهم إلى الخارج، وعلى سبيل المثال تم إرسال 100 إمام جزائري إلى فرنسا لمواجهة الفكر المتطرف ونشر صحيح الدين، وفقا للتعاون بين الجزائر وفرنسا والهدف تكوينهم في اللغة الفرنسية لاستقطاب الجالية المسلمة هناك.