ما حكم الاستعانة بالمشايخ في المقابر لتلاوة القرآن على الموتى؟.. داعية يرد
قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف، إن زيارة القبور مشروعة وتجوز، لكن من المعلوم أن أساس التشريع الإسلامي هو القرآن والسُّنة، والله تعالى أنزل القرآن لنقرأه ونطبق ما فيه من أحكام.
أضاف في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل، يقول: "ما حكم الإتيان بالمشايخ في المقابر لتلاوة القرآن على الموتى؟ ولقد ثبت عن النبي (ص) أنه كان يزور القبور ويدعو للأموات بأدعية عَلَّمَها أصحابه -رضى الله عنهم.
وأشار إلى أنه لم يثبت عن نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات، مع كثرة زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعاً لفَعَله نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيَّنه لأصحابه، رغبة في الثواب ورحمة بالأمة، وأداء لواجب البلاغ، فإنه كما وصفه اللهُ تعالى بقوله( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم).
وأكد عبد اللطيف على أن تلاوة القرآن من أعظم القربات إلى الله تعالى، ولو كان ثوابها يصل إلى الأموات، لأخبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أصحابه بذلك.
تابع الداعية بوزارة الأوقاف: هذا نبينا (ص) قد مات له في حياته بعض أزواجه، خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خزيمة، وكل أولاده، إلا فاطمة، وعلى الرغم من ذلك لم يثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قرأ القرآن على أحد منهم، ولم يقرأ أيضاً على أحد من أصحابه الذين استشهدوا معه في المعارك، فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه، دل على أنه غير مشروع، وقد عرف ذلك أصحابه رضى الله عنه فاقتفوا أثره، واكتفوا بالدعاء للأموات عند زيارتهم.
وأكد الداعية بوزارة الأوقاف، على أنه لم يثبت عنهم أنهم كانوا يقرؤن القرآن للأموات، ولذا فإن تلاوة القرآن عند المقابر بدعة تخالف سُّنة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واستدل بما قاله ابن كثير: “مِن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي(رحمه الله) ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى، لأنه ليس من عملهم”.
وأوضح مكرم أن ما يفعله الكثير مِن الناس من استئجار بعض القراء في السرادقات، أو على المقابر، أو إهداء ثواب التلاوة للأموات من البدع ولا يصل من التلاوة شيء للأموات؛لأن ذلك مخالفٌ لسُّنة نبينا (ص) ولم يفعله أحد من الصحابة أو التابعين.