الصحف الدولية عن الغزو الروسي لأوكرانيا: «بوتين يربك العالم»
بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي جاء بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن عن "عملية عسكرية خاصة" فجر اليوم، وسط تحذيرات من زعماء العالم بأنها قد تشعل أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.
وسلطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على ذكاء الرئيس الروسي الذي أربك العالم، حيث أذاع خطابه وشنت الضربات بعده مباشرة، وعقد مجلس الأمن جلسته الطارئة نا وضع المندوبين في موقف صعب وارتجلوا تصريحاتهم عن الهجوم.
نيويورك تايمز: روسيا تحدت الجميع
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه رغم التحذيرات القاتمة من العنف والضمانات الغامضة للسلام ، وجهود الدبلوماسية في واشنطن وقاعات الأمم المتحدة والعواصم الأوروبية، بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح الخميس ، بقصف وهجمات صاروخية على عدة مدن رئيسية منها العاصمة كييف.
وتابعت ان الانفجارات خلفت أضواء مثل الرعد في السماء في الضوء الخافت قبل الفجر ، بعد دقائق من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء "عملية عسكرية خاصة" لـ "نزع سلاح" أوكرانيا ولكن ليس لاحتلال البلاد.
وأضافت أنه قبل ساعات من بدء الهجمات، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءً متلفزًا مثيرًا إلى الشعب الروسي ، قائلاً إنه يريد التحدث إليهم مباشرة بعد أن رفض بوتين مكالمته الهاتفية.
وأوضحت أن الأوكرانيون كانوا يأملون لأشهر في ألا تكون توقعات غزو روسيا، الدولة التي يشتركون معها في الكثير من التاريخ والثقافة ، صحيحة، لكنهم استيقظوا يوم الخميس على واقع الأمر المزري.
وأشارت إلى أن طوابير طويلة من السيارات انتقلت خارج كييف، واتجه الكثير منها غربًا على أمل العثور على ملاذ في أحد الأجزاء القليلة من البلاد غير المحصنة بالقوات الروسية، في أماكن أخرى سعى الافراد للحماية في محطات مترو الأنفاق والملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية.
وتابعت الصحيفة أنه تم الإبلاغ عن قصف وضربات صاروخية في جميع أنحاء أوكرانيا حيث شنت روسيا غزوًا من البر والبحر.
واشارت الى انه لطالما سعى بوتين إلى تأكيد بعض السيطرة على جاره ، الذي كان ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي.
وتابعت انه ابتداءً من الخريف الماضي ، بدأت روسيا في حشد قوات على طول حدودها مع أوكرانيا وفي بيلاروسيا ، الدولة السوفيتية السابقة المتحالفة. ووصفت عمليات الانتشار بأنها تدريبات ، لكن القوة استمرت في التوسع إلى ما يصل إلى 190 ألف جندي.
واضافت ان كل من أمريكا وأوروبا وعدت باتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا ذهبت روسيا إلى حد الغزو الكامل لأوكرانيا، لقد ظلوا يتفاوضون على الخطوط العريضة للخطوات منذ أسابيع ، ومن المتوقع أن يأتوا بفرض عقوبات جديدة بسرعة.
واوضحت انه على الرغم من ذلك فان احتمال التدخل العسكري الخارجي يبدو ضئيلًا ، على الرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الحلفاء الأوروبيين قدموا أسلحة إلى أوكرانيا.
الجارديان: نطاق الهجوم الروسي هائل
ووصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الهجوم الروسي على اوكرانيا بانه هائل.
وقالت الصحيفة انه في غضون دقائق من خطاب بوتين القصير المتلفز ، في حوالي الخامسة صباحًا بتوقيت أوكرانيا ، سُمع دوي انفجارات بالقرب من المدن الأوكرانية الرئيسية ، بما في ذلك العاصمة كييف.
واكدت الصحيفة انه يبدو أن نطاق الهجوم الروسي هائل، حيث أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية أن البلاد تعرضت لهجوم من صواريخ كروز وصواريخ باليستية ، حيث يبدو أن روسيا تستهدف البنية التحتية بالقرب من المدن الرئيسية مثل كييف وخاركيف وماريوبول ودنيبرو.
وكشفت وسائل إعلام روسية أن إعلان الحرب ربما يكون قد تم تسجيله مسبقًا، حيث كان الرئيس الروسي يرتدي نفس ربطة العنق ويجلس على نفس المكتب عندما أعلن اعترافه بالأراضي التي تسيطر عليها روسيا يوم الاثنين.
واكدت الصحيفة البريطانية انه في الوقت الذي كانت تُذاع فيه كلمات بوتين وتعلن التفجيرات الأولى ، كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعقد جلسة طارئة ، برئاسة روسيا نفسها ، التي تتولى الرئاسة الدورية.
واشارت الى ان خطاب بوتين في الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا ، مما أثار دهشة السفراء الذين اضطروا إلى تقديم ردود فعل مرتجلة للأحداث المتغيرة بسرعة.
لوموند: الحياة طبيعية في غرب اوكرانيا
اكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية، انه في الوقت الذي هزت الانفجارات وسط وشرق اوكرانيا في الساعات الاولى من صباح اليوم الخميس والاصوات الهادرة ونشر الذعر كان النشاط في الشوارع في الجزء الغربي لاوكرانيا شبه طبيعي.
وتابعت ان المقاهي فتحت أبوابها في ساعات العمل المعتادة ، تليها المحلات التجارية الأخرى، ويقضي كل من العملاء والخوادم معظم وقتهم في البحث من خلال هواتفهم الذكية بحثًا عن المعلومات، وبعيدًا عن الخوف من الموقف ، يتبادل السكان انطباعاتهم تلقائيًا دون أن يفقدوا روح الدعابة لديهم.
واضافت ان حركة مرور السيارات طبيعية في الوسط ، كما هو الحال حول ماريوبول، فكان النقل الحضري يعمل كالمعتاد، وذهب الجميع إلى العمل وكأن شيئًا لم يحدث، بينما البعض يدق آذانهم عند سماع صوت الانفجارات ، وآخرون يواصلون طريقهم محتفظين بهدوء لا يزعجهم.
واشارت الى انه مع ذلك ، هناك علامتان تدلان على توتر السكان المستتر، حيث تشكلت صفوف طويلة وصبورة ومنضبطة أمام أجهزة الصراف الآلي ، مما حد من السحوبات إلى 2000 هريفنيا (60 يورو)، وكانت جميع محطات الوقود محاطة بالسيارات التي تنتظر ملء خزاناتها ، تحسبا لنقص محتمل في الأيام المقبلة، هنا أيضًا ، على الرغم من الظروف الاستثنائية ، يظل الموظفون وأمناء الصندوق مهذبين وحتى مبتسمين.