رئيس الملتقى العالمي للتصوف يحاضر حول صعوبات الحياة ودور المسعى الأخلاقي
قدم الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، خلال مداخلة في الليلة الرقمية الثالثة والتسعين، حول موضوع "المسعى الأخلاقي ومواجهة تحديات وصعوبات الحياة"، ضمن ليالي الوصال التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، ، وبثت فعالياتها عبر الوسائط الرقمية لمؤسسة الملتقى.
وأكد القادري في مستهل كلمته أن مصاعب الحياة أمر مكتوب، وأنه لا سبيل إلى حلها إلا بمواجهتها والتغلب عليها بالصبر والتفاؤل وقوة الإرادة والحكمة في التعامل مع مقتضياتها.
ولفت الى أن شبابنا اليوم ينشأ في جو أقل ما يمكن القول عنه أنه أكثر تلوثاً من الناحية الأخلاقية من الأجيال السابقة وأن ذلك يحد من قدرته على المواجهة والصمود في ظل هذا الاجتياح المادي، مرجعا ذلك لسببين: أولهما ضعف العوامل الاجتماعية التي ترعى وتنشئ الأخلاق، و ثانيهما وقوعهم تحت وابل من الرسائل الخارجية التي تسوقها العولمة والتي تعتبر دخيلة على ثقافة مجتمعنا بل وتتعارض مع قيمه الأخلاقية والروحية.
ونبه إلى أن هذه العوامل تضعنا جميعا -آباء و أمهات مربين وعلماء- أمام تحديات حقيقية بشأن تربيتهم تربية أخلاقية تشكل وجدانهم في شتى أبعاده العقلية والعاطفية والاجتماعية والدينية والأخلاقية.
وأوضح أن الإنسان لا يحقق جوهره الإنساني إلا في صورته الأخلاقية عبر التضحية برغبات نفسه وشهواتها و ميولاتها في سبيل الرقي في مدارج السمو الأخلاقي، سعيا منه إلى تجسيد كل القيم والفضائل التي تشكل جوهر الحياة الأخلاقية وغايتها.
وأضاف أن الهدف الأسمى للتربية هو تحكيم الفضائل الاخلاقية في الانسان، مستشهدا بالحديث الشريف "إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"، وزاد أن الهدف المتوخى للمساعي التربوية هو تجهيز وتسليح أبناء الجنس البشري بالفضائل الأخلاقية والميل الى النظم ومعرفة الانسان بحقوقه والاخلاص في العمل وغيرها من المبادئ التي لا نهضة حضارية ترجى من دونها.