منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تجلى مراقبيها من أوكرانيا
أمرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الهيئة الدولية الوحيدة الموجودة على الأرض في أوكرانيا، بعثة المراقبة التابعة لها بالمغادرة بشكل عاجل مساء الخميس، بسبب القتال الجاري.
وجاء في بيان للأمينة العامة للمنظمة هيلغا شميت: "في مواجهة الوضع الأمني المتدهور، قررت إجلاء جميع الأعضاء مؤقتا في أسرع وقت ممكن".
وأشادت المسؤولة بعمل المراقبين الذين كانوا منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا عام 2014 "عيوننا وآذاننا المحايدة في أنحاء البلاد".
أضافت الدبلوماسية الألمانية: أن "القرار لم يكن سهلا ويفترض أن يكون الانتقال موقتا"، مشيرة إلى أن العملية ستتم "وفق المعطيات ذات الصلة على الأرض".
وعلق في أوكرانيا مئات من المراقبين من عشرات الدول، بينما يبدو أن البعثة فوجئت بحجم الغزو الروسي.
وافقت موسكو على نشر المراقبين اعتبارا من 2014 في إطار إبرام اتفاقيات مينسك للسلام برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس الأمن الدولي.
انتشرت البعثة في مواقع عدة، وكانت الشاهد المحايد الوحيد في أوكرانيا ونشرت تقارير يومية.
وكانت عدة دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، قد سحبت مراقبيها لأسباب أمنية.
أنشئت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في خضم الحرب الباردة لتعزيز الحوار بين الشرق والغرب، وتتخذ مقرا في فيينا منذ تأسيسها عام 1975، وتضم حاليًا 57 دولة عضوا، بينها دول حلف شمال الأطلسي والدول التي تدور في فلك روسيا.
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا مع ضربات جوية وتوغلات برية، لا سيما باتّجاه العاصمة كييف.
وأوقع الهجوم خلال ساعات قليلة عشرات القتلى وفق السلطات الأوكرانية، وأثار موجة إدانات دولية.
وجدد الرئيس الأوكراني، مساء الخميس، دعوته للقادرين على حمل السلاح للانضمام إلى الجيش الأوكراني للدفاع عن بلدهم ضد الهجوم الروسي.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي أنه لم يبق لبلاده أي خيار في التعامل مع الأزمة ولهذا اتخذ قرارات اضطرارية، مؤكدا أنه لا توجد طريقة للدفاع عن روسيا إلا بغزو أوكرانيا.