رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الخردة».. خطة إسرائيل لتدمير أنفاق حماس

جريدة الدستور

رفعت الحكومة الإسرائيلية الستارعما اسمته بعملية "الخردة " بعد تدميرها النفق الثاني لحركة "حماس"، وكشفت صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية في تقرير مصور لها، نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق " الأنفاق " التي وصفتها بـ "السلاح الإستراتيجي".

وأضاف التقرير، أن مقتل أحد المستوطنين اليهود، على أيدي أحد عناصر " حماس " في 18 أغسطس الماضي، كان الخيط الأول الذي أمسكت به أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بعد انتهاء تحقيقات أجرتها بالاتفاق مع الشاباك وعناصر إستخباراتية أخرى، في وجود "ممر" أرضي مكن عنصر "حماس " من الدخول ونجاحه في طعن المستوطن، نظرا للإجراءات المشددة من قبل السلطات بإحكامها السيطرة علي كل الطرق.
وكشف وزير الإستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتز، عن تفاصيل خطة "الخردة" لتحويل سلاح وعناصر "حماس" إلى ما يشبه "الخردة"، عن طريق ضرب النفق التابع لحركة "حماس" في الأراضي الاسرائيلية في النقب الغربى، وهو ما يعكس تحولا فى التوازن العسكرى بين اسرائيل و"حماس "وهي محاولة الأخيرة التعامل الحقيقي مع التفوق العسكري الإسرائيلي الكامل على الفلسطينيين فوق الأرض.
وقد حفرت "حماس "الأنفاق داخل الحدود الإسرائيلية للقضاء على تفوقها فوق الأرض، إلى جانب الاستعداد لشن هجوم مفاجئ ضد إسرائيل في الوقت الذي تحدده الحركة، وقد استخدمت هذه الإستراتيجية بنجاح في خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، وعلى نطاق أوسع، ولكن مع نجاح محدود أكثر - طوال حرب غزة في صيف عام 2014.

إسرائيل تعترف بتفوق "حماس" العسكري داخل الأنفاق

واعترف" كاتز" بتأخر جهازه، في الكشف عن الأنفاق بعد خطف شاليط، وظل هذا الوضع لوقت متأخر جدا، نجحت خلاله مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، في التعامل مع الأنفاق منذ الصيف الماضي، بالبدء في بناء حاجز دفاعي ضد النفق على طول الحدود مع قطاع غزة، ويهدف المشروع رغم تكلفته الباهظة -4 مليارات شيكل (1.14 بليون دولار)- إلى منع حفر جميع الأنفاق المقبلة إلى إسرائيل، وقطع الأنفاق القائمة التي تمر عبر الحدود، والمساعدة في تحديد مواقع الأنفاق الجديدة الحفريات القديمة.

ومن المتوقع أن ينتهي أول ثمار للدفاع الجديد، الذي من المتوقع أن ينتهي بنائه بحلول نهاية عام 2018، نتيجة للاستخبارات والاستجابات التكنولوجية التي يقدمها.أما الأنفاق التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي، وهي الجهاد الإسلامي بالقرب من كيبوتز كيسوفيم، والآن نفق حماس بالقرب من كيبوتس نيريم، فقد تم تدميرها وتدميرها في المناطق الحدودية التي لم يبدأ فيها بناء الجدار.

إسرائيل تحث "حماس" تغيير إستراتيجيتها

وتتوقع أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية، وجود عدد من الأنفاق الحدودية، لم يتم تحديد هويتها بعد، سواء قبل حرب غزة عام 2014 أو بعدها، في الوقت الذي تطور فيه حركة "حماس " الإستراتيجية في غزة، نظرا للطرق التشغيلية الجديدة التي وضعها جيش الدفاع الإسرائيلي. وهذه هي المرحلة التي سيتعين على حماس أن تعيد النظر في إستراتيجيتها العسكرية وهيكل قواتها العسكرية - وليس فقط فيما يتعلق بأي استثمار متواصل في الأنفاق الهجومية، بل أيضا مسألة ما إذا كان ينبغي أن تستخدم على وجه السرعة الأنفاق التشغيلية قبل أن يتواجد الجيش الإسرائيلي ويدمرها أيضا.
وحتى الآن، لم تحاول حماس تعطيل بناء الجدار على طول الحدود، الذي يجري بناؤه داخل الأراضي الإسرائيلية إن ضبط النفس الفلسطيني هذا لا ينبع من عدم وجود شرعية دولية لمثل هذه الخطوة، بل في الغالب من مخاوف من أن تؤدي معركة حاجز إلى حرب جديدة مع إسرائيل والتي تفقد حماس أكثر من غيرها، وذلك لأن البنية التحتية في غزة لا تعمل والوضع الاقتصادي الشديد في القطاع. ولأن أيا من هذه الأسباب لم يتغير، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن لحماس تصعيد الوضع ضد إسرائيل بالنظر إلى الصعوبات الخاصة بها، ويتأثر الوضع في قطاع غزة بتطورين آخرين في المجال الدبلوماسي: أحدهما يتعلق بالاحتجاجات العنيفة على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل الأسبوع الماضي، والآخر هو جهود المصالحة الجارية بين حماس والسلطة الفلسطينية.

مصر تنتظر وصول "عباس"لغزة

ربما كان إسماعيل هنية زعيم حماس قد دعا إلى انتفاضة جديدة بسبب إعلان ترامب، لكنه أشار في معظمه إلى الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وكانت المواجهات على طول السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة في نهاية الأسبوع محدودة، وبعد أن أطلقت المنظمات السلفية عددا من الصواريخ من غزة إلى النقب، اتخذت حماس خطوات لكبح إطلاق أي صواريخ، في الوقت الذي لم يتم التوصل فيه إلى تاريخ آخر في اتفاق المصالحة دون تنفيذ وصول وزراء السلطة الفلسطينية ومسئوليها إلى قطاع غزة، وبعد ذلك الافتتاح الرسمي لمعبر رفح بين مصر وغزة رغم الاختلافات في الرأي بين السلطة الفلسطينية وحماس جعل صعوبة تحقيق هدف إعادة فتح هذا المعبر، وهو أمر ضروري لحماس بسبب توقعات سكانها، ومن المحتمل أن يؤدي الخوف من التصعيد مع إسرائيل إلى وقف أي جهود للمصالحة، إن إزالة الحصار المصري على غزة سيكون أحد المخاوف التي يجب أن تضعها قيادة حماس في الاعتبار قبل أن تتسبب في نزاع واسع آخر مع إسرائيل.