كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الصليب المجيد اليوم؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بعيد الصليب المجيد، إذ ترأس عددًا من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم السبت، قداسات عيد الصليب المجيد كما شهدت الأديرة رسامة دفعات جديدة من الرهبان.
رسامة رهبان جدد في عيد الصليب
شهد دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، رسامة 5 رهبان جدد برئاسة الأنبا أغابيوس أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والأنبا مارك أسقف شمال فرنسا، إلى جانب مشاركة عدد من رهبان الدير والشعب القبطي.
كما ترأس الأنبا بيجول، أسقف ورئيس دير المحرق بأسيوط، صباح اليوم، قداس عيد الصليب المجيد بالكنيسة الكبرى بدير السيدة العذراء مريم والمعروف بالمحرق بأسيوط، يشاركه في قداس عيد الصليب، عددًا من رهبان الدير وطالبي الرهبنة بالدير.
إذ ترأس الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، قداس عيد الصليب بدير ماريوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية مُتخذًا كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المٌستجد.
التشديد على الإجراءات الاحترازية
وشددت الكنائس الأرثوذكسية المٌختلفة على ضرورة الحجز المسبق لحضور قداسات عيد الصليب، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية المُختلفة منها التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وفردًا في كل دكة.
تحتفل به مرتين في العام
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصليب المجيد مرتين في العام الأولى في 17 توت والذي يتزامن في27 سبتمبر وهو اكتشافه عام 326 م على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، فيما يأتي الاحتفال الثانى فى اليوم العاشر من برمهات والذي يتزامن في19 مارس من كل عام ، والذي بدأ على يد الإمبراطور هرقل في 628 وعودة الصليب إلى أورشليم مرة أخرى.
ويُعد عيد الصليب أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الأثيوبية، بالإضافة إلى أهمية هذا العيد في العقيدة المسيحية نظرًا لأهمية الصليب في العقيدة المسيحية.
ولا يصوم الأقباط أثناء الأحتفال بعيد الصليب المقدس، انقطاعيًا نظرًا لأنه عيدًا سيديًا كبيرًا في العقيدة المسيحية.
قصة اكتشاف الصليب
ووفقًا العقيدة المسيحية، لقد ظل الصليب الذي صلب عليه المسيح مطمورا بفعل اليهود، تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الروماني أقام على هذا التل هيكلًا للزهرة الحامية لمدينة روما.
في عام 326 م جرى الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها نحو 3 آلاف جندي، وفي أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن، فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود.
وأقيمت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودع فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب، وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال كبير عام 328م.
وبقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة، وفي سنة 629 انتصر الإمبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم.
عودته إلى كنيسة القيامة
ويذكر التقليد أن الإمبراطور حمل على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجثة، وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع، إلا أنه عندما بلغ باب الكنيسة والصليب على كتفه أحس قوة تصده عن الدخول فوقف البطريرك زكريا وقال للملك: “حذار أيها الإمبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة، تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب”، ففي الحال خلع الإمبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة، حيث رفع عود الصليب المكرم فسجد المؤمنون إلى الأرض وهو يرنمون: “ لصليبك يا رب نسجد، ولقيامتك المقدسة نمجد”.
في كنيسة القيامة اليوم يكرم الموضع الذي وجدت فيه القديسة هيلانة الصليب وهذا الموضع كان في عهد السيد المسيح حفرة كبيرة في الأرض ردمها مهندسو الملك قسطنطين وأدخلوها في تصميم الكنيسة الكبرى بمثابة معبد، هو في الواقع مغارة كبيرة تحت سطح الأرض.