«على عتبة المقام» يرصد بداية عصر الدروايش وتنابلة السلطان
صدر حديثا عن دار الرواق للنشر والتوزيع كتاب "على عتبة المقام " للكاتبة الصحفية والباحثة سهير عبد الحميد، يأتي الكتاب في 280 صفحة من القطع المتوسط ، ويعد الكتاب الثالث في مسيرتها في الكتابة التاريخية بعد كتاب " قصور مصر"، وكتاب اسكندرية من تاني ".
و تطوف سهير عبد الحميد في التاريخ المنسي والمجهول والمهمش للتصوف النشأة والبدايات ، ويحاول الإجابة على العديد من الأسئلة التى مازالت عالقة والتي منها هل نحن شعب متصوف بطبعه؟ كيف جاء هذا التشابه بين الموالد الإسلامية والمسيحية؟ لماذا تتعلق المسيحية بشباك ضريح السيدة زينب وتشعل المسلمة الشموع للعذراء؟ ما العلاقة بين "إيزيس" و"أم النور و"أم العواجز"؟.
يكشف الكتاب ما علاقة صلاح الدين الأيوبي بتنابلة السلطان ، ويأتي الفصل الحادي عشر تحت عنوان وبدأ عصر الدروايس تنابلة السلطان" تلفت فيه الكاتبة إلى ان تغييب الوعي اصبح ضرورة لامحالة، والخرافة أفضل وسيلة لضمان الاستقرار، وذلك يأتي نتيجة حتمية لتجبر السلطة.
فقد كان المجتمع المصري في عصر المماليك بعيدا تماما عما يدور داخل أسوار القلعة، لاناقة له ولا جمل في الصراعات الدائرة بين الأمراء، ولا ينال منها سوى فرض المكوث المتلاحقة وغيرها من أشكال الظلم الاجتماعي ن فقد عاش العامة بين مطرقة المماليك وسندان المجاعات والأوبئة ، ولم يجدوا راحتهم إلا في الهروب ،من معاناتهم إلى عالم الخرافة الذي مثلته بقوة دولة الدراويش التي نشأت في أحضان الخانقاوات ومن بعدها التكايا ززلقد استخدمها الأيوبيون لنشر المذهب السني وهزية نظيره الشيعي ، ثم أرادها المماليك بعدهم العثمانيون وسيلة لتوطيد نفوذ السلطان.
وتذهب سهير عبد الحميد في رصد وتأكيد ما ذهب إليه المقريزي على وصف هؤلاء " لا ينسبون إلى علم ولا ديانة، وإلى الله المشتكي" فتحولت الخانقاوات والتي انتشرت بكثرة في عصر المماليك البحرية والبرجية إلى أوكار لتنابلة السلطان.
ويضيف المقريزي " إدعوا الزهد والتصوف بينما امتنعو عن أداء الصلاة ، مدعين أنهم يؤدونها في الأماكن المقدسة ، ومن هؤلاء عبد القادر الدشطوطي ، وإبراهيم المقبول ، وكان لهؤلاء نفوذ على الأتباع والمريدين.
رصدت سهير عبد الحميد ما وصلت إليه الحياة المصرية في تلك الفترة وازدهار وشيوع الدروشة بشكل مبالغ فيه حتى بين النساء ، حتى أصبحت العاهرة شيخة صوفية.