بعد لقاء السيسي.. تاريخ العلاقات «المصرية - الكينية»: مساندة ودعم
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الكيني أوهورو كينياتا خلال القمة الأوروبية الإفريقية، المنعقدة بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وترصد «الدستور» في التقرير التالي تاريخ العلاقات بين مصر وكينيا:
بدأت العلاقات بين مصر وكينيا منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني، حيث قامت مصر خلال عهد الرئيس جمال عبدالناصر بمساندة حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده باسم "صوت أفريقيا"، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة إفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها.
جعلت مصر من قضية "الماو ماو" قضية إفريقية، وسعت إلى الإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطانى عام 1961، وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا، وعلى رأسهم : أوجينجا أودينجا، وتوم مبويا، وجيمس جيشورو، وجوزيف موروبي وغيرهم مثل أعضاء حزب الاتحاد الوطنى الإفريقي الكيني "KANU" وحزب الاتحاد الديمقراطي الكيني "KADU"، حيث فتح الحزبين مكاتب لهما بالقاهرة خلال هذه الفترة.
وتكللت الجهود المصرية فى دعم الكفاح الكينى بحصول كينيا على استقلالها فى عام 1963.
في عام 1964 تحولت كينيا إلى جمهورية، وبدأت العلاقات الدبلوماسية مع مصر وافتتحت سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر له الرئيس عبدالناصر عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة "جومو كينياتا" الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبدالناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الإفريقية من أجل تعزيز قوة إفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.
فى عام 1964 استضافت مصر مؤتمر القمة الإفريقي الثانى، وعلى هامش جلسات المؤتمر أبدى الرئيس عبدالناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا، وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، ومساندة مصر لكينيا ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى، وبالفعل كلف عبدالناصر وزير إعلامه "محمد فايق" بالسفر إلى نيروبى، وأثناء الزيارة تم الاتفاق على تدريب كتيبة مظلات، وإرسال خبراء عسكريين مصريين لتدريب الجيش الكينى، بعد التخلص من الضباط الإنجليز، بالإضافة لإرسال أعداد من الضباط الكينيين للتدريب فى مصر.
تنفيذ مشروع "الهيدروميت"
في عام 1967 بدأ تنفيذ مشروع "الهيدروميت" بمشاركة مصر وكينيا ضمن 5 دول من حوض النيل انضمت إليه فيما بعد 4 دول أخرى، استهدف المشروع دراسة الأرصاد الجوية والمائية لحوض البحيرات الاستوائية، ووضع خطط تنمية الموارد المائية، ودراسة الاتزان المائى لنهر النيل، وبمقتضى المشروع أقيمت محطات رصد فى مجمعات الأمطار الرئيسية، وهى بحيرات فيكتوريا وكيوجا وألبرت، وحظى بتمويل دولى من العديد من الدول المانحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمة الأرصاد العالمية.
كانت كينيا ضمن الدول الإفريقية التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973، حيث اتخذ المجلس الوزاري لمنظمة الدول الإفريقية، الذي عُقد في نوفمبر 1973 قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية بإسرائيل، ومطالبتها بالانسحاب من الأراضي المحتلة ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
فى فبراير 1984 قام الرئيس الأسبق بزيارة كينيا ضمن جولة إفريقية زار فيها كل من زائير والصومال وتنزانيا، وعرض أن تكون مصر جسراً بين الدول العربية والشعوب في إفريقيا وكوسيط محتمل في حل نزاعات القارة.
اتفاقية الكوميسا
فى عام 1998 انضمت مصر إلى اتفاقية الكوميسا التى تضم 22 دولة إفريقية،، وكانت كينيا قد وقعت على نصوص الاتفاقية أثناء انعقاد المؤتمر الوزارى بالعاصمة المالاوية ليلونجوى عام 1994، وتمثل الكوميسا بالنسبة لمصر أهمية خاصة من الناحية الجيوبوليتيكة، حيث إنها تتمتع بموقع جغرافى متميز حيث تجاور العالم العربى ومنطقة القرن الإفريقي ودول حوض النيل أى أنها بمثابة حزام يحيط بمصر.
استمرت مصر في تعاونها مع كينيا على كافة المستويات، وبرزت علاقات الأخوة التى جمعت بين الشعبين الشقيقين المصرى والكينى في وقت الأزمات، وفي مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.