الغزو الروسى لأوكرانيا.. ما تفسير التهديد النووى من بوتين؟
وسط تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين موسكو والغرب، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووي، في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى، وقال في اجتماع لقادة الدفاع في الكرملين إن القوات النووية ستوضع في حال تأهب قصوى، لأن كبار مسؤولي الناتو سمحوا "بتصريحات عدوانية" تجاه روسيا.
إعلان روسيا عن وضع رادعها النووي في "حال تأهب خاصة" هي خطوة غير مسبوقة، ولها أكثر من تفسير، خاصة من لقبل الغرب الذي استنكر الخطوة مشيراً إلى أن الصراع قد دخل في مرحلة خطيرة ولم يكشف مسؤولو الدفاع الأمريكيون عن موقفهم النووي الحالي، باستثناء القول إن الجيش مستعد في جميع الأوقات للدفاع عن وطنه وحلفائه.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، إن بوتين يلجأ إلى نمط استخدمه في الأسابيع التي سبقت شن الغزو، "وهو صنع تهديدات غير موجودة من أجل تبرير المزيد من العدوان".
تهديد غير المسبوق
جاء التهديد النووي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن دخلت المعركة العسكرية يومها الرابع بدون تحقيق إنجازات كبيرة، وفعلياً لم تقع أي مدينة أوكرانية رئيسية واحدة في أيدي الروس، فضلاً عن الخسائر الفادحة سواء البشرية أو العسكرية.
ومن ناحية أخرى أزدادت العقوبات الأقتصادية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا، وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على الاقتصاد الروسي حتى لو لم تشعر به موسكو خلال المدي القريب، لكنه سيكون مؤلماً على المدي البعيد، والآن يشهد الروبل الروسي أدنى مستويات له منذ بدء الحرب.
السببان السابقان يشكلان الخلفية المنطقية للتهديد الغير مسبوق من قبل الرئيس الروسي، بنشر قوات الردع النووية، فهذا النوع من التصعيد هو بالضبط ما يخشاه المخططون العسكريون لحلف الناتو، ولهذا السبب أعلن الحلف مرارًا وتكرارًا أنه لن يرسل قوات لمساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي.
ولهذا، فإنه إضافة إلى التهديد النووي، من المحتمل أن نشهد تكثيفًا للهجوم الروسي على أوكرانيا في الأيام المقبلة، مع عدم الاكتراث بالخسائر في صفوف المدنيين.
وتسهل هذه الخطوة إطلاق أسلحة نووية، لكن يرى المراقبون أنها طريقة روسيا لإرسال تحذير إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وليس إلى نية استخدامها.
وجاء تهديد بوتين في الوقت الذي أعلن فيه نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن وفدًا من كييف سيلتقي بالمسؤولين الروس دون شروط مسبقة، على حدود بلاده مع روسيا البيضاء.