رضا أنيس يسري الجندى: «كان محبا للناس والخير.. فقدت والدا عزيزا»
16 شهرًا قضاها حسن حلمي عبد الغني وشهرته "رضا" مع الكاتب المسرحي الكبير يسري الجندي، ينظم له وقته ويسانده في دخوله وخروجه وصحوه ونومه، ويقدم له قهوته ويذهب معه إلى المشاوير البعيدة مثل الدكتور واللقاءات التلفزيونية وغيرها، وكان رضا سائقا ماهرا يعرف كيف يتعامل في شوارع القاهرة وهو ما كان يريح يسري الجندي ويعتبره مثل ابن له.
«الدستور» تواصلت مع رضا، قائلا: "عملت مع المفكر والكاتب الكبير يسري الجندي لعام واربعة أشهر، والحقيقة كانت أعرف قيمته كمفكر كبير، ولأنني أسكن معه في الفيلا الخاصة به لألبي احتياجاته فكنت أراه يسهر يوميا ليفكر ويكتب وينقح ويعود ليكتب مع تناوله لقهوته، وأقوم لأسنده حتى سرير نومه».
وواصل: «لم يكن له وقت محدد إذ كان يستيقظ في الحادية عشرة أو الثانية عشرة ظهرا، ويجلس في الصالة ويقابل من يقابلهم وكان مثل الجميع محبا للحياة وجميلا ونقيا جدا من الداخل».
وروى «رضا» أن الجندي كان إنسانا بسيطا غر متكلف، يحب الناس وعشرتهم، ولم ينفصل عنهم، ولم يرد صحفيا حاول أن يجري معه حوارا إلا أن كان لا يقدر بالفعل بسبب ظروفه وسنه الكبير.
واستكمل: «كان يعتبرني مثل ابن له، وكنت أحب هذا الإحساس، وأنا أيضا كان يمثل لي أب وضعته الظروف أمامي، أبا أنا اخترته وأحببت هذا الاختيار، والحقيقة برغم أنني عشت كثيرا، ورأيت الكثيرين خلال سنين عمري، لكنني لم أر شخصا يحب زوجته مثلما كان يسري الجندي يحب زوجته، كان يراها كل العالم، يطمئن عليها ويتحدث عنها كثيرًا أنها أغلى ما لديه».
ويواصل: «كنت في البداية أعمل معه بمقابل مادي، ولكني بعد ذلك وحين أحببته لم يكن يهمني النقود التي أتقاضاها، ولكن أن تكون في معية شخص مثل يسري الجندي وهو كنز كبير من كنوز الوطن فهو الفوز الحقيقي، وكان يوجهني وينصحني وكنت أستفد من خبراته وحياته الطويلة.
واختتم رضا: «لم يخطئ يوما في حقي، ولم يعاملني بتعالِ، وإنما كان محبا للجميع، والحقيقة أن فقدانه أحزنني جدًا، ولكن هكذا يموت الطيبون في هذا العالم».