باحث يكشف سيناريوهات متوقعة عقب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا
استيقظ العالم أمس على شبح اندلاع حرب شاملة في أوروبا بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بغزو أوكرانيا، بعد فترة وجيزة من اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي "دونيتسك" و "لوجانسك" الواقعتان في منطقة الدونباس في شرق أوكرانيا.
قال الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية أحمد السيد، إنه لا شك أن تداعيات تلك الحرب ستنعكس على كافة دول العالم، فستواجه أوروبا أزمة لاجئين جديدة، فضلاً عن قيام الولايات المتحدة الامريكية والغرب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة وأكثر قسوة على روسيا.
وأضاف السيد فى تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن تلك الحرب ستؤثر على ارتفاع اسعار الطاقة واحتمال تباطؤ سلاسل التوريد ما سيؤثر على المستهلكين في جميع انحاء العالم.
وردًا على الغزو الروسي، قال السيد إن الناتو سيعمل على تعزيز قواته العسكرية وذلك بنشر قوات برية وجوية وأصول بحرية في أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
وتابع السيد “كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عقوبات صارمة ضد روسيا لمحاولة ردع موسكو عن ارتكاب مزيد من العنف في أوكرانيا ومعاقبتها على أفعالها. ومن المتوقع أيضًا أن تضع وزارة الخزانة مزيدًا من المسؤولين ورجال الأعمال والشركات الروسية على قوائم العقوبات”.
وأشار السيد إلى أنه ارتفاع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم سيؤدى إلى تضخم أكبر فضلاً عن المزيد من المشكلات السياسية، ومع ذلك أعلنت ألمانيا أنها لن تصادق على Nord Stream 2، وهو خط أنابيب غاز طبيعي جديد يربط بين روسيا وأوروبا الغربية.
وتابع السيد "وحثت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدول الأخرى على الانضمام إلى قرار بإدانة اعتداءات روسيا والدفاع عن سيادة أوكرانيا. وتدعو الجهود، التي ستطرح للتصويت اليوم الجمعة، إلى تقديم مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين ووصول عمال الإغاثة.
ولفت السيد إلى أن روسيا لديها حق النقض الدائم في المجلس، مما يعني أنها قد تعرقل أي قرار تقترحه الهيئة لكبح قرارات بوتين.
واختتم السيد تصريحاته قائلا "يبدو أن الرئيس بوتين سيستمر في مساعيه إزاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، خاصة بعد وعده بالانتقام من أي قوة قد تسعى لإيقاف الغزو الروسي لأوكرانيا، وما أعلنته روسيا أنها ستستمر في العملية العسكرية طالما أنها ضرورية، ويبدو أن السيناريو الأمثل لأوكرانيا، خاصة بعد تخلي الغرب والولايات المتحدة عنها يتمثل في قيامها ببدء مفاوضات فورية مع روسيا، تجنبًا لمزيد من تأزم الموقف".