«بـ100 راجل».. «سمر» تعمل على عربة فول لمساعدة والدها بعد مرضه (فيديو)
«هن المؤنسات الغاليات»..هكذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، «البنات» وحبهن لأبائهن وأسرهن، وهو ما تجسد في نموذج مكافح لفتاة الإسكندرية، التي أرادت أن تكون عونًا لأبيها وسندًا له بعد مرضه، لتقف مكانه في محل عمله على عربة الفول وتكون هي صمام الأمان للأسرة وأشقائها الصغار.
«الدستور» التقت « سمر» في بث مباشر أثناء عملها على عربة الفول بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية، للتعرف منها على تفاصيل قصتها.
تقول سمر رمضان، 28عامًا، من الإسكندرية، إنها بدأت النزول بديلًا عن والدها على عربة الفول منذ 3 سنوات لاستمرار العمل ومصدر رزق الأسرة، وذلك بعد إصابة والدها بجلطة في المخ، والقلب، وأصبح يحتاج إلى عملية دعامة، لذلك قررت العمل على عربة الفول والسعي وراء الرزق.
وأضافت لـ«الدستور» أنها الابنة الكبيرة ولها 5 أشقاء صغار جميعهم في مراحل التعليم المختلفة، لذلك اتخذت هذا القرار بأن تكمل عمل والدها، وتقف في مكانه الذي عمل به منذ 30 عامًا، حيث بدأت في تعلم كيفية إعداد الأصناف بداية من الفول وطهيه بطريقة صحيحة بمساعدة شقيقها الأصغر، فضلًا عن تحضيرها بمفردها الفلافل، والجبن، والبيض والمخلل والبذنجان وجميع الأصناف الموجودة على عربة الفول قائلة: «مكنتش بعرف أعمل أي حاجة لكن لما تعب اعتمدت على نفسي ونزلت أشتغل».
وأوضحت أنها تخرج يوميًا من المنزل في الخامسة صباحًا، حيث تجر العربة الخشبية من محل سكنها بمنطقة اللبان وحتى مكان العمل في المنشية بمفردها، لافتة إلى أنها في البداية كانت محرجة من جر العربة وكانت تخرج قبل الموعد بساعة كاملة حتى لا يراها أحد، ولكنها بعد ذلك اعتادت وتيقنت أنها تقوم بعمل شريف لا تخجل منه.
وتابعت أنها تبدأ إعداد الأصناف من الخامسة صباحًا وحتى السادسة والنصف لتبدأ البيع للمارة وأصحاب المحلات والعمال وكل من يمر عليها، حتى السيدات اللاتي كانوا يترددن من الوقوف على عربة فول، أصبحن زبائن لها حيث يكون الأمر مريح أكثر لكونها فتاة هى التي تبيع لهم.
وأشارت إلى أنها تلقت دعم كبير سواء من أسرتها أو من المتواجدين في منطقة عملها، حيث في البداية كان التصرف غريب ولكنهم شجعوها دائمًا، ويصفونها بأنها بـ100رجل، بالإضافة إلى مساعدتها في بعض الأوقات في جر العربة أو إيصالها لأول الطريق.
واختتمت «سمر» حديثها، بأن ما تتمناه هو إجراء والدها عملية الدعامة بالقلب المقررة له، حيث أنهم ليس لديهم تأمين صحي، ولا تتوافر التكلفة المادية لإجراء العملية على نفقتهم الخاصة، لافتة إلى أنها قبل مرض والدها كان لديها طموح للعمل في شركة والآن أصبح ما تريد بجانب العمل مكان والدها هو أن يساعدها أحد في توفير مقدم سيارة وهي تقوم بتسديد أقساطها، حيث لديها رخصة قيادة وتريد العمل على سيارة خاصة.