أستاذ بالأزهر: العناية بالجوهر من الدروس المستفادة في ذكرى «تحويل القبلة»
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن “من الدروس الناصعة في ذكرى تحويل القبلة، العناية بالجوهر أكثر من المظهر، ومن أصاب الجوهر غفر له تقصيره في المظهر، وهذا الدرس مستفاد من مجموع قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر ..)، وقوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فَثَمَّ وجهُ الله)”.
وأضاف "العشماوي"، في منشور عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” “البر ليس في التوجه إلى جهة من الجهات، بل في طاعة خالق الجهات، في جميع المأمورات والمنهيات، وما يزيدك اقتناعًا بهذا، أنه لما كان الإسلام مظهرًا، وكان الإيمان جوهرًا؛ كان الإيمان هو المُعَوَّل عليه في النجاة في الآخرة، وإن قصر صاحبه في الإسلام في الدنيا، ولهذا كان من مات مؤمنًا دخل الجنة وإن زنى وسرق ولم يسجد لله ركعة، وكان المنافق في الدرك الأسفل من النار، وهو الذي تظاهر بمظهر الإسلام، دون التحقق بجوهر الإيمان”.
وتابع “قد نشأت ناشئة من المسلمين جعلت كل عنايتها بالمظهر دون الجوهر، وأقامت الدين كله على أساس من المظاهر، فأفسدوا أكثر مما أصلحوا، وضروا فوق ما نفعوا، فلا تعجب إذن أن يصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن أحدنا يحقر صلاته إلى صلاتهم، وقراءته إلى قراءتهم، ومع هذا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،وما ذاك إلا لأنهم أمعنوا في تزيين الظاهر وتحسينه، مع تفريطهم في تزيين الباطن وتحسينه، حتى امتلأ باطنهم بالغرور والكبر والصلف والاستعلاء على خلق الله، وغير ذلك من موبقات الأخلاق، ومحبطات الأعمال، فيجب أن يكون الإنسان على خلق وعلاقة طيبة بالله”.