إيناس الخطيب: النبي ضرب لنا أروع الأمثال في استرضاء أصحاب المظالم وطلب العفو منهم
قالت الواعظة بوزارة الأوقاف إيناس الخطيب، إن القرآن الكريم علمنا الاعتذار بأسلوب راقٍ وهذا وارد في قصة سيدنا آدم عليه السلام وإبليس، فقد يحكي لنا القرآن عن موقفين، أحدهما كان لإبليس أعاذنا الله منه، والآخر لآدم عليه السلام، وكلاهما كان مع الله عز وجل.
وتابعت: فأما الأول، لما أمره الله تعالى بالسجود لآدم أبى واستكبر، بل وزاد كبره لما قال له المولى:"فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ ،ليرد بسوء أدب :فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ:، حيث يتوعد بغواية الناس وصدهم عن سبيل الله، فكانت العاقبة أن قال له المولى: " لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ".
وأضافت في تصريحات لـ"الدستور": وأما الموقف الآخر فلآدم عليه السلام وزوجه اللذان خالفا أمر الله تعالى وأكلا من الشجرة، لكن لما عاتبهما ربهما، إعترفا بذنبهما مباشرة،قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ، فكانت العاقبة أن تاب الله عليهما .
وتابعت الواعظة بوزارة الأوقاف: لو دققت النظر لوجدت أن الموقفين متشابهين ،ولكن الإختلاف بينهما كان في ردة الفعل، فإبليس لما أخطأ أبى أن يعترف بخطئه، وأخذته العزة بالإثم ،فخسر كل شئ ،وأما آدم عليه السلام فاعترف بذنبه وتاب فتاب الله عليه.
وأشارت إلى أن هذا الموقف يعلمنا أن إذا ما أخطأنا فعلينا أن نراجع أنفسنا، ونعتذر عن ما صدر منا من خطأ ونحاول إصلاحه، فالاعتذار ليس ضعفاً بل هو عين القوة، وسبب لمحبة الناس، ولنا في رسولنا الكريم ﷺ أسوة حسنة، والذي لما نغز بطن سيدنا سواد رضي الله عنه ليساوي صفوف الجيش في بدر، فأخبره سواد أنه توجع، كشف النبي الكريم ﷺ عن بطنه وطلب منه أن يقتص لنفسه، ليضرب لنا أروع الأمثال في استرضاء أصحاب المظالم وطلب العفو منهم.