الأزهر للفتوى: مداواة المرضى ومرافقة المصابين أعمال تعادل الجهاد فى سبيل الله
أشاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالدور الرائد لأطباء وممرضي مصر في مواجهة الصعاب والأزمات الكُبرى، وذلك بمناسبة يوم الطبيب المصري.
وتابع "المركز" عبر صفحته قائلا : ويشكر المركز للأطباء مواقفهم المضيئة التي سجَّلها قلمُ النُّبْلِ والأمانةِ في صَحائفِ تاريخِ أُمَّتنا بأحرفٍ من نور، ويُبيِّن أن مُداواة المرضى، ومُرافقة المُصابين، وتضميد جِراح بني الإنسان أعمال صالحة تعدل الجهاد في سبيل الله سبحانه؛ ويدل على ذلك أمرُ سيدنا رسول الله ﷺ لزوج ابنته سيدنا عثمان بن عفان أن يبقى عند زوجته المريضة رضي الله عنهما؛ ليمرضها، وليقوم على عنايتها، ورخَّص له في التَّخلُّف عن غزوة بدر الكبرى أول معركة في الإسلام قائلًا: «إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ». [أخرجه البخاري].
جدير بالذكر،أن علماء دار الإفتاء المصرية، أكدوا أن الإسلام ينطلق في مسألة العلاج والتداوي من الأمراض من منطلق الحفاظ على النفس والبدن والعقل، وهي من الضروريات الخمس الأساسية التي جاءت الشريعة بالحفاظ عليها، وحمايتها وتنميتها، كما أرشد الله -تعالى- رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – في كتابه، فقال: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة: 195، فهذه الآية تنص على النهي عن قتل النفس، وإيذائها وإلقائها إلى التهلكة، بأي طريقة من طرائق التهلكة، وكذا قوله -تعالى-: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} النساء: 29، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، كقوله – صلى الله عليه وسلم -: «لا ضررَ ولا ضِرار». رواه أبوداود.
كما أمرت السنة النبوية الشريفة بالتداوي: كما في حديث أسامة بن شريك– رضي الله عنه – قال: أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمت، ثم قعدت، فجاء الأعرابُ من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: تَدَاووا فإن الله -تعالى- لم يَضع داءً، إلاّ وضع له دواء، غير داءٍ واحدٍ: الهَرَم». رواه أبو داود والترمذي والنسائي.