أقدم سائقي الحنطور ببحري: «أرفض توريث تلك المهنة لأبنائي»
خطوات لها صوت مميز يكتمل بها المشهد السكندراني تتجانس عناصره بين البحر وشاطئة في أقدم أحياء الإسكندرية بمنطقة بحري، إنها عربات الحنطور المنتشرة في محيط قلعة قايتباي، ليتردد عليك طوال سيرك في تلك المنطقة: “لفة بالحنطور يا أستاذ .. فسحة يا آنسة”.
يقول صبحي السيد، أحد اقدم سائقي عربة حنطور إنه يعمل في هذه المهنة منذ ٥٢ عاما، عندما كانت هي وسيلة المواصلات في الإسكندرية، مشيرا إلى أن تلك المهنة مازالت تواجه العديد من الصعوبات لكي تستمر.
وأضاف صبحي، أن ما يحافظ على مهنة الحنطور هم زائري المدينة من المحافظات المجاورة وأيضا السياح الأجانب، للتنزه به بطول كورنيش الإسكندرية خاصة في منطقة وسط البلد بدءا من منطقة محطة الرمل حتى رأس التين بالأنفوشي.
وتابع صبحي، أن علاقته بالحصان قد تكون اقوى من اهل بيته، فهو عشره طويلة الامد، وبينهما لغة مشتركة لن يفهمها أحد غيرهما، معلقا: “ده سندي في دنيتي ومصدر رزق اولادي”.
وعبر صبحي عن اكثر ما يضايقه أن الزبون عندما نخبره بثمن مشوار التنزه فيتفاوض معنا في السعر بفارق كبير معتقدا اننا نتكسب الألاف من وراء عملنا بها معلقا: “احنا ارزقيه، مكسب اليوم بيكفي بالعافيه، ومصاريف الحصان كتير”.
واختتم حديثه قائلا: “إنه لن يستطيع تغيير مهنته لأخرى، ويرفض توريثها لأبنائه خاصة أن مكسبها أصبح ضعيف”.