قيادي شيعي: أتباع المذهب يشاركون في تجديد الخطاب الديني - حوار
قال القيادى الشيعى الطاهر الهاشمى، إن شيعة مصر يشاركون فى تجديد الخطاب الدينى، لافتًا إلى أن هناك حساسية كبيرة تجاه المذاهب الأخرى فى مصر، نظرًا لتغلغل «الوهابية السلفية» فى مفاصل الدولة. ورأى، فى حواره مع «أمان»، أنه لا يعقل أن يتهم السلفيون الذين يرفضون تحية العلم المصرى وأداء السلام الوطنى، أتباع المذهب الشيعى، بعدم الولاء لمصر، مشيرًا إلى أن الحديث عن تمويلهم من إيران يعد «إهانة» للأجهزة الأمنية المصرية.
■ بدايةً.. كيف ترى الوضع الحالى للشيعة فى مصر؟
- الشيعة تأثروا للغاية بالحرب الطائفية فى المنطقة العربية، وهى حرب مفتعلة لأجل تقسيم الوطن العربى، وعلى الرغم من أنهم مُكوِّن متسامح داخل المجتمع المصرى، إلا أنه كثيرًا ما يتم استهدافهم من قوى التكفير، كما نعانى من استهداف اجتماعى ناتج عن الأكاذيب التى تؤلب الرأى العام علينا.
■ هل تشاركون فى تجديد الخطاب الدينى؟
- نشارك فى تجديد الخطاب الدينى بقدر ما يُسمح لنا، لأن هناك حساسية كبيرة تجاه المذاهب الأخرى فى مصر، نظرًا لتغلغل الوهابية السلفية فى مفاصل الدولة المصرية ومحاولاتها الاستئثار بتجديد الخطاب الدينى وفقًا لمنظورها الضيق وليس بالمنظور الإسلامى الإنسانى.
■ ما دور الشيعة فى تجديد الخطاب الدينى؟
- الخطاب الدينى تم تجديده منذ زمن الفيلسوف الإسلامى السيد الشهيد محمد باقر الصدر، والإمام الخمينى اللذين وضعا اللبنة الأساسية فى تجديد الخطاب الدينى ،وإخراجه من المنابر إلى حيز الدولة التى تتحمل بناء نظام يحمى الإنسان ويجعله فى ظل حياة سعيدة، وسار على منهجهما الكثير من العلماء. ومن المناهج الحقيقية التى حملت هذا الهم كتاب «الحكومة الإسلامية» للإمام الخمينى، وكتب السيد محمد باقر الصدر التى وضعت منهاجًا كاملًا لبناء الدولة وتمثلت فى كتبه مثل (فلسفتنا، اقتصادنا، مجتمعنا، البنك اللا ربوى فى الإسلام، الأسس المنطقية للاستقراء).
■ لماذا يخاف البعض من انتشار التشيّع فى مصر أو فى الدول العربية؟
- أولًا «التشيع» كلمة خاطئة لأن مصر كانت مقرًا للخلافة الفاطمية وكانت لأعوام طويلة على مذهب أهل البيت، والوضع الآن هو نتاج حرب طائفية جعلت الناس تقرأ لتعرف فتتذكر جذورها.
■ هل تمارسون شعائركم بحرية فى مصر؟
- الشيعة ليست لديهم شعائر غريبة على المجتمع ولكن فى بعض المناسبات لدينا بعض الأدعية الخاصة عند مقامات أهل البيت، نواجه بعض «التضييق»، فى أى محاولة للتجمع أو عمل للجمعيات الخيرية، إضافة إلى الشحن الطائفى الذى تقوده بعض القنوات والمؤسسات التى تسعى لجر البلاد إلى فتن مذهبية.
■ هناك اتهامات لشيعة مصر بأنهم ممولون من الخارج.. ما ردك عليها؟
- الاتهامات التى تلقى جزافًا تنال بالضرورة من أمن وسمعة وحياة أشخاص، لذا إن كانت هناك تمويلات لأجل الإضرار بالأمن المصرى فأظن أننا نتمتع بأقوى جهاز أمنى فى المنطقة، وهذه الاتهامات إهانة له، لذا من كانت لديه معلومات فليذهب ليدلى بها للأمن ونحن معه، فمصر خط أحمر ولا نسمح بالإضرار بها ولو بكنوز الدنيا.
■ ما رأيك فى تصريحات البعض أن ولاء شيعة مصر لإيران؟
- طبعًا هذه ترهات ومهاترات اعتاد البعض إطلاقها لتشويه الصورة فقط، ومن يطلقها هو نفسه لا يعترف بمفهوم كلمة وطن أو تعايش مع الآخر، فكيف يتهمنى مَن يرفض تحية العلم المصرى والسلام الوطنى المصرى بعدم الولاء لبلدى؟ ، عليه أن يسعى هو لإثبات ولائه للوطن أمام المجتمع لأن المجتمع يشك فى ذلك بعد أفعالهم ورفعهم لأعلام الدول الأخرى وتقليدهم لهم حتى فى الزى.