تونس تدعو لاحتواء تدفق المعلومات المغلوطة المستخدمة لتحقيق أهداف سياسية
دعا وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي إلى ضرورة حشد الجهود لاحتواء مد وتدفق المعلومات المغلوطة التي تستعمل للإرباك والتضليل لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية وتوجيه الرأي العام والتأثير عليه بما يشكله ذلك من تهديد جدي للديمقراطية وحقوق الإنسان واستهداف حتى للسلم والأمن.
وقال وزير الخارجية - في كلمته، اليوم الخميس، خلال أعمال الدورة الـ40 للندوة الوزارية للفرنكوفونية المنعقدة بباريس، والتي تناولت "مكافحة المعلومات المغلوطة والمضللة في وسائل الإعلام وفي الفضاء الافتراضي" - إن هذه الظاهرة ليست بالحديثة وإنما تفاقمت بشكل غير مسبوق مستغلة الثورة التكنولوجية الرقمية والمعلوماتية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي بقدر القيمة المضافة التي قدمتها للإنسانية إلا أنها أصبحت أيضًا مصدرًا لتدفق المعلومات المضللة.
وأكد الجرندي، على ضرورة مكافحة هذه المعلومات من خلال تضافر الجهود مع احترام حرية التعبير وضرورة ضمان مشهد إعلامي تعددي مستقل تكون فيه المعلومات حقيقية وموثوقة، مثمنًا ما توليه المنظمة الدولية للفرنكوفونية من أهمية لمقاومة هذه الظاهرة عبر عديد المبادرات والبرامج الهامة المعتمدة.
وطالب بضرورة اعتماد مقاربة تشاركية يشترك فيها الحكومات والصحفيون ووسائل الإعلام بصفتهم المدافعين الأوائل عن المعلومة الحقيقية والمهنية، في المعركة ضد المعلومات الخاطئة والمضللة، مشيرًا إلى مسؤولية شركات التكنولوجيا، موضحًا دور المجتمع المدني وأهمية إشراك الشباب في مكافحة هذه الظاهرة.
واستعرض الجهود الوطنية في مقاومة المعلومات المضللة من خلال العديد من المبادرات والبرامج التي اعتمدتها مختلف الجهات المتدخلة بتونس للتحقق من صحة المعلومات ومواجهة تداول البيانات الخاطئة التي يتم نقلها على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن مختلف المنصات التي تم إحداثها أثبتت نجاعتها وساهمت في احتواء تدفق المعلومات المضللة.
وأشار الجرندي - في ختام كلمته - إلى أن القمة الثامنة عشرة للفرنكوفونية المقرر عقدها في جربة في نوفمبر 2022 حول موضوع "التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني"، ستكون مناسبة هامة لتعميق التشاور وتعزيز التعاون لمكافحة المعلومات المضللة.