«الراية الكاذبة».. هل ابتلعت أوكرانيا الطعم الروسى؟.. خبير يوضح لـ«الدستور»
اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الانفصاليين المدعومين من روسيا باستخدام دبابة لإحداث قصف مدفعي شرقي أوكرانيا.
وأوضح كوليبا، في تصريحات صحفية نقلتها قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن السلطات الأوكرانية أحصت حتى ساعات قليلة 42 حادثة إطلاق نار في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية الأوكراني أن "الانفصاليين أطلقوا النار على الأراضي الأوكرانية بالمدفعية الثقيلة التي تحظرها اتفاقية مينسك"، مشيرًا إلى استخدام دبابة في عمليات القصف.
من جانبها، قالت الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية نرمين سعيد كامل، إنه حتى الآن يبدو أن السلطات الأوكرانية قد ابتلعت الطعم الروسي وأعطت لموسكو ذريعة سائغة للتدخل، وذلك بعد أن اتهم انفصاليو الشرق الأوكراني كييف باستهداف المدينة بالمدفعية الثقيلة، وهو ما يدفع روسيا للتدخل لحماية الانفصاليين والحفاظ على تنفيذ بنود معاهدة مينسك.
وأشارت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أنه تم تبادل الاتهامات أمس الخميس بين الانفصاليين وكييف بشأن خرق قرار وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن التكهنات تدور في هذا الإطار أن موسكو وجدت ذريعتها للدفع بنحو 100 ألف جندي مرابط لاقتحام الحدود الأوكرانية، خصوصًا أن خرق القرار هذه المرة لا يتمثل فقط في خطوط التماس، ولكن الخروقات ضخمة إلى الحد الذي دفع الأمم المتحدة للإعراب عن قلقها من استمرارية التصعيد.
وأوضحت أن التصعيد الحالي يحتاج بشكل ضروري إلى العودة إلى اتفاق مينسك وإعادة إحيائه والامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تذهب بالأطراف إلى المزيد من التصعيد، وذلك كون اتفاق مينسك هو الإطار الوحيد الذي أقره مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2022 والذي ينظم سير الأمور في شرق أوكرانيا. يذكر أن الاتفاق تم التوقيع عليه في عام 2014 ثم تم التوقيع على مينسك 2 في 2015 ولكن الاتفاقين لم يكونا كفيلين بإنقاذ حياة حوالي 13 ألف أوكراني سقطوا في الصراع بين كييف والانفصاليين.
ولفتت كامل إلى رفض كييف الالتزام باتفاق مينسك إلى أنه يعطي إشارة قوية على الهيمنة الروسية على أوكرانيا بإعطائه المناطق الانفصالية وضعًا خاصًا والسماح لها بالحكم الذاتي قبل ضمها كاملة كما ترجح كييف التي ترفض بشكل كامل التفاوض مع الانفصاليين، الذين حصلوا على 600 ألف جواز سفر روسي مؤخرًا.
وتابعت "لكن فى إطار سيناريوهات التصعيد الحالية تبقى موسكو هي الطرف الرابح، وإن لم يتم تنفيذ اتفاق مينسك، لأن الأوضاع الفوضوية في دونباس قد تدفع المواطنين للتحرك وإسقاط الحكومة الموالية للغرب، والتي فشلت في إدارة البلاد، وفي هذه الحالة تعفي روسيا حتى من التدخل العسكري وتأمن جانب العقوبات الأمريكية والأوروبية، وربما تتمكن من الدفع بمرشح موالٍ لها".
واختتمت نرمين سعيد كامل تصريحاتها قائلة: "في هذه الأثناء أصرت الولايات المتحدة على أن موسكو تمضي في طريق رفع الراية الكاذبة، وهو تعبير يقصد به قيام الدولة باستهداف مصالحها بهجوم ملفق أو كاذب لتعطي نفسها المبرر للتدخل".