ريم بسيوني تناقش "القطائع .. ثلاثية القطائع" بنادي اتحاد المهن الطبية بسوهاج
تعقد في اللجنة الثقافية بنادي اتحاد المهن الطيبة بسوهاج، بالتعاون مع نادي كتاب لنقرأ، في الرابعة من بعد عصر اليوم الجمعة، لقاء مفتوح مع الكاتبة الروائية، دكتورة ريم بسيوني، لمناقشة روايتها “القطائع .. ثلاثية ابن طولون”، والصادرة عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.
عبر ثلاث أقسام تدور أحداث الرواية الذي استلهمت من شخصيات تاريخية حقيقية، شخصيتي: أحمد ابن طولون، والمعماري المصري المسيحي "سعيد بن كاتب الفرغاني"، الذي صمم وشيد مسجد ابن طولون، بل وكاد يدفع حياته أكثر من مرة ثمنا للدفاع عن المسجد والوقوف ضد هدمه، عندما وقف أمام رغبة ابن المدبر وتابعه قاسم الخراساني في هدم المسجد "لكي ينسوا لا بد من محو الأثر". شخصية سعيد الفرغاني المسيحي الذي دافع عن المسجد يعكس عبقرية الحضارة المصرية التي منحت صبغتها لكل من مر بها وعاش في أكنافها، فما الذي يدفع مسيحي للوقوف أمام حاكم مسلم أراد أن يهدم مسجد يصلي فيه مسلمين؟. إلا الجينات المصرية المؤمنة بالفن والخير والجمال، تلك التي غذت في روح "الفراغاني" الإيمان بحتمية الدفاع عن المسجد/ الأثر، أثر ابن طولون وحكايته وحب المصريين له، في تسامي علي النزعة الدينية، والتي بالضرورة ستستهجن دفاع مسيحي عن مسجد حتي لو كان الثمن حياته.
وبين حكاية أحمد ابن طولون والتي كانت قاسما مشتركا في حكايتين أخريتين نسجتهما الروائية ريم بسيوني، تجيئ قصة الحب التي جمعت ما بين الفتاة "ميسون" والوراق "أنس"، والتي شغلت القسم الأول من الرواية، وحكاية غرام "عائشة" حفيدة ابن طولون من زوجته المصرية "أسماء" والعربي "عبد الرحمن"، لتكشف المزيد عن حكايات المحو والبناء. فبينما ميسون الفتاة شديدة الجمال والفتنة والتي شغلت الدنيا والناس في مصر المحروسة، تتراوح مشاعرها وتفضيلاتها بين أحمد ابن المدبر وبين أنس العاشق الولهان. ورغم أنها تعشق أنس، إلا أن أنانيتها وحبها الشديد لذاتها وغرورها الإنثوي الذي جعلها في أوقات كثيرة تميل لابن المدبر بل حاولت الفرار للزواج منه، لا لشيئ سوي أنه دبج فيها قصائد الغزل والوله. عشق ابن المدبر لميسون حتي أنه خيرها بين الزواج منه ورفع جميع الضرائب عن أهل مصر، جعل تيه ميسون بنفسها وجمالها يميل أكثر إلي ابن المدبر، بل ووصلت بها الجفوة مع زوجها "أنس"، إلي أن تحاول قتله أو قتل نفسها والإبلاغ عن مكان اختبائه من ابن المدبر ورجاله. وقد يلتمس القارئ الأعذار لميسون، فقد جرح أنس كبريائها الأنثوية حتي وصلت إليها قناعة إنه لا يريدها لجمالها وعشقه لها، بل يريدها للإنتقام من ابن المدبر عندما حرمه منها وتزوجها سرا بعدما اختطفها.