وفاة مادلين أولبرايت.. محطات فى حياة أول وزيرة خارجية أمريكية
توفيت مادلين أولبرايت، أول سيدة تتولى قيادة وزارة الخارجية الأمريكية، عن عمر يناهز 85 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان، حسبما أعلنت أسرتها اليوم.
واختار الرئيس الأسبق بيل كلينتون أولبرايت لتتولى حقيبة الدبلوماسية في عام 1996، وعملت بهذه الصفة خلال السنوات الأربع الأخيرة من إدارة كلينتون، فما هي أبرز ملامح السياسة الخارجية في عهد أولبرايت؟
دعم حقوق الإنسان والديمقراطية
خلال فترة ولاية أولبرايت، كثفت من دعواتها إلى زيادة حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وعملت على محاربة وقف انتشار الأسلحة النووية.
تعرف أولبرايت بأنها بطلة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث عملت خلال ولايتها إلى توسيع عضوية المنظمة، وفي عام 1999 دفعت لتدخلها العسكري المباشر خلال الأزمة الإنسانية في كوسوفو.
التطبيع الأمريكي – الصيني
شاركت أولبرايت عن كثب في العمل لتطبيع العلاقات الأمريكية مع دول مثل الصين وفيتنام، وعندما زار الرئيس كلينتون الصين في عام 1998، مما أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة الأمريكية، بررت أولبرايت ذلك قائلة: "التعاون لا يعني الموافقة".
وخلال ولايتها وقع كلينتون اتفاقية تجارية هامة مع الصين، حيث أدت الاتفاقية، التي جاءت نتيجة لأكثر من عقد من المفاوضات، إلى خفض العديد من الحواجز التجارية بين البلدين، الأمر الذي سهل تصدير المنتجات الأمريكية مثل الأجهزة الآلية والخدمات المصرفية والأفلام السينمائية.
وقد تردد الكثير من الديمقراطيين والجمهوريين في منح وضع دائم للصين لاهتمامهم بحقوق الإنسان في البلاد وتأثير الواردات الصينية على الصناعات والوظائف الأمريكية، ومع ذلك صوت الكونجرس صوت في عام 2000 على منح علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الصين.
وفي عام 2000 وقعت أمريكا على مشروع قانون يمنح العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة للصين، وقد زادت الواردات الأمريكية من الصين بشكل كبير في السنوات التالية.
التسوية السلمية في الشرق الأوسط
وفي عام 1997، كانت لاعبة رئيسية في مهمة سلام إلى الشرق الأوسط والتي توسطت خلالها في المفاوضات بين إسرائيل ومختلف الدول العربية، وتعد السياسة الخارجية الأمريكية في عهد أولبرايت أكثر توازنا وهدوءا، وكانت من بين أكثر الإدارات التي أعطت جهدا واهتماما واضحا لعملية التسوية السلمية في منطقة الشرق الأوسط.
واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية نتيجة المفاوضات التي اجرتها اولبرايت وكلينتون.
التواصل مع كوريا الشمالية
وفي أكتوبر 2000 صنعت أولبرايت التاريخ مرة أخرى عندما أصبحت أول وزيرة خارجية أمريكية تسافر إلى كوريا الشمالية، ولم يجري مسؤول أمريكي رفيع لقاءات مع مسؤولي كوريا الشمالية لاحقا سوى الرئيس السابق دونالد ترامب الذي التقى نظيره الكوري كيم يونج في قمة وصفت بالتاريخية.