بعد تكليفات الرئيس السيسي.. افتتاح «ممشى أهل مصر» بألعاب نارية ومهرجان فني
تتجه أنظار ملايين المصريين إلى كورنيش نيل القاهرة، لمشاهدة فعاليات افتتاح مشروع "ممشى أهل مصر" على مدار ثلاثة أيام، والذي يعد متنفسا ومتنزها رائعا لسكان العاصمة والقاهرة الكبرى والمترددين من المحافظات، حيث يتضمن العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية وتراك دراجات، بطول 1,8 كيلو متر من كوبرى إمبابة حتى كوبري 15 مايو، خاصة أن المشروع يعد من أضخم المشروعات السياحية المميزة على كورنيش النيل بالقاهرة، تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يأتي ذلك فيما يتم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع “ممشى أهل مصر” وتنظيم الاحتفالية، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام بداية من اليوم، والتى تتضمن عروض فنية مع مشاركة نخبة من نجوم الفن والغناء، مع استعراض يقام لأول مرة من الألعاب النارية على أول مسرح عائم مجهز بأعلى تقنية وسط مياه نهر النيل، حيث يعد الممشى وجهة سياحية مميزة ويتضمن ممرين سفلي وعلوي بعرض 4.5 متر للأول، و6.5 متر بمساحة إجمالية 7066 متر مربع، وقد بدأ العمل فيه منذ عام 2019، ويمثل فرصة عظيمة للاستمتاع بنيل القاهرة والتمتع بالمساحات الخضراء، والألعاب النارية والعروض المتميزة وتراك الدراجات.
إضافة إلى تنظيم ماراثون للجري وتناول الأطعمة والمشروبات، والعديد من الأنشطة التجارية والمحلات والكافيهات ومسرح يتسع لحوالي 1240 متفرجا على مساحة إجمالية 434 متر مربع، إضافة إلى ثلاثة مواقف تسع 180 سيارة.
افتتاح وتشغيل المرحلتين الثانية والثالثة 30 يونيو المقبل
من جهته قال المهندس طارق الرفاعي المشرف على مشروع ممشى أهل مصر، إن هناك توجيهات من الرئيس السيسي بتطوير واجهات نهر النيل على كامل مسطاح الجمهورية وليس في محافظة القاهرة الكبرى فقط.
وأوضح طارق الرفاعي في تصريحات للدستور، أنه تم إسناد 53 كيلو متر من مسطاح نهر النيل في منطقة القاهرة الكبرى من جنوب حلوان حتى شبرا الخيمة شمالا، في الاتجاهين (الموازي للقاهرة والموازي للجيزة) لصالح وزارة الإسكان ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وأوضح: أن مشروع “ممشى أهل مصر” في نطاق القاهرة الكبرى هو مشروع ضخم، ولذلك قمنا بتقسيمه لعدة مراحل، تقع المرحلة الاولى منه بطول 1.8 كيلو متر بدءا من كوبري 15 مايو حتى كوبري امبابة، بدأ تنفيذ عملية تطويره في عام 2019 وتم نهوه بالكامل في 2021 حيث استغرق 18 شهرا مدة تنفيذ، بتكلفة تقديرية 585 مليون جنيه، نفذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من خلال 3 شركات مقاولات كبرى.
وقال الرفاعي إنه يجب توجيه الشكر لـ 3 جهات قدمت تعاونا ودعما كبيرا لإنجاز المشروع، على رأسها وزارة الداخلية التي تمكنت من إزالة كافة الإشغالات غير القانونية على مسطح النهر، وقضت على ظاهرة الباعة الجائلين هناك، إضافة لذلك تأمين دخول وخروج المعدات دون إعاقة حركة المرور على الكورنيش، ومعها تأمين المعدات أثناء العمل.
وأضاف “الرفاعي” أنه: يجب توجيه الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث عملت في وضع غاية من الصعوبة، لأنه كانت هناك مرافق متعارضة مع عمليات التطوير، إضافة لذلك كان هناك بعض المناطق المسطاح فيها لا يتعدى عرضه 1.5 متر، وهي مساحة قليلة جدا لاستيعاب المعدات الثقيلة، وعلينا أن نعرف أن الممشى مستويين وليس المستوي الموازي لطريق الكورنيش فقط، حيث تمكنا من خلق مستوى سفلي بعرض 6.5 متر عن طريق دق 1813 خازوق داخل نهر النيل وعمل بلاطات خرسانية للممشى، وهو ما سمح لنا بتنفيذ 62 محل و5 كافتيريات و 5 مطاعم، ولم ننسى أن رواد الممشى سيحتاجون "ركنات" لذلك نفذنا 3 جراجات سعة 180 سيارة، أيضا لم ننسى إخواننا من ذوي الهمم ونفذنا "رامبات" لهم وهناك أماكن مخصصة لهم ولسياراتهم، كما قمنا بربط المستويين العلوي والسفلي من خلال سلالم كل 300 متر.
وتابع الرفاعي أن الجهة الثالثة التي يجب توجيه الشكر لها شركات المرافق، بدءا من شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى التي حملت على عاتقها عملية تحويل المسار الخاص بها، وشركة تاون جاز وشركة كهرباء جنوب القاهرة، جميعهم قدموا دعما ومساعدة كبيرة في نقل المرافق الخاصة بهم والمتعارضة مع مسار الممشى طبقا للتصميم المعتمد من الاستشاري في الوقت المحدد، كما ساعدوا في توصيل المرافق للمشى في الوقت المحدد أيضا.
وأوضح "الرفاعي": أن هناك رؤية حاكمة للدولة المصرية وليس وزارة الإسكان وحدها، وهي رؤية التنمية المستدامة لمصر 2030، وكلنا نلاحظ أن الرئيس السيسي عندما يوجه بتنفيذ أي مشروع يكون التوجيه وفقا لسياق الرؤية، وهو ما يعني أن الدولة المصرية من رأس النظام حتى أصغر موظف يعملون وفقا لرؤية مصر للتنمية المستدامة، وحتى نكون أوضح كان هناك توجيه بزيادة المسطحات الخضراء رغم الارتفاع الجنوني في أسعار الأراضي في نطاق محافظات القاهرة الكبرى، وهو ما يعني عدم توافر أماكن لأهالينا كمتنزه أو متنفس لهم، ولذلك كان هناك هدف واضح لزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء، وهو ما قمنا بتخليقه داخل الممشى، قمنا بزرع حوالي 235 شجرة و260 نخلة بخلاف اللاند سكيب.
وتابع: "أيضا كان من ضمن الأهداف خلق مناطق جذب سياحي خصوصا في المناطق القائمة، لذلك نفذنا "تراك" للدراجات وأماكن لسياحة التجديف بالمراكب الشراعية وأماكن مخصصة لإقامة مهرجانات واحتفالات قومية عبارة عن 3 مدرجات تسع 1240 فردا، ومسرح مكشوف للاحتفالات يسع 747 فردا، وجميعها أعمال تمت وانتهت بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وكشف “الرفاعي” أن “هناك اهتمام كبير بعملية إدارة الممشى لضمان استدامته وعدم تدهوره، مثلما كان الحال قبل 2014، فكثيرا ما تمت عمليات تطوير هناك وانتهت بالتدمير بسبب عدم إدارتها، وللاستفادة من أخطاء الماضي، هناك تخطيط ثم تنفيذ ثم إدارة، ولذلك عندما أنهينا تنفيذ عملية التطوير، أسندنا عملية الادارة لشركة متخصصة تابعة لشركة سيتي ايدج التي اسند اليها ادارة الممشى من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، واستلمت سيتي ايدج الممشى بالكامل بعد انتهاء تنفيذه بنسبة 100%”.
وأشار إلى أنه كان هناك احتفالية نهاية العام الماضي بتدشين الشركة المسؤولة عن إدارة الممشى، حضرها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، وبعدها مباشرة بدأت الشركة عملية التسويق للمحلات والمطاعم والكافتيريات، وبالفعل تم تسويق نحو 80% من هذه الخدمات، وبعد الاحتفالية اليوم، سيبدأ تشغيل الممشى بالكامل أمام الجمهور، غير أن الجزء العلوي الموازي للرصيف مفتوح ويستغله المواطنين بشكل طبيعي.
كما كشف المشرف على مشروع ممشى أهل مصر، أن هناك تكليفات من الرئيس السيسي بعدم عزل الجزء العلوي عن الجزء السفلي للمشى، بحيث يكون متاحا لكافة المواطنين، موضحا أن هناك إغلاق للجزء السفلي حاليا بسبب أعمال التشطيبات التي تجرى للمحلات والمطاعم، وبمجرد انتهاء أعمال التشطيبات سيتم فتحه أمام الجمهور العام.
وأكد “الرفاعي” أنه ليست هناك رسوم لدخول الممشي وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية سواء كان الجزء العلوي أو الجزء السفلي، وللجميع الاستمتاع به دون أي رسوم، ولكن هناك رسوم للخدمات مثل رسوم الجراج أو رسوم الحفلات الخاصة أو الاستفادة من الخدمات التي تقدمها المطاعم والكافيهات.
وأوضح أن عملية التصميمات تتم من خلال استشاري ومن ثم يتم عرضها على وزير الإسكان ورئيس الوزراء لاعتمادها، حتى عندما يتم تعديل أي شئ ولو بسيط في هذه التصميمات يتم عرضها مجددا للموافقة عليها، لأنه من الممكن أو الطبيعي أن تعترض الري على أي شيء غير متوافق فتجرى عملية التعديل.
وكشف “الرفاعي” أنه في يناير 2021 خلال زيارة صباحية مفاجئة لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبعد رؤيته لانتهاء أكثر من 70% من تنفيذ المرحلة الأولى المقرر افتتاحها اليوم، كلف بالبدء في المرحلة الثانية مباشرة وهي شمالا وجنوبا للمرحلة الأولى، تبدأ من كوبري إمبابة حتى كوبري الساحل، ومن كوبري 15 مايو حتى كوبري قصر النيل بطول حوالي 3.2 كيلو متر بتكلفة تقدر بحوالي 800 مليون، وبلغت نسبة تنفيذ هذه المرحلة حاليا 85% ومن المقرر نهوها 30 يونيو المقبل.
وتابع: أنه لمجرد البدء في تنفيذ المرحلة الثانية، كان هناك توجيه بالبدء في تنفيذ المرحلة الثالثة التي تبدأ من كوبري الساحل حتى كوبري تحيا مصر ومن كوبري قصر النيل حتى كوبري الميريديان، وهذه المرحلة تحديد قمنا بتجزئتها لقسمين، بالنسبة للجزء من كوبري الساحل حتى كوبري تحيا مصر انتهى تنفيذ نحو 75% من أعمال التطوير هناك ومن المخطط نهو 30 يونيو المقبل، إنما القطاع من كوبري قصر النيل حتى كوبري الميريديان نتيجة لوجود بعض التعارضات مع الأجهزة التي تمتلك مباني هناك تنسيقات مع دولة رئيس الوزراء لإنهاء هذه التعارضات، وأضاف أنهم تلقوا تكليفات من رئيس الوزراء، بتطوير جزيرة الزمالك بطول 8 كيلومتر، بأسبقية أولى 4 كيلو.
وأنهى “الرفاعي” تصريحاته لـ"الدستور"، بأن باقي واجهات نهر النيل على مستوى الجمهورية هي مسؤولية محافظ كل إقليم، وجميعهم يعملون في تنفيذها حاليا من خلال استشاريينهم وتمويلهم، وذلك وفقا لتوجيه رئيس الجمهورية بتطوير واجهات نهر النيل وعودته لرونقه مرة أخرى.
من جانبه قال الخبير السياحي الهامي الزيات، إن "ممشى أهل مصر" سيكون حد مناطق الجذب السياحي خاصة السياحةً الثقافية التي يتضمن برنامج رحلاتها القاهرةً الأقصر وأسوان، حيث يعتبر “ممشى أهل مصر” واجهة سياحية يستمتع بها السائح الثقافي، كما يجعل مدينة القاهرة من المدن التي تستقبل السائح بشكل مختلف من خلال التعايش مع طبيعة سكان القاهرة
وأكد الزيات في تصريحات لـ"الدستور"، ضرورة تحوله إلى ممشى عالمي من خلال تطبيق عدة شروط خاصة بالمطاعم السياحية، وهي وضع منيو أصناف الطعام وأسعارها على لوحات بمداخل المطاعم بعدة لغات، بهدف التعرف على الأصناف الموجودة بالمطعم.
وأشار الزيات، إلى أن هذا النظام يطبق في جميع الدول خاصة الدول التي بها ممشي سياحي الموجود بها مطاعم سياحية بشكل يليق بواجهة المطعم، وهذا يجعل هناك مصداقية كبيرة للمطاعم للجمهور، وبذلك نطرق الاختيار للسائح أو المواطن كذلك خلق منافسة حقيقية وتقديم عروض افضل للمطاعم من حيث نوعية الطعام والأسعار، مؤكدا أن المطاعم من حقها تطبيق خصومات لشركات السياحة والمجموعات والأعداد، وفقا لنظام يتبع بين غرفة الشركات وغرفة المطاعم السياحية.
من جهته، أكد هشام وهبة، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية، أن مشروع "ممشى أهل مصر"، يأتي تأكيدا لحرص القيادة السياسية ورغبتها الكامنة والمعلنة في التغيير والتجديد لاستعادة العاصمة المصرية "القاهرة" لرونقها، بما يتماشى مع التطور الذى نتشهده أعمال التصميم والبناء، وإصرار الدولة على أن يتم تنفيذه بأيادي مصرية خالصة.
كما أوضح أنه يحقق جودة الحياة للمصريين، وسيكون مسار سياحي عام لكل المواطنين للاستمتاع بمظاهر النيل، إلى جانب كونه سيحافظ على الواجهة النيلية من التعديات التي كانت تطاله في الفترات السابقة.
وقال وهبة، إن من المزايا التي سيشهدها "ممشى أهل مصر" هو إضافة العديد من المنشآت والمطاعم السياحية على امتداد المشروع، والتى ستكون على مستوى عال من التصميم والخدمة، مما يضيف بعداً جديداً لصناعة المطاعم والكافيهات المطلة على نهر النيل.
فى السياق ذاته، قال محمد غريب، رئيس اتحاد المرشدين السياحيين، إن ممشى أهل مصر شيء مبهر ومبتكر وخطوات متميزة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، التي رفعت شأن مصر بين شعوب العالم، وجعلت هناك شكل حضاري وجمالي لمصر، وترويح سياحي وارتقاء بخدمة المواطنين.
وتابع رئيس اتحاد المرشدين السياحيين، خلال تصريحه لـ"الدستور" أن الممشى معلم سياحي من معالم القاهرة السياحية وموجود في مصر فقط، ولم يحدث مثله في العالم، ولم يكن خدمة للمواطنين فقط بل خدمات ومكاسب للدولة، ويزيد من الاقتصاد المصري، ويوفر فرص عمل للشباب.
وضع الممشى على خريطة القاهرة السياحية تحت عنوان "سيتي تورز" مثل بريطانيا وباريس
كما أوضح غريب، أن «ممشى أهل مصر» ساهم في القضاء على العشوائيات والتعديات على حرم النيل، ويعتبر تنزه وسياحة للمواطنين والسياح، ويطور الشكل الجمالي للقاهرة في الصالح العام للمواطن والسياحة، قائلا: "لم نقف عند نقطة محددة بل ننظر نظرة مستقبلية والسياحة في مصر تجذب أنظار العالم، والوضع التاريخي للقاهرة يجعلنا نربط تاريخها الماضي بالحاضر".
وأشار غريب، إلى أنه سيضع الممشى على خريطة القاهرة السياحية تحت عنوان "سيتي تورز" مثل بريطانيا وباريس، وتشمل على زيارة «ممشى أهل مصر»، ويرفق لهم مرشد يعرض إنجازات الممشى وتاريخه، وكل ما يخص مصر، ويكون من أبرز المعالم السياحية في مصر، وتضعه جميع شركات السياحة في البرنامج السياحي لها.