مئوية الخارجية.. من هى أول «امرأة دبلوماسية» فى تاريخ مصر؟
بدأت وزارة الخارجية حملة إعلامية تعريفية، اليوم الثلاثاء، بمناسبة احتفالها بمئويتها، التي تحل يوم 15 مارس الجاري، وذلك عبر منصاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.
وتسلط الحملة الضوء على دور وزارة الخارجية منذ نشأتها وحتى الآن، كما تطرح أسئلة ومعلومات للتعريف بتاريخ الوزارة.
اليوم العالمي للمرأة
وطرحت الوزارة سؤالًا حول «من هي أول دبلوماسية مصرية التحقت بوزارة الخارجية بدرجة ملحق دبلوماسي؟» وهو أولى الدرجات الوظيفية في السلك الدبلوماسي لديها.
وتزامن ذلك السؤال مع حلول اليوم العالمي للمرأة، ما يدل على أن السيدات المصريات كان لهن سبق واضح، ودور فعال في كافة مناحي الحياة، خاصةً العملية.
من هي أول دبلوماسية مصرية؟
وتعد هدى المراسي هي أول سيدة مصرية تلتحق بالعمل الدبلوماسي، وتدرجت فيه حتى تقلدت منصب سفيرة.
ولدت هدى المراسي في مدينة الإسكندرية عام 1939، ودرست اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، حتى أتقنتها، وحصلت على الليسانس عام 1960.
وبعد تخرجها بعامٍ واحدٍ، التحقت هدى المراسي بوزارة الخارجية، لتبدأ رحلتها هناك، لمدة عامين، وبعدها تم تكليفها بمنصب «ملحق دبلوماسي» في سفارة مصر لدى فرنسا، وهو ما أثار دهشة وإعجاب صحف باريس حينها.
انضمام هدى المراسي لوزارة الخارجية
وكشفت أول دبلوماسية مصرية قصة انضمامها إلى الخارجية، خلال حوارها مع الصحف الفرنسية، موضحةً أنه بعد تخرجها فى الجامعة تقدمت إلى امتحانات الوزارة، وحصلت على المركز الأول، ومن ثم عُينت في إدارة البروتوكول.
وأكدت هدى المراسي أنها كانت تتطلع إلى العمل في سفارات مصر حول العالم، لكنها ظلت في إدارة البروتوكول لمدة عامين، وبعدها رأت «الخارجية» تعيينها في منصب الملحق الدبلوماسي بسفارتنا لدى باريس، عام 1963، وذلك بعد عودة العلاقات مع فرنسا بعد قطيعة دامت نحو 5 أعوام، منذ العداون الثلاثي عام 1956.
أول دبلوماسية مصرية في باريس
وقالت المراسي، في حوار للصحف الفرنسية: "بالفعل قبلت القرار بحماس شديد، نظرًا لأنني سأفتتح مجالًا ظل مغلقًا في وجه المرأة العربية، كما أنها فرصة مميزة للتعرف على ثقافات البلاد المختلفة".
وظلت هدى المراسي في منصبها لمدة ثلاث سنوات، وخلالها أنهت دراستها بكلية العلوم السياسية بباريس، وفي الوقت ذاته، تمكنت من إقناع المسئولين بكفاءتها في ذلك المنصب.
وتحدثت الصحف الفرنسية عن تعيين أول سيدة مصرية في منصب دبلوماسي، وأنها تولت مهمة لتمثل بلادها في الخارج، إذ كان عمرها لا يزيد على عشرين عامًا وقت بدء مباشرتها للعمل.
واحتفت صحف فرنسا بالسفيرة هدى المراسي تحت عنوان «أول دبلوماسية مصرية في باريس»، كما كانوا يصفونها بـ«ذات القوام الممشوق، الجميلة السمراء، المبتسمة دائمًا، غير المتكلفة» وغيرها من الصفات التي دلت على تمثيلها القوي للمرأة المصرية والعربية، بحسب ما نشرته مجلة «آخر ساعة» في عددها الصادر يوم 26 يونيو 1963.
تعيين المراسي سفيرة لدى إيطاليا
وتعد هدى المراسي ليست أول مصرية تتولى منصبًا دبلوماسيًا فحسب، بل أنها كانت أول سيدة تتولى منصبًا في سفارة مصرية دون أن تكون زوجة لإحدى الشخصيات الدبلوماسية.
وبعد مباشرة عملها الدبلوماسي، تزوجت المراسي من السفير دكتور فايز بكتاش، الذي تولى إدارة المعهد الدبلوماسى، وأنجبا فتاتين.
وتدرجت السفيرة هدى المراسي في العديد من المناصب داخل سفارات مصر، إذ عملت بسفارتنا لدى السنغال، ومنها نٌقلت إلى إيطاليا، التي عملت بها مستشارًا ووزيرًا مفوضًا، ومن ثم عُينت سفيرة لدى روما، واستمرت حتى بداية التسعينيات.
وتوفت أول دبلوماسية مصرية في يوليو عام 1992، عن عمر ناهز الـ53 عامًا، بعد إجرائها جراحة دقيقة في العاصمة الفرنسية «باريس».