«الضربة الأولى- اجتياح روسى لأوكرانيا».. دراسة عن المركز المصرى للفكر
أصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة بعنوان "الضربة الأولى: انطلاق الاجتياح الروسي لأوكرانيا"، موضحا أنه بدأت روسيا عملية غزو شاملة لأوكرانيا من جميع الجبهات، فجر الرابع والعشرين من فبراير 2022.
وتحركت أطقم الدبابات الروسية من الشمال عبر بيلاروسيا، بالتزامن مع قوات أخرى من الغرب من داخل روسيا، وعمليات إنزال بحري عبر الجنوب من بحر «أزوف» و«القرم»، بينما بدأت عمليات الاشتباكات على أطراف «لوجانسك» التي اعترفت بها موسكو كجمهورية مستقله قبل يومين من بدء الغزو في «شاستيه» التي كانت واقعة تحت سيطرة القوميين الموالين لنظام كييف في «دونباس»، فيما أعلن الجيش الأوكراني أن منظوماته الدفاعية أسقطت خمس طائرات ما بين مقاتلات ومروحيات روسية، رد عليها الجيش الروسي بالنفي وباستهداف تلك المنظومات.
وأوضحت الدراسة أن ذلك يعكس التصعيد العسكري الروسي المباغت على أوكرانيا في الساعات الأولى اتجاه موسكو لعملية حصار شاملة (برية وجوية وبحرية) لأوكرانيا، كما تشير الضربة الروسية الأولى إلى انهيار متسارع للدفاعات الحدودية الأوكرانية، مشيرا إلى أنه أحدثت شللا عسكريا مباشرا للقوات الجوية الأوكرانية (12 مطارًا في جميع الأنحاء تم استهدافها وخروجها عن الخدمة).
وأشارت الدراسة إلى أنه لا يزال مبكرا نوعا ما احتمال القيام بضربة ثانية، فعلى الأرجح وكرد فعل يعمل الناتو بالتزامن مع تعزيز دفاعاته في شرق أوروبا على تقدير الموقف للتحرك وفق شكل التحرك الروسي في كييف، وحجم القوات والإمكانيات التي ستوظف في هذه العملية، لكن حالة التعبئة الحالية لا تعكس اتجاها للضربة الثانية، والتي ستستغرق استعدادات مضادة لثلاثة أيام لتعبئة شاملة، لكن على الجانب الآخر سيتوقف تقدير الموقف على الموقف الصيني لمؤازرة روسيا، وفي سياق الاصطفاف هناك تعويل على الجانب التركي العضو في الناتو، فأنقرة ساهمت في تعزيز قدرات «أوكرانيا» بطائرات البيرقدار المسيرة كؤشر على التزاماتها تجاه الناتو، لكن في المقابل فإن روسيا تعول هي الأخرى على تركيا في إغلاق البسفور، وهو تحد كبير لأنقرة، وهي خطوات دقيقة لما قبل خوض حرب عالمية ثالثة، لا يعتقد أنها ستكون في مصلحة أي من الأطراف، وستكون السيناريو الأسوأ للعالم بأسره.
واختتمت أنه بدأت روسيا بفرض قواعد الاشتباك باجتياح أوكرانيا، وهي في واقع الأمر لم تباغت أوكرانيا بقدر ما باغتت الناتو، رغم توقعاته وتقديراته العسكرية بأن الغزو كان أكثر احتمالًا، وبالتالي أصبح الناتو في مأزق رد الفعل العسكري، وحتى الآن فالأرجح هو حماية الخطوط الأمامية للحلف على خطوط التماس مع روسيا استعدادًا لما هو قادم.