هالة الصياد تناقش «مخرج للطوارئ» على النيل الثقافية غدًا
يستضيف الإعلامي خالد منصور الكاتبة والسيناريست هالة صلاح الصياد حول روايتها "مخرج للطوارئ"، في حلقة جديدة من برنامج كلمات المذاع في حوالي السادسة مساء الأربعاء 16 فبراير 2022 على شاشة النيل الثقافية، وتُعاد الحلقة الثامنة صباح الخميس.
"مخرج للطوارئ"، هو بوابة الخروج الأخيرة حين تنغلق كل الحيل، وينطفئ الضوء المتوهج الخفيف المتبقي في نهاية النفق، لأنه في الأصل لم يكن إلا سرابًا. حينها لا يكن من سبيل للنجاة سوى مخرج الطوارئ، وكل شخص يمتلك مخرج الطوارئ الخاص به، ذلك الذي يبقيه سرًا في جزء من عقله ليطمئنه أن لديه (بلان B) لو انهار كل شيء.
ما الرابط الحقيقي الذي يجمع أي أسرة؟ وهل مجرد وجود روابط جينية بين أناس يعيشون تحت سقف واحد يبقيهم متماسكين؟ الأسرة في "مخرج للطوارئ" تتفكك فعليًا حين تختفي "الأم" ويبقى السؤال الذي تناقشه الرواية، هل كانوا من قبل متماسكين فقط لأنهم عاشوا معًا؟ تتحرك الرواية بين واقع الأسرة عقب اختفاء الأم وبين ماضيهم بينما كانت الأم حاضرة بينهم، ونرى خلال الأحداث أي (مخرج للطوارئ) سوف يلجأ إليه كل فرد من أفراد الأسرة.
من أجواء الرواية:
ظهرت أخيرًا في الشرفة صاحبة الصوت الأول، وحدث كل شيء في أقل من لحظات.
كانت تحمل برميلًا أبيض ضخمًا يماثل حجم جسدها قلبته دون عناء يذكر من حافة الشرفة لتفور خارجه دماء قانية في موجة لامعة مغيرة كل شيء أسفلها!
لون أحمر سميك ينزلق عاكسًا شموسًا صغيرة، ليصبغ الأسفلت والأطفال والدجاج، ليخلق في قلب الميدان الرمادي بقعة كبيرة حمراء.
صمتت كل الأصوات وانفتحت الأفواه ذهولًا، حتى الأطفال المصبوغون لم ينطقوا.
فقط غطي الذهول على كل شيء.
في تلك البقعة الصغيرة من شوارع الإسكندرية حتى أعمدة الدخان والتراب المتصاعدة في عناق يوميّ خمدت وكأن عدوى الذهول طالتها، صرخ اللون الزاهي بصوت أخرسَ ما حوله.
الميدان مُترب منذ الأبد، لا يعرف من ألوان الدنيا سوى الرماد، مبانيه وأسفلته ووجوه الأطفال، وحتى الملابس المنشورة على حبال الغسيل لا لون لها، سرعان ما تجتذب أنسجتـُها المبللة ذراتَ التراب لتتلاشى في رمادية المشهد.
هالة صلاح الصياد. كاتبة وسينمائية مصرية تعيش في الإسكندرية، تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 2006 . صدرت مجموعتها القصصية الأولى "كل نكهات الآيس كريم عام 2017"، وصدرت الثانية "لا تتخل عن أشباحك" يونيو 2021 . كتبت وأخرجت الفيلمين القصيرين "شكلها سما" و"درة حلوة"، ترشحت هالة بسيناريو "وادي النمل" للقائمة القصيرة من جائزة ساويرس للأفلام الطويلة 2016. كما ترجمت المجموعة القصصية "نادي الغانيات المسنات" للكاتب الجورجي داتو جورجيلادزه.