صحف لبنانية: انطلاق السباق الانتخابي في ذكرى انتفاضة «14 مارس»
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين، على تطورات الانتخابات النيابية المقررة في لبنان خلال النصف الأول من شهر مايو الجاري في الخارج والداخل، في حين تتفاقم الأزمات الاجتماعية الناتجة عن الارتفاع الكبير في أسعار السلع والوقود الذي أدى إلى نقص الكهرباء في ظل عاصفة قطبية شديدة تتعرض لها البلاد في الوقت الحالي، وذلك بالتزامن مع ذكرى انتفاضة "14 مارس" والتي اندلعت في 14 مارس عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وذلك بهدف إنهاء التواجد العسكري السوري على الأراضي اللبنانية.
وعنونت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم صفحتها الأولى بـ "انطلاق السباق الانتخابي تحت وطأة الانهيار"، حيث أشارت إلى أن هناك تغيرات ضخمة في الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي في لبنان على مدار الـ 17 عامًا الماضية منذ انتفاضة "14 مارس".
وأكدت الصحيفة أن التحالف السياسي 14 مارس (وقوامه تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وعدد من القوى السياسية) كان هدفه استعادة سيادة اللبنانيين على بلادهم، معتبرة أن مجمل التطورات والظروف والوقائع تشكل حقيقة مفادها أن الصراع من أجل استعادة السيادة وترسيخها لا يزال لبنان بحاجة إليه بعدما انتقلت الوصاية السورية المباشرة إلى وصاية إيرانية مقنعة - على حد وصف الصحيفة - بأيدي ووسائل وقوى لبنانية تطبق هيمنتها المطلقة على الدولة والقرارات الاستراتيجية وتوجه لبنان في مسالك باتت تهدد هويته الوطنية والعربية والعالمية - على حد ما ورد بالصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن المفارقة لا تقف عند مصادفة إحياء ذكرى انتفاضة 14 مارس مع انطلاق العد العكسي للانتخابات النيابية بل تصادفت أيضا مع ما وصفته الصحيفة بالتشابك الكبير بين فقدان سيادة الدولة وفقدان الدولة نفسها في ظل الانهيار الذي يحول حياة اللبنانيين وظروف وأحوال عيشهم إلى أسوأ ما عرفته شعوب ودول منهارة وفاشلة في العالم - على حد ما ورد بالصحيفة في عددها الصادر اليوم، مشيرة إلى أن العتمة الشاملة تتمدد ومعها أزمة محروقات غير مسبوقة في أغلب المناطق وخصوصا المناطق الجبلية والنائية المفتقرة إلى أدنى وسائل مواجهة العاصفة المستمرة حتى ما بعد منتصف الأسبوع الجاري.
وختمت الصحيفة موضوعها الرئيسي بالقول بأن الفترة الحالية هي الفصل الأكثر مأساوية، الذي تعيشه كل فئات الشعب اللبناني في هذه المرحلة.
وتحت عنوان "القنبلة الاجتماعية تلوح في الأفق"، نشرت صحيفة الجمهورية اللبنانية في عددها الصادر اليوم عنوانها الرئيسي الذي حذرت فيه من تفاقم المخاطر على الأمن الاجتماعي نظرا لارتفاع الأسعار وانتشار السوق السوداء للسلع والمحروقات والدواء، مع استمرار حرمان المواطنين من ودائعهم في البنوك.
واعتبرت الصحيفة أن مجريات الأيام الأخيرة هي أخطر ما شهده لبنان منذ اشتعال الأزمة فيه؛ موضحة أن آفاق الحلول مقفلة بالكامل، والانهيار يتسارع في شتى المجالات.
ونقلت صحيفة الجمهورية عن مصادر سياسية مسؤولة قولها إن الأوضاع الاجتماعية الراهنة قد تؤثر على الانتخابات النيابية، مشيرة إلى القرار السياسي حاسم حول إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، إلا أن الوضع القائم في لبنان اجتماعيا ومعيشيا يبعث على القلق من بروز عوامل غير محسوبة خلال الشهرين الفاصلين عن موعد الانتخابات.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية في عددها الصادر اليوم تصريحات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أكد فيها أن الوضع في لبنان معقد للغاية أصلا، ثم جاءت أزمة أوكرانيا الأخيرة لتزيده تعقيدا وصعوبة فيما يتعلق بزيادة الأسعار في الكثير من المواد الاستهلاكية وفي طليعتها المحروقات والخبز ومواد معيشية أساسية أخرى.
واعتبر جعجع أن المحادثات التي تجرى في الوقت الحاضر مع صندوق النقد الدولي لن تحقق نتائجها إلا بعد الانتخابات النيابية المقبلة، معتبرا أن الحل الجذري والفعلي لا يمكن أن يكون سوى بتغيير فعلي في تركيبة المجلس النيابي الحالي.