أستاذ بالأزهر: من دعا لِوَالِدَيه في اليوم 5 مرات فقد أدَّى حقّهما في الدعاء
قال الدكتور أحمد البصيلي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أكَّدَ العلماء أن دعاء الولد المؤمن الصالح لأبيه بعد موته اسْتمرار لِعَمله بِشَرْط أنْ يُرَبِّيَهُ تربيَةً ترضي الله تعالى، إذا أسْهَمَ الأب في إيمانه وتربيَتِهِ، وإذا راقبهُ، وضبطهُ، ودرس سلوكهُ، وقدم له النصيحة، إذا أعانه على أمر دينه، إذا زوَّجَه خوفًا أن يقع في الفاحشة، إذا فعل كلّ هذا إلى أن استقام عوده وأصبح هذا الابن صالحًا مؤمنًا، الآن هذا الابن إذا دعا لأبيه بعد موته فَدُعاؤُه اسْتِمرار له.
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقول: كيف أدى حق والدي في الدعاء؟ أن بعض التابعين قال: من دعا لِوَالِدَيه في اليوم خمْس مرات فقد أدَّى حقّهما في الدعاء، أيْ لا بدّ أن تدْعُوَ لِوَالديك في الصلوات الخمس، فقبل أن تُسلِّم من الصلاة قُلْ: ربّ اغفر لي ولوالِديّ، ربّ ارْحمهما كما ربَّياني صغيرًا ، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، إنّ الرجل لَتُرْفعُ درجتهُ في الجنّة، فيقول: يا ربّ أنى لي هذا ؟ فيُقال: باستغفار ولدك لك.
وأشار البصيلي إلى أن من أراد البركة في كل شيء.. في علمه وعمله وماله وعمره وزوجته وولده.. فليقرأ هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أنس بن مالكٍ: "مَن سرَّه أن يُمَدَّ له من عُمره، ويُزاد له في رزقه فليبرّ والديه".
وأكد البصيلي أن برّ الوالدين تكليف حاسم لا يقبل التهاون أو التنازل، وربّما شعرَ الإنسان البعيد عن الله عز وجل أنّ أباهُ عبءٌ عليه، أو أنَّ أُمّه عبءٌ عليه، ومصْلحتُهُ مع زوْجتهِ ، مصْلحتُه مع رفاقه ومع أصدقائه، فهذا الأب الذي تقدَّمَتْ به السنّ، وهو في أمسّ الحاجة إليك ربّما أصبحَ عبئًا عليك ، لذلك جاء الأمر الإلهي، قال تعالى: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً.