أحمد صبري أبو الفتوح يتناول الكتابة الروائية وتجربته فيها بقصر ثقافة المنصورة
يحل الكاتب الروائي الكبير، أحمد صبري أبو الفتوح، في ضيافة قصر ثقافة المنصورة، وذلك في حوار ثقافي مفتوح حول أعماله الإبداعية ومسيرته الأدبية، وذلك في السادسة من مساء اليوم الأحد. حيث يتحدث أحمد صبري أبو الفتوح عن الكتابة الروائية وتجربته فيها.
يحاوره الشاعر سمير الأمير، وتلقي الضوء علي أعمال "أبو الفتوح" الروائية الناقدة والشاعرة دكتورة رشا الفوال.
والكاتب الروائي " أحمد صبري أبو الفتوح" من مواليد 1953، محام تألق في عالم الرواية بعد أن بدأ في تقديم خماسيته "ملحمة السراسوة"، فاز عن الجزء الأول منها وعنوانه "الخروج" بجائزة ساويرس لأفضل عمل روائي (فئة كبار الكتاب) في العالم 2010، أصدر مجموعة قصصية في 2003 بعنوان "وفاة المعلم حنا"، بعد روايته الأولى "طائر الشوك" الصادرة في العام 2000. وله كذلك رواية "جمهورية الأرضيين"، ورواية "أجندة سيد الأهل"، ورواية "بِرِسْكال". رواية "تاريخ آخر للحزن"، وروايته الأحدث والصادرة مؤخرا عن دار ميريت للنشر والتوزيع، تحت عنوان "حكايات من جنازة بوتشي".
يراكم أحمد صبري أبو الفتوح منجزا سرديًا يخصه بلا ضجيج أو افتعال، بدءًا من روايتيه "طائر الشوك" و"جمهورية الأرضين"، وينطلق من بيئته المحلية، وتاريخ الجماعة البشرية التي ينتمي إليها مثلما صنع في "ملحمة السراسوة" بأجزائها المتعددة (الخروج/ التكوين/ أيام أخرى/ شياطين.. ملائكة/ حكايات أول الزمان)، أو يرتحل إلى عوالم هامشية ترتبط بأحداث فارقة كما حدث في (أجندة سيد الأهل)، أو معاينة فضاءات مغايرة في "برسكال" أو المزج بين المقولات الكبرى والتفاصيل الصغيرة في "تاريخ آخر للحزن"، لكنه هنا في "حكايات من جنازة بوتشي" يرتحل صوب ما هو إنساني خالص، في رواية الجدل الخلاق، والأسئلة المتجددة.
وعن روايته الأحدث "حكايات من جنازة بوتشي"، يقول الناقد الدكتور يسري عبد الله: تأخذ الرواية طريقها لاستعراض ملامح نفسية لشخوصها المتنوعين، الذين يدخلون في مونولوجات طويلة أحيانا، وفي ديالوجات موازية أحيانا أخرى تكشف عن الداخل الثري للإنسان، عن علاقته بالعالم، تصوراته للواقع والأشياء.
تتشكل الرواية من اثنتي عشر فصلا سرديًا، تتآزر فيما بينها لتشكل المتن الروائي، ويخضع بعضها لأسلوب الوحدات القصصية القائمة والمستقلة بذاتها، والمرتبطة في الآن نفسه بالدلالة الكلية الجامعة للنص الذي ينهض بالأساس على تكنيك الوحدات السردية، فكل فصل روائي هنا هو وحدة سردية تضيف للدلالة والرؤية السردية معا.
ويمثل الاستهلال الروائي جزءا مركزيًا من بنية السرد، فيه يقدم الكاتب جانبًا من عالمه الذي سيحكي عنه، فتبدو افتتاحية الرواية تعبيرًا عن نوازع شعورية تسكن جوين الإنكليزية زوجة المصري شهاب الدين تجاه بوتشي، الكلبة التي أثارت فضول الجميع.
وحينما يأتي المختتم الروائي محمّلاً بلحظات النهاية لبوتشي التي صارت ونيسا لجوين في وحدتها نصبح أمام بناء دائري، فيه عود على بدء، في عالم محمل بالأسئلة الوجودية، والحكايات الواقعية، والرحابة الإنسانية في مواجهة التشدد الديني.