«نيو كوف».. متحور جديد قاتل لكورونا ينتقل من الخفافيش للإنسان تعرف عليه
بالتزامن مع إعلان فيروس كورونا المستجد وباءً متفشيًا، تم التحذير من أي مخاطر تتعلق به وأهمها ظهور متحورات لا يمكن التنبؤ بقوة تأثيرها أو سرعة تفشيها، لكن بالكاد يحاول العلماء اكتشاف شفرتها الجينية وتحديث بروتوكولات العلاج كي تصبح صالحة لمعالجة المصابين من آثر التحور، وهو عكس ما كان يفترضه العلماء وأخصائي الأوبئة أن ظهور متحورات لفيروس كورونا المستجد، يعني بطبيعة الحال نهاية التركيبة الجينية للفيروس الأصلي.
وكانت تلك الفرضية مبنية على ما خاضه العالم مع الأوبئة قديمًا وآخرها الأنفلونزا الإسبانية - انتهت بظهور طفرات أضعف في بدايات القرن الماضي، لكن على العكس، نواجه الآن موجات أشرس في التفشي والانتشار في جميع دول العالم مع رصد سلالات جديدة كـ"دلتا وأوميكرون" الذي بدأ من جنوب إفريقيا وغزا كل قارات العالم، والآن سلالة جديدة تعتبرها منظمة الصحة العالمية الأخطر.
إسلام عنان: “نيو كوف” يقتل واحد من ثلاث مصابين به
وحسب ما يذكر الدكتور إسلام عنان أستاذ علم الأوبئة واقتصاديات الدواء لـ"الدستور"، فإن كورونا، خلف ثلاث سلالات جديدة تسببت في انتشار العدوى والوفيات، بينما كان متغير "كابا" مسؤولاً عن الموجة الأولى من الجائحة ولم تعد سلالة صريحة نظرًا لأنها كانت شبيهة بالفيروس الأصل، ثم أثبتت الموجة الثانية أنها قاتلة وسيطر عليها متغير دلتا للفيروس، مع ظهور الموجة الثالثة من “أوميكرون”، لوحظ أن الفيروس قد تحور إلى شكل أكثر قابلية للانتقال ولكنه أقل فتكًا.
وفي بداية الشهر الجاري اكتشف العلماء في" ووهان" _المدينة التي ظهر فيها الفيروس أولًا_ اكتشفوا سلالة جديدة من الفيروس في الخفافيش في جنوب إفريقيا، نتيجة لسلسلة من الأبحاث والمسح الجيني.
أعطوه اسم "نيو كوف"، وهي تسمية رفضتها منظمة الصحة العالمية، فمصطلح “NeoCov” المقطع الثاني منه مشتق من “SARs-Cov-2”، ولكن ليس له بفيروس سارس الذي انتشر في بداية القرن الحالي وافزع العالم، لكن على حسب ما يوضح عنان فإن المتحور الجديد المكتشف من خلال الخفافيش في جنوب إفريقيا، وهو وثيق الصلة بفيروس “MERS”.
تشير كلمة “MERS” إلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومن البداية يُعتقد أن هذا الفيروس المسمى “NeoCov” له معدل وفيات وانتقال مرتفع، على حسب ما ورد عنه في وكالة الأنباء الروسية.
أمجد حداد: ليس مستبعدًا ان ينتقل المتحور من الخفافيش للبشر
سبب الذعر أن تتسبب سلالة “نيو كوف Neo-Cov” في وفيات بين واحد من كل ثلاثة مرضى، وسلالة “نيو كوف” تمتلك معدل وفيات وانتقال مرتفع، كما يوضح الدكتور أمجد حداد رئيس قسم المناعة والحساسية بالمصل واللقاح.
مكملًا انها كانت في البداية مقتصرة على الانتقال بقين الخفافيش والحيوانات البرية لكن سرعان ما بدأن تتسرب للإنسان بسبب برودة طقس الشتاء، التي تصعب فرض انتهاء الفيروس بالحرارة.
ويكمل "حداد"، تبعًا للدراسات الأولية عن المتحور فإنه ليس خطرًا على البشر في هذه المرحلة لاسيما أنه لم يخرج من جنوب إفريقيا بعد ومن الممكن أن يُحصر هناك، لكن للأسف إن واحدًا من كل ثلاثة مصابين بفيروس نيوكوف يمكن أن يموت بسبب المضاعفات، حيث يمتلك “NeoCov” مزيجًا محتملًا من معدل انتقال كورونا المرتفع ومعدل الوفيات المرتفع لفيروس المارس، ومن هنا فإن معدل الوفيات في “NeoCov” يبلغ حوالي 33٪، ما يعني أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يموتون في المتوسط.
عبد اللطيف المر: أعراضه كالكورونا لكنه أشد فتكًا
وبالنسبة للأعرض الخاصة بالمتحور، فإن الدكتور عبد اللطيف المر أستاذ المناعة بجامعة عين شمس ، فإنه يُبين أنها لا تزال قيد التحقيق من قبل الخبراء، لذلك لم يتم الإبلاغ عن أي أعراض جديدة حتى الآن على الرغم من أنه من المعروف أنه ينتشر بين الحيوانات وحالات الإصابة بين البشر حتى الآن تكاد تكون معدودة، إلا أن الأطباء يزعموا أن “نيو كوف” كغيره له أعراض مشابهة لكورونا ويمكن أن يصيب البشر أيضًا.
والتي قد تشمل بعض أعراض كورونا الشائعة - الحمى، وفقدان الرائحة والتذوق، والإسهال، وسيلان الأنف، والاحتقان، وألم الصدر، والسعال المستمر، والصداع، وآلام الجسم، وآلام العضلات، وما إلى ذلك، لكنها ستكون أشد فتكًا ومضاعفة.