نيران صديقة.. أوروبا فقط من تدفع ثمن العقوبات على روسيا
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه بعد كل التصريحات القاسية التي دارت الشهر الماضي، من غير المرجح أن تثير العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين غضب الكرملين.
وتابعت أن روسيا قابلت عقوبات المملكة المتحدة بتهكم واضح، وكان الخبر الأكثر إثارة هو قرار ألمانيا بوقف الموافقة على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا إلى أوروبا الغربية، وسيكون لذلك تأثير على ألمانيا أكثر مما يؤثر على روسيا.
وأشارت إلى أن الرسالة من العواصم الغربية هي أن الخطة كانت طوال الوقت للبدء في عقوبات على نطاق صغير ثم تصعيد الأمور إذا رفض بوتين التراجع عن قرار غزو أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن مشكلة الغرب هي أن العقوبات المفروضة على روسيا لها تكلفة، وتلك التكلفة ترتفع مع تشديد العقوبات، وكان أحد الاقتراحات، على سبيل المثال، هو إزالة روسيا من شبكة سويفت، وهو نظام مراسلة يربط بين البنوك ويسهل التجارة الدولية، من المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستضر بالاقتصاد الروسي لأنها ستؤثر على قدرتها على تصدير النفط والغاز.
ويشير ويليام جاكسون من شركة الاستشارات كابيتال إيكونوميكس إلى تقلص الاقتصاد الإيراني بنسبة 7٪ عندما فُرضت إجراءات مماثلة على طهران.
وتابع جاكسون أنه في حين أن المركز المالي لروسيا أقوى من وضع إيران، فإن تأثير العقوبات الصارمة قد يتمثل في خفض من 4٪ إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، ودفع التضخم إلى ما يزيد عن 10٪، وإجبار البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 14٪.
وتابع "لكن استبعاد روسيا من سويفت سيضر الغرب أيضًا، ففي البداية، سيثار هذا السؤال الواضح حول كيفية دفع ثمن الغاز الروسي، علاوة على ذلك، من المؤكد أن التكلفة العالمية للطاقة سترتفع، ربما بشكل حاد".
وأكدت الصحيفة أنه ربما من الأفضل أن يتبنى الغرب نهجًا تدريجيًا آخر، تاركًا أشد العقوبات كملاذ أخير.
وتابعت أن الطريقة الأكثر وضوحًا لتصعيد الأمور إلى حدٍ ما تتمثل في توسيع نطاق العقوبات لتشمل مجموعة أكبر من الأفراد على أمل أن يمارس الأوليجارشيون ضغوطًا على الكرملين للتراجع إذا تم تجميد أصولهم.
وأشارت إلى أن استهداف القطاع المالي الروسي هو الخطوة التالية الأكثر وضوحًا، يمكن أن تستهدف المملكة المتحدة البنوك الروسية ذات الأهمية النظامية - مثل سبيربنك وفي تي بي، ويمكن أن تتابع تهديدها بمنع روسيا من بيع سنداتها السيادية في سوق لندن.
وأوضحت الصحيفة أن استجابة روسيا لمثل هذه العقوبات غير مضمونة أيضًا، فقد يبحث بوتين تعزيز العلاقات مع الصين، في الوقت الذي تكافح فيه الدول التي تفرض العقوبات بالفعل مع أعلى معدل تضخم منذ عقود.