رئيس المركز الأورومتوسطي: الخصوصية الصوفية تعزز الولاء والانتماء الوطني
قال الدكتور منير القادري رئيس المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم الإثنين، إن التاريخ يقف شاهدا على هذه الخصوصية الصوفية المندمجة التي يقع على عاتقنا إيصالها إلى أبنائنا وبناتنا، قصد تعزيز الولاء والانتماء الوطني في وجدانهم، بما يضمن وعيهم الكامل بضرورة المحافظة على الممتلكات العامة، واحترام الأنظمة والقوانين، وكذا تقبلهم للتنوع والاختلاف في العادات والتقاليد والمعتقدات والألوان واللهجات والمناطق داخل الوطن الواحد، جاء ذلك خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 92 التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
وأضاف " رئيس الأورومتوسطى" أنه تأهيل روحي، يلتحم فيه البعد الأخلاقي بالبعد الدنيوي، مستشهدا بقوله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (سورة القصص الآية 77)، وأردف أنه تأهيل يمد صاحبه بأخلاق إنسانية كونية، تسع بأفقها الروحي ضيق العالم المادي، و تعود بمنافعها على كافة البشر وعلى الأحياء والبيئة.
وأورد “ القادري” في ذات السياق مقتطفات من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تطوان بتاريخ 20 غشت 2004 : "بيد أن الوطنية التي تمثلت بالأساس،بالنسبة لجيل التحرير ، في مقاومة الاستعمار القديم، تقوم بالنسبة لأجيالنا المعاصرة، على التعبئة الشاملة وتحرير الطاقات ، لمكافحة المعضلات الصعبة للأمية و الفقر، وبطالة الشباب، واتساع التفاوتات الاجتماعية والمجالية، وكسب رهانات التحديث الديمقراطي ، والرفع من مستوى التنمية البشرية، والإنتاج الاقتصادي ، والنهوض بالاجتهاد الفكري ، والإبداع الفني ".
وتابع : كذلك قول جلالته أيضا : “إن المواطنة التي نريدها، لا ينبغي أن تختزل في مجرد التوفر الشكلي على بطاقة تعريف او جواز سفر، وانما يجب ان تجسد في الغيرة على الوطن، والاعتزاز بالانتماء إليه، والمشاركة الفاعلة في مختلف أوراش التنمية، التي فتحناها، وطنية كانت أو جهوية أو محلية، وتوسيع إشعاعه العالمي”.
يذكر أن الليلة الرقمية الثانية والتسعين وعلى غرار الليالي الرقمية السابقة عرفت مشاركة علماء ومثقفين بمداخلات علمية باللغتين الفرنسية والانجليزية الى جانب اللغة العربية، وتقديم فقرات توعوية، ووصلات من بديع السماع والإنشاد، كما تم تقديم التعازي في وفاة عدد من الشخصيات التي التحقت بالرفيق الأعلى، من بينها تعزية في وفاة النقيب السابق لهيئة المحامين بالدار البيضاء، والأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب، الأستاذ عبد اللطيف بوعشرين.