تزايد حالات الطلاق
«الدستور» تحقق: كيف أدى «إدمان الإنترنت» إلى زيادة حالات الطلاق؟
ترتفع في مصر معدلات الطلاق سنويًا بشكل كبير، لا سيما إذا ما قورنت بمعدلات أو عقود الزواج السنوية، ويقف خلف ذلك أسباب عديدة تسبب حالة الانفصال أو الطلاق بين الأزواج وتدفعهم إلى تلك النهاية المحتومة.
وتدل الأرقام بالفعل على تلك الأزمة والتي ترتفع سنويًا، ومن ضمن أسبابها هو وجود الإنترنت والذي قد يشغل مساحة ضخمة من حياة أحد الطرفين، فيؤدي إلى غضب الطرف الآخر وفي النهاية يصل الأمر إلى الطلاق أو الانفصال.
صرح إبراهيم سليم، رئيس صندوق المأذونين الشرعيين في إحدى اللقاءات التليفزيونية، بأن حالات الطلاق في مصر ستقل بنسبة 60% إذا تم غلق الإنترنت ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: "قبل الإنترنت، كان لدينا 84 ألف حالة طلاق في عام 2008، لكن هذا الرقم ارتفع الآن إلى 222 ألف حالة"، في إشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في زيادة نسبة الطلاق في المجتمع.
وتابع رئيس صندوق المأذونين الشرعيين أن إدمان الإنترنت سبب رئيس في زيادة حالات الطلاق؛ مثال على ذلك، عدم اهتمام بعض الأزواج بزوجاتهم، والزوجات المهملة في حق زوجها وأسرتها، لافتًا إلى وجود أسباب أخرى للطلاق مثل تدخل الأهل.
وبالفعل هناك حالات كان سبب الانفصال بها هو الإنترنت الذي يصل فيه أحد الطرفين إلى إدمان تلك الشبكة وانشغاله بها عن العالم وما فيه، "الدستور" تستعرض بعض تلك الحكايات وتدلل عنها بالأرقام والإحصائيات الرسمية.
«نهى.ل»، ثلاثينية، إحدى الفتيات اللاتي لديهن تجربة سيئة مع إدمان الإنترنت أدت إلى انفصالها عن زوجها عقب عام واحد من الزواج، كان نتيجته إنجاب طفل صغير، وكان سبب الانفصال الرئيسي هو الإنترنت.
وقالت: "في فترة الخطوبة مكنش كده، كنت بلاحظ تعلقه بالتليفون لكن عشان مش عايشة معاه مكنتش أعرف أنه إدمان للدرجة دي، بدأ الأمر بانضمامه لكل الجروبات وخصوصًا بعد ظهور كلوب هاوس (Clubhouse) كان فيه أيام مبيروحش الشغل بسبب السهر عليه بالليل".
أضافت: "مرت الشهور عادي وكنت بستحمل وبتكلم وبقت المشادات بينا شيء أساسي لحد ما جاله إنذار بالفصل من شغله وقتها طلبت الطلاق، عشان خيرته بيني وبين الإنترنت وكان اختياره أن دي الحاجة السعيدة بالنسباله".
كان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء دق ناقوس الخطر بتقرير نشره منذ أشهر قليلة، كشف فيه عن ارتفاع نسب الطلاق في مصر بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، وجاء في التقرير أن حالات الطلاق وصلت إلى حوالي 213 ألف حالة عام 2020 بواقع حالة كل دقيقتين.
كان الوضع مختلفًا لدى وليد.ن، والذي أدمنت زوجته الإنترنت بعد تأخرهم في الإنجاب لمدة عامين عقب الزواج، حيث انضمت للعديد من المجموعات النسوية وباتت تمضي أوقاتًا طويلة على تلك الشبكة.
قال: "اليوم كله بيعدي وهي متواجدة على الإنترنت حتى أيام الإجازة أيام كتير بفضل قاعد لوحدي طول اليوم، لحد ما بدأت المشاكل تزيد بسبب إهمالها في البيت والأساسيات اللي المفروض تتعمل".
تابع: "وصل بينا الحال للاتفاق على الطلاق بعد ما كل الحلول نفدت هي متمسكة بالمجموعات دي ورافضة تنظيم الوقت بينها وبين البيت، وفيه رفض مني لقضاء اليوم كله على الإنترنت بدون فائدة حقيقية".