الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى رحيل القديسة كونيجوندا
تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى رحيل القديسة كونيجوندا الإمبراطورة، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني موضحا أنها ولدت في القرن العاشر في لوكسمبورغ، وكانت من حسب شريف وتزوجت بهنري الثاني ملك جرمانيا وكانت بديعة الجمال ذات مزايا حميدة وأخلاق حسنة، فاتفقت مع الملك أن يحفظا "بتوليتهما" ويعيشا مثل أخ وأخت لا مثل زوج وزوجة.
وتابع الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، أنهما عاشا في هذه النقاوة المقترنة بالتقوى وكرسا ذاتهما لخدمة الله وشيدا كنائس جمة وأديرة عديدة وزيناها بكل ما يجب من التزويق والأثاث وغير ذلك ورمما الكنائس المهدمة، و ذاع صيتهما وأثنى الناس على تقواهما وأما عدو الخير الشيطان الحسود فإذ رأى هذين الطوباويين وما هما عليه من العمل الصالح وانهما عائشان برباط محبة عفيفة، هم ان يكدر ويفحم بياض نقاوتهما، فزرع في ضمير الملك هنري زوان شكوك باطلة بالملكة كونيجوندا قرينته فكان هنري المغشوش يظن انها نقضت العهد الذي بينه وبينها وانجذبت إلى حب شخص ما.
وتابع "الفرنسيسكاني" وقد سمح الله بذلك لكي يزيد سمو فضيلة القديسة ويثبت عفافها بشهادة من السماء وذلك فإنها خطت أمام قرينها خمس عشرة خطوة على قضيب من حديد محمر بالنار فلم تضرها الحرارة وكانت متوسلة إلى المسيح العالم بأن بتوليتها لم تنثلم أبداً أن يعلن براءتها، فسمعت صوتاً يقول لها ايتها البتول النقية لا تخافي فان مريم العذراء تحفظك وهكذا سحقت رأس الحية واستمرت ظافرة به.
وأضاف فلما شاهد الملك زوجها ما صار ندم على ما فرط منه وازدادت محبتها في قلبه وعاش معهما بسلام حتى دعاه إليه المسيح وشرفه بكرامات وافرة جرت بعد موته فكتب اسمه في سفر القديسين وسيرته مسطورة في اليوم الخامس عشر من شهر يوليو، وأما القديسة كونيجوندا فبعد ما أدت للطوباوي هنري الملك قرينها واجباته الأخيرة هجرت العالم وترهبنت في أحد الأديرة التي عمرتها هي وبقيت هناك مواظبة على الصلاة والعمل.
واستكمل، وكانت تزور المرضى وتعزى الحزانى وتعمل أعمالاً أخرى صالحة وزينها الله بموهبة عمل العجائب فمن ذلك أنها إذ كانت ليلة تعبة ونائمة على سرير دني وقعت الشمعة على قش السرير فأخذت النارتشتعل فاستيقظت لذلك القديسة ورسمت إشارة الصليب على النار فانطفأت حالاً، ولما تم لها خمس عشرة سنة في الرهبنة اعترتها حمى ثقيلة فعلمت ان رحالها من هذا العالم قد حان فاستعدت له.
ولما بلغت إلى سياق الموت شرعت الراهبات يعددن لوازم الدفنة فلما رأت أنهن أجمعن على أن يضعن على جسدها قماش موشى بالذهب، حدقت بهن قائلة لا لي لا لي هذا الكفن ارفعنه عن جسدي فاني عريانة قد خرجت من بطن ام،. ارغب اليكن أن تغطين جسدي بثوب دني، ثم تدفنني إلى جانب هنري مولاي واخى الذي يدعوني من السماء. فلما قالت هذا ردت نفسها لله.
و دفن جسدها في المكان الذي أرادته، وتبجلت بكرامات عظيمة جرت على ضريحها فكان مرضى كثيرون يأتون مصلين فيشفون بشفاعتها، وكان موتها في اليوم الثالث من شهر مارس سنة 1040م، وتم إعلانها قديسة البابا إنوست الثالث عام 1200م.