مشاركون بـ «الأعلى للثقافة»: عصر الرقمنة سينتج أفكارًا ستغير العالم
عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة "الثقافة والوعي في العصر الرقمي"،مساء أمس الثلاثاء، نظمتها لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع ومقررها الدكتور أحمد مجدي حجازى، ولجنة الثقافة الرقمية ومقررها المهندس زياد عبد التواب، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وأدارتها الدكتورة سهير عبد السلام عضو لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع.
وقال الدكتور هشام عزمي،: تلك الندوة تجسد ما تم الاتفاق عليه مع مقرري اللجان، مثمنًا ومشجعًا الندوات التي تجمع أكثر من لجنة في المجلس، واليوم لدينا اجتماع لجنتين هما الثقافة الرقمية، ولجنة الفلسفة وعلم الاجتماع، وموضوع تلك الندوة يمثل موضوعًا مهمًا في الوقت الحالي، وهو موضوع الميتافيرس الذي قمنا بعمل ندوة عنه بمعرض الكتاب الفائت، وأعقب ذلك بضع خطوات مهمة، ولم يقتصر على تلك الندوة، وإنما هناك أشياء تمت على أرض الواقع، والموضوع وثيق الصلة بالندوة كذلك، وكل الندوات تصب في مفهوم الثقافة بمعناها الواسع، فكل ما يتم يدخل تحت عباءة الثقافة، سواء فى المجال النفسى أو الاجتماعى أو التقنى أو القانوني أو الأمن القومي والانتماء وحقوق الإنسان والمواطنة، وكثير مما ما ذكرت نوقش في ندوات كثيرة، ونحن في حاجة إلى مزيد من النقاش، فنحن لا نناقش حلمًا وإنما فكرة بدأت في عقل مارك زوكربيرج، ثم بعد بضعة أيام أعلنت قرارات كثيرة، فمثلا تم إنفاق مائة مليون دولار على الاستثمار العقاري بالميتافيرس.
وتابع هشام عزمى، لا بد أن نعترف أن ما هو قادم سيختلف كثيرًا عما سبق، والمنظومة الثقافية والمنتج الثقافي سيتغير، شكل الإنتاج، الإتاحة، جاهزية الاستقبال والمهارات ستتغير، ونحن دائمًا على قناعة أن أي منتج له طرفان، المنتج والمتلقي/المستقبل، وجاهزية المتلقي مهمة جدًا في هذا الأمر، فالموضوع ليس مجرد التذوق، وإنما كذلك التفاعل في غاية الأهمية.
وأشارت الدكتورة سهير عبدالسلام، إلى أن عصر الرقمنة قد أحدث تغيرًا كبيرًا، ونتجت عنه تحديات كثيرة واجهت العالم، لذا تندرج طاقات العالم من أجل حل تلك التحديات التي يفرضها العصر الرقمي، ولتحديات العصر الرقمي أبعاد كثيرة، فهناك بعد ثقافي وبعد ديني وبعد اقتصادي، وهكذا، حيث كان من الممكن توجيه الجماهير والشعوب إلى قناعات مختلفة، والعصر الرقمي قد خلق كثيرًا من الجرائم القانونية، إذ أصبح من الممكن سرقة أي حساب إلكتروني أو اختراق الوعي في ارتباطه بالعصر الرقمي يمتد من الوعي الثقافي إلى الوعي القانوني والسياسي الذي يبدو واضحًا، وكيف غير العصر الرقمي في ثقافة المواطن، ونحن في مصر نهدف إلى تنمية وعي المواطن.
وتناول المهندس زياد عبدالتواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية، تسلسل وسائل الاتصال منذ بدء الخليقة، مشيرًا إلى أن البدء كان من منطقة الثقافة، فالبشرية بدأت تتناقل الأفكار بطريقة شفهية حتى وصلت إلى مرحلة الكتابة، والتدوين، ثم وصلنا إلى عصر الطباعة، حتى وصلنا إلى القرن العشرين حيث ظهور الإذاعة ثم التلفزيون، ثم وصلنا في بداية التسعينيات ندخل إلى عصر المعلومات، وإن كانت الحواسب العملاقة بدأت إرهاصاتها من خمسينيات القرن العشرين، ثم وصلنا إلى عصر شبكات التواصل الاجتماعي نتيجة أن كل الثقافات السابقة لم يكن فيها سوى تلقي المعلومات دون نقاش، ولكن في عصر المعلومات كل شخص قادر على النقاش والاستيعاب وطرح وجهة نظره.
وأشار إلى أننا لو كنا في الثقافات والمراحل السابقة نعمل بنمط ونقنع به، فنحن الآن أمام أجيال جديدة تأخذ المعلومات من شتى المصادر وتقوم بمعالجتها ومقارنة مصادرها حتى تصل إلى إنتاج معلومة جديدة، كما أن تلك الأجيال لم تعد في حاجة إلى الأسلوب القديم الذي نشأنا وتربينا عليه، ومقولة "التاريخ يكتبه المنتصرون" صارت مقولة قديمة، لكننا في العصر الرقمي نجد أن الكل يكتب التاريخ، القادة، والأغنياء، إضافة إلى جموع الشعب، فالجميع الآن لديه القدرة على تدوين الحياة اليومية، فكل شخص يمكنه إنتاج عشر أفكار، أو أكثر، في ٣ مليارات مستخدم يوميًا، ما ينتج ٣٠ مليار فكرة يوميًا، فمن يستطيع مسح كل تلك الأفكار وتحليلها؟ ومن هنا نتج ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، ومن ثم قدرة الآلة على تحليل البيانات للوصول إلى المعرفة ومن ثم الحكمة.