المركز الأورومتوسطى: نحتاج خطاب صوفي يتلائم ومقتضيات العصر
اعتبر الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم، أن التصوف ورجالاته أمام تحدي بعثه من جديد، وإحياء وظيفته المركزية المتمثلة في تزكية النفوس وتطهيرها وإصلاح المجتمعات، عن طريق تجديد الخطاب الصوفي بما يتلاءم ومقتضيات العصر انطلاقا من كون "الصوفي ابن وقته"، جاء ذلك خلال مشاركته فى ليلة الوصال الصوفية رقم 91 التى نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
أضاف أن الصوفي يعم بخدمته الجميع بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم، و يشمل بمعروفه من يستحقه ومن لا يستحقه، وأنه إنسان يوازن بين بعده المادي والروحي ويخدم حاضره و يصنع مستقبله، مذكرا بقوله صلى الله عليه وسلم "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ" (رواهُ التِّرْمذيُّ).
وتطرق الى التعريف الأكاديمي للرأسمال غير المادي الذي هو الرأس المال البشري غير المادي المتجسد في القيم التي لها تأثير على المواطن أو المجتمع والتي تنعكس إيجابا أو سلبا في كل ما يتعلق بفاعلية أداءه الإجتماعي و الاقتصادي، لافتا الى أنه من أحدث المعايير المعتمدة دوليا، لقياس القيمة الإجمالية للدول، وأكد أن البلدان المتقدمة، لم تتقدم إلا بفضل اعتمادها على الاستثمار في رأسمالها البشري كمصدر قوة محركة لكل وسائل و أسباب النمو والإزدهار الاقتصادي.
ونوه الى أن "الفريد مارشال" أكد على أهمية الاستثمار في الرأس المال البشري باعتباره استثماراً وطنياً، وأنه أفضل أنواع الرأس المال قيمة، ومفتاح تقدّم الأمم والشعوب.
وأضاف أن مصطلح الرأسمال اللامادي ليس بالجديد في المجال السياسي والاقتصادي، وأنه ظهر في بداية الستينات من القرن الماضي مع الاقتصادي الأمريكي، الذي اعتبر ان "كفاءة ومعرفة الفرد شكل من أشكال الرأسمال".